منتديات ماي ايجي
موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 263062_228014447227015_709194_a

https://www.facebook.com/ghinwatv



منتديات ماي ايجي
موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 263062_228014447227015_709194_a

https://www.facebook.com/ghinwatv


منتديات ماي ايجي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ماي ايجيدخول

MyEgy - افلام عربي - افلام اجنبي - اغاني - كليبات - برامج - العاب


موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

كل عام وكل اعضاء عرب توداي بخير وإلى الله أقرب
وعلى طاعته أدوّم وأحرص
من هذا المنطلق نقوم بصياغة الموضوع التالى
ليكون مرجعاً مبدئياً لمن يريد أن يستزيد ويعلم
ويبحر فى الحضارة الإسلامية السمحة


موسوعة التاريخ الإسلامى

موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Cursing تنــــــــــــــويه هـــــــــــام موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Cursing

...............

الرجاء من الجميع لمن أراد عموم الفائدة المرجوة
من الموضوع متابعتة من أوله لأخره
بالتتابع التسلسلى للموضوع

أخوكم:/ أشــرف


مدخل إلى الموضوع
يجب على كل مسلم ان يعلم جيداً تاريخ الإسلام الصحيح
حتى لا يقع فى عمليات التزييف التى تحدث للتاريخ كله


** البـــداية **
...........

بدأ تاريخ الإسلام يوم خلق الله -عز وجل- الكون بسماواته وأراضيه،
وجباله وسهوله، ونجومه وكواكبه، وليله ونهاره. وسَخَّرَ كل هذا للإنسان.
وبدأت حياة هذا الإنسان فى الكون عندما خلق الله -عز وجل- آدم من تراب،
ونفخ فيه من روحه.ثم خلق الله حواء؛ لتكون زوجة لآدم،
ولتكون منهما البشرية.
وسمح الله -سبحانه- لآدم وحواء أن يعيشا فى الجنة،
ويستمتعا بكل شىء فيها بشرط أن لا يأكلا من شجرة واحدة منها،
ونبَّه سبحانه آدم إلى عداوة الشيطان له، وحذره منه.
وعاش آدم وحواء فى الجنة، سالمين عابدين يستمتعان بخيراتها، تحيط بهما الأشجار المثمرة، والأنهار العذبة، فكانت حياة جميلة هادئة، حتى جاءهم الشيطان،
وأغواهما أن يأكلا من الشجرة التى نهاهما الله عنها،وأكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة، فأخرجهما الله-عز وجل- من الجنة حيث كانت السعادة والراحة،
وأنزلهما إلى الأرض حيث التعب والشقاء.
وعلم آدم أنه عصى ربه، فأسرع وتاب إليه؛ ودعا ربه، فعفا عنه،
وتاب عليه، وأمر آدم أن يهبط إلى الأرض هو وزوجته،وأُنزل معه الشيطان،
قال تعالى:
(قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
[البقرة: 38].
وبدأت حياة البشرية على الأرض بآدم -عليه السلام- وزوجه وجاءت منهما ذرية مسلمة مؤمنة بالله، وعلمهم الله الزراعة، وكيفية الاستفادة من مياه المطر،
ومن الأنعام، بلحومها وألبانها وأصوافها، وعلمهم صناعة السفن وركوب البحر،
وكيف يهتدون بالنجوم فى سيرهم فى ظلمات الطرق،
وغير ذلك مما ييسر لهم العيش على الأرض.
وعلَّم الله -سبحانه- آدم -عليه السلام- كيف يباشر المهمة التى خلقه لها،
ووضَّح آدم لذريته طريق الخير،وحذرهم من طريق الشر،وأخبرهم أنهم سيموتون ويبعثون ويحاسبون، وأن الفائز من يدخل الجنة، والخاسر من انتهت حياته
وأعماله إلى النار.
ونبه آدم ذريته إلى أن الشيطان عدوهم الأول، وإلى خطورة دوره فى حياتهم،
وأخبرهم أنهم فى مأمن من الشيطان ماداموا عبادًا مخلصين لله -عز وجل-،
قال الله تعالى للشيطان:
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)
[الحجر:42].
وفهمت الأجيال المسلمة التى تربت على عهد آدم الدرس كاملا،
فعاشت فى طاعة الله مئات السنين،حتى بدأ العصيان يظهر بينها،
وبدأ الانحراف يزداد يومًا بعد يوم، وينتهى إلى عبادة غير الله والكفر باليوم
الآخر، وكان الله -عز وجل- يرسل إلى هذه الأجيال المنحرفة الأنبياء والرسل،
ومنهم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى ومحمد
-عليهم السلام-، وكانت دعوتهم جميعًا:
(يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ)
[الأعراف:59].
وهذه هى دعوة الإسلام:
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون)
[الأنبياء: 92].
إن مسيرة الأنبياء الكرام عبر السنين الطويلة وحتى مبعث أكرم الأنبياء محمد
(هى جزء أصيل من تاريخنا الإسلامى، لذا كانت دعوة محمد):
(قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ
وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ
لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون)
[البقرة:136].
إنه لا دين غير الإسلام:
( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)
[آل عمران:19].
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين)
[آل عمران:85].

يُتبع إن شاء الله



المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22

descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالعصر العباسى الرابع "نفوذ السلاجقة"

more_horiz
العصر العباسى الرابع
عصر نفوذ السلاجقة
(447 - 656هـ/ 1055 - 1258م)

فى عهد المقتدر(295-320هـ)أشرفت الدولة العباسية على الانحلال
والموت بظهورسلطان المستقلين فى أطراف الخلافة والثغور.
وبحسب القارئ أن يعدد هذه الدويلات التى أعلنت سلطانها فى أجزاء
الخلافة الإسلامية؛ليعلم ما وصلت إليه الحال من خلل وتفسخ وانحدار!
لقد قامت فى فارس دولة بنى بويه،
وبسط الإخشيديون سلطانهم على مصروسورية،
وأعلن الفاطميون سيادتهم فى إفريقية والمغرب،
وساد الأمويون فى إسبانيا،
واستقلّ بنو سامان فى خراسان وما وراء النهر،
والقرامطة بمنطقة البحرين وما حولها من ثغوروبلاد،
واستقرالديلم فى جُرجان وطبرستان،
وأعلن أحد أمراء العراق واسمه البريدى حكمه على البصرة وواسط.
وقامت دولة الحمدانيين فى الموصل ودياربنى ربيعة وقسم كبير
من أراضى العراق.

وكانت الدولة الإسلامية تغلى غليانًا فى جحيم الاضطرابات والدسائس!
كل منهم يحارب الآخر حربًا لا هوادة فيها،
ويحفرمقبرة الخلافة بهذا التفكك الذى أطمع البيزنطيين أن يعيدوا الكَرَّة
على بلاد الإسلام،فدخلوا كليكيا وسورية على يد القائد البيزنطى نقفور،
الذى اشتبك فى معارك دامية مع سيف الدولة على أبواب حلب مما سيأتى تفصيله.
وكانت البلاد تواجه خطرين:
خطر الانقسامات الداخلية،
وخطر هجمات الروم الخارجية.
ويشاء الله أن تتقد نيران هذه الاضطرابات،وقد عقمت الأرض عن أن تلد
منقذًا يقضى على هذه المطامع،وظلت الأمور بين أيدى خلفاء ضعاف أقصى
أمنياتهم من الحياة بعضهذه الأموال التى يدرها العمال عليهم؛لينعموا
مرفهين برغد الحياة.


أصل السلاجقة
من أولئك السلاجقة ؟
وكيف امتد نفوذهم حتى وصلوا إلى بغداد ؟
إنهم أتراك ينتسبون إلى جدهم سلجوق،
وينتمون إلى قبيلة تركية كبيرة تسمى"الُغزّ".
وقد نزلوا على نهر"سيحون"،واتصلوا بخدمة التركمان فى بلاد ما وراء النهر،
وراح جدهم"سلجوق"يتقدم فى خدمة ملك الترك حتى وصل إلى قيادة الجيش،
وكان بارع الحديث،كريمًا،فاستمال الناس إليه،وجمعهم مِن حوله،فانقادوا له
وأطاعوه.وخافت زوجة ملك الترك على زوجها منه،فأغرته بقتله،
وعرف"سلجوق"ما يدبِّر له فى الخفاء،
فجمع مَنْ حوله،وساربهم حتى مدينة"جَنَد"،وأقام هناك فى جوارالمسلمين ببلاد تركستان.ولما جاورسلجوق المسلمين،وتعرف على أخلاق الإسلام أعلن إسلامه
على مذهب أهل السنة،واعتنق الغُزُّالإسلام معه.
وعندئذ بدأ فى غزو"كفارالترك"،وكان ملكهم يأخد إتاوة من المسلمين فى
تلك الديار،فقطعها سلجوق وطرد نوابه.وكان لسلجوق من الأولاد أربعة هم:
أرسلان،وميكائيل،وموسى،ويونس.


انتصارات "طغرل"
ولقد أعد سلجوق أبناءه وأحفاده للغزو والفتح،فلقد استطاع أحد أحفاده وهو
"طغرل"أن يستولى على إقليم مرُو"خراسان"سنة 429هـ فى الشمال الشرقى
من فارس،ثم استولى على نيسابور432هـ،وعلى حَرَّان وطبرستان
عام 433هـ،وعلى خوارزم عام 434هـ، وأصبهان عام 438هـ/1047م.
واستمر"طغرل"يتقدم فى بلاد فارس والعراق،
وفى سنة 447هـ/ 1055م وقف طغرل على رأس جماعة من جنده الأتراك
أمام أبواب بغداد،كما وقف"بنو بويه"قبله،فسلمت له المدينة دون مقاومة،
واستقبل الخليفةُ طغرل زعيمَ السلاجقة كما استقبل أحمد أبا شجاع من قبل،
وراح الخليفة العباسى"القائم"يعترف بطغرل سلطانًا ويمنحه لقب
"ملك المشرق والمغرب".


نشر المذهب السنى
تدفقت القبائل التركية على العراق بعد انتصارطغرل،
ولقد سخَّرالسلاجقة مركزهم -إلى جانب الخلافة العباسية-لخدمة الإسلام،
فراحوا يعملون على توسيع سلطانه،ولم يكن هدفهم تقوية مركزالخليفة العباسي،
وإنما عمدوا إلى نشرالمذهب السنى الذى دانت به الخلافة العباسيَّة،
ومحاربة الشيعة الفاطميين،أملا فى إعادة وحدة الأمة ومواصلة نشرالإسلام
فى أرمينيا وآسيا الصغرى،ويحسب لهم أنهم احترموا منصب الخلافة،
وأجلُّوا الخلفاء واحترموهم،فلم يسيئوا إليهم،ولم يعتدوا عليهم كما كان
الأتراك فى العصور السابقة.


جيوش "ألب أرسلان"
وتولى"ألب أرسلان"ابن أخى طغرل القيادة العليا للجيوش السلجوقية
سنة456هـ/ 1063م،وجعل جيشه ثلاث شعب:
شعبة منه سارت إلى الشام،
وشعبة ثانية إلى بلاد العرب،
وكلتاهما تابعة للدولة الفاطمية الشيعية.
أما الشعبة الثالثة فقد كان هو رأسها واتجه بها نحو
"أرمينيا الصغرى"و"آسيا الصغرى"،
وهى"بلاد الروم"كما كان يسميها المؤرخون المسلمون.


موقعة ملاذكرد
واستولت الجيوش السلجوقية على"حلب"سنة 463هـ/ 1070م،
واستعادت"مكة"و"المدينة"بعد ذلك بقليل،بينما انتصر"ألب أرسلان"
على الإمبراطورالبيزنطى"رومانوس ديوجينيس"سنة 464هـ/ 1071م،
فى موقعة"ملاذكرد"فى الشمال الشرقى من بحيرة"فان"،وأباد معظم الجيش
البيزنطى حتى باتت آسيا الصغرى تحت سيطرته،فانتشرت جيوشه فيها إلى قرب"البسفور"و"الدردنيل"،ومن هذه الفتوح تأسست دولة سلاجقة الروم
فيما بعد.ويموت ألب أرسلان عام 465هـ/ 1072م مقتولا،
وقد قال وهو على فراش الموت:
"ما كنتُ قط فى وجه قصدتُه ولا عدّو أردتُه إلا توكلتُ على الله فى أمرى،
وطلبت منه نصرى،وأما فى هذه النوبة،فإنى أشرفت من تلّ عالٍ،فرأيت عسكرى
فى أجمل حال،فقلت أين من له قدرة مصارعتي،وقدرة معارضتي،وإنى أصل بهذا العسكر إلى آخرالصين،فخرجتْ علىَّ منيَّتى من الكمين".
وهكذا اتسعت رقعة الدولة السلجوقية عامًا بعد عام،وعلى الرغم من أن السلطة
الفعلية فى بغداد كانت لهم،فإنهم لم ينتقلوا من"أصفهان"إلى"بغداد"ويتخذوها
عاصمة لهم إلا سنة 484هـ/1091م،وكان ذلك فى عصرملكشاه السلجوقى.


نهضة علمية وعمرانية
وفى عهد ملكشاه بلغت الدولة السلجوقية أقصى عظمتها،فبنى ملكشاه المساجد،
وأنشأ الخانات(الفنادق)على طرق القوافل لنزول المسافرين،ومهد طرق الحجاج
إلى مكة،وزودها بالحراس.وأمر بتجميل بغداد وتنظيمها،وإقامة شبكة لتصريف
مياه الحمامات إلى غيرنهردجلة.وكان يساعده فى إدارة المملكة وزيره
"نظام الملك"،الذى ألف كتابًا فى"فن الحُكْم"يعرف باسم"سياسة نامة"،
وراح يشجع الشخصيات المشهورة فى العلوم والآداب،فتمتع"عمرالخيام"بعطفه،
وهو العالم الكبير،والشاعرالفارسى الشهير.وأنشأ المجامع العلمية فى بغداد،
وأشهرها المدرسة النظامية التى تم بناؤها سنة 460هـ/ 1067م.
وحسب هذه المدرسة التى أنشأها نظام الملك وزيرملكشاه السلجوقى
أن من تلاميذها السعدى مؤلف"بستان السعدى"،
وعماد الدين الأصفهانى،
وبهاء الدين بن شداد(الذى كتب سيرة صلاح الدين)،
وهما اللذان خدما صلاح الدين والدولة الأيوبية فى مصر،
وعبد الله بن تُومَرْت الذى أسس دولة الموحِّدين فى إفريقية والمغرب،
ومن أساتذتها أبو إسحاق الشيرازى مؤلف كتابى"المهذب"و"التنبيه"
فى الفقه الشافعى،والغزالى العالم المتصوف،وإذا كانت عظمة السلاجقة
قد استندت إلى ما قاموا به من أعمال،وإلى شخصية سلاطينها،فإن الدولة
قد أخذت فى التفكك بعد وفاة ملكشاه سنة 485هـ/ 1092م.

تفكك السلاجقة
ولم تظهر بعد ذلك من البيت السلجوقى شخصية قوية تملأ فراغ ملكشاه،
وراح أبناء البيت السلجوقى يقتسمون تلك المملكة الواسعة الأطراف،
ويستقل كل منهم بنصيبه منها.وفى ظل هذا التفكك ساد الضعف،
واضطربت الأحوال لكثرة الحروب الداخلية إلى أن زال نفوذها سنة
590هـ/1194م،وهكذا الأيام،تذهب دولة لتأتى أخرى.
فقد حلت محلَ دولِة السلاجقة دولة"الأتابكة"بالعراق وفارس،
كما حلت دولة الأتراك العثمانيين محل سلاجقة الروم بآسيا الصغرى
سنة700هـ/1300م.
كلما ذكرنا"سلاجقة العراق وكردستان"الذين حكموا من سنة511هـ/ 1118م
إلى سنة 590هـ/ 1194م،لا يمكن أن ننسى السلاجقة العظام الذين كانوا
يحكمون فارس والأهوازوالرى وخراسان والجبل من
سنة(429-552هـ/1038-1060م) من أسرة خوارزم شاه.
كما أننا لا ننسى"سلاجقة الشام"الذين حكموا حلب ودمشق من سنة
(487-511هـ/1094-1108م)،وخلفهم البوريون والأرتقيون
(من الأتابكيين).وإلى جانب هؤلاء،"سلاجقة كرمان"الذين حكموا من سنة(433-583هـ/1042-1187م) وخلفهم التركمان الغز.
ويبقى سلاجقة الروم الذين حكموا آسيا الصغرى من سنة
(470-700هـ/1078- 1300م)وخلفهم المغول والأتراك وغيرهم.

موقف السلاجقة من الإسلام
كان الفرق واضحًا بين معاملة البويهيين للخلفاء العباسيين ومعاملة السلاجقة لهم !
فعلى العكس من معاملة البويهيين للخلفاء العباسيين أظهرالسلاجقة الاحترام
الكامل،والأدب الجم،والمعاملة الحسنة الطيبة للخلفاء العباسيين،
وكانوا صورة للإنسان الفطرى الذى هذبه الإسلام،
وليس أدل على ذلك من قول"طُغْرُلْبِك"حين دخل على الخليفة"القائم"
سنة 449هـ/ 1057م:
"أنا خادم أميرالمؤمنين،ومتصرف على أمره ونهيه،ومتشرف بما أهّلنى له،
واستخدمنى فيه،ومن الله أستمد المعونة والتوفيق".وهنا ألبسه الخليفة"الخلع"
فما كان من"طغرلبك"إلا أن قَبَّل يد الخليفة أكثرمن مرة.وراح الخليفة يوصيه
بتقوى الله والعدل فى الرعية،وزادت أواصرالقربى بينهم،فقد تزوج الخليفة
"خديجة"ابنة أخى السلطان"طغرلبك"
بينما تزوج طغرلبك من ابنة الخليفة القائم سنة 454هـ/ 1062م.
وإذا كانت السلطة الفعلية قد أصبحت فى يد السلاجقة فإن الاحترام صاحبَ
هذه السلطة.وقد حاول الخلفاء استعادة سلطتهم الفعلية إلى جانب زعامتهم الروحية،فتمكنوا من ذلك أحيانًا،وساعد على ذلك اختلاف السلاجقة على أنفسهم
بعد وفاة ملكشاه سنة485هـ/1092م،وتعد أقوى هذه المحاولات محاولة الخليفة الناصرلدين الله،كما أن خلافته تعد أطول مدة فى تاريخ الخلفاء العباسيين.

السلاجقة والباطنية
من يُقلب صفحات التاريخ فى الدولة العباسية يجد أن هناك فروقًا كثيرة
ودعوات باطلة فاسدة،وأفكارًاغريبة وعقائد ضالة،كانت وراء الفتن والاضطراب والحروب فى المجتمع الإسلامى آنذاك.
وقد كانت"الباطنية"مصدرخطركبيرعلى الإسلام والمسلمين منذ أن وجدت،
فكانت بعقائدها الباطلة وفتنها الماكرة لونًا جديدًا من الأفكارالضالة للنيل من الإسلام والمسلمين،وذلك بالتستر وراء حب"آل البيت"،والعمل على إفساد عقيدة الإسلام وأركانه وشريعته.ومن يقرأ تاريخ الباطنية يتبين له أنها تضرب بجذورها إلى
"عبد الله بن سبأ"،وأنها تشمل خليطًا من أصول دعوات فاسدة تحتويها،منها:
القرامطة،
والدروز،
وإخوان الصفا،
والإسماعيلية،
وغيرها من مذاهب باطلة ظهرت فى تاريخنا الإسلامى.
وفى عهد ملكشاه وفى سنة 483هـ/1090م راح"الحسن بن الصباح"
يدعو الناس إلى التشيّع والزندقة،واستولى على قلعة"الموت"فى نواحى قزوين،
وزاد خطره،وكثرأتباعه،فأرسل إليه نظام الملك مَنْ يحاصرقلعته،ولكنه بعث
من قام باغتيال نظام الملك،وفك الحصار عن القلعة.
وتمرالسنون بعد وفاة ملكشاه،وتقع معارك مع الباطنية يقوم بها أبناؤه وأحفاده
من بعده،ينجحون فيها بفضل الله فى تقليم أظافرهم الشرسة،ولو تتبعنا اللقاءات
الحربية بين الباطنيةوالزنادقة وبين المسلمين لطال ذلك وامتد،ولكن الملاحظ
أن"الباطنية"لم يكتفوا بقتل القواد والعلماءوالقضاة فى بلاد فارس وما وراء النهر،
بل كانت منهم باطنية ببلاد الشام لعبوا الدورنفسه مع حكام المسلمين،وقادتهم
وفقهائهم وعلمائهم،فقتلوا منهم عددًا كبيرًا.
ويشهد الله،كم كانت الباطنية خِنْجرًا مسمومًا فى ظهرقادة الإسلام،
وزعماء المسلمين،وفقهائهم،وحسبهم تلك الأفكارالمنحرفة التى تدعوإلى:
نفى صفات الله،
وإبطال النبوة والعبادات،
وإنكار البعث،
وإبطال نسبة القرآن إلى الله،
وتأويل أصول الدين تأويلاً قاطعًا يخرج بالواحد منهم إلى الكفر،
وغير ذلك من الأفكار الضالة المضلة.




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالمغول "التتار" وسقوط الخلافة

more_horiz
المغول وسقوط الخلافة

من هم المغول؟
كيف كان ظهورهم الهمجى على صفحة التاريخ؟
فى عهد مَنْ مِن الخلفاء كانوا؟

هذه سنة الحياة فى الناس والأشياء،
فبعد أن ظلت بغداد عاصمة لبنى العباس على مدى خمسة قرون راحت تتهاوى
تحت ضربات المغول والتتار،وتسلم الراية لهم،ليملئوا الدنيا قتلا وتشريدًا ونهبًا
وسلبًا وفسادًا!

أصل المغول
إنهم قبائل تركية آسيوية كانت تسكن فى الجزء الشرقى من"بلاد التركستان"
وما يليها شرقًا من"غرب بلاد الصين"،وهم بدو رعاة يدينون بالوثنية،
ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر،ويبحثون عن الرزق أينما وجد،وينتقلون وراءه
حيث كان،ويقتتلون من أجل الحصول عليه،نساؤهم فى هذا كرجالهم سواء بسواء.


المغول والتتار
وكانت بين"قبائل المغول"و"قبائل التتار"أواصرنسب وجوار،
ولكن على الرغم من هذا،فإن محاولة الحصول على الرزق كانت تدفعهم
إلى التنازع والتناحروالتقاتل،وتسفرالمواجهة بينها عن انتصار"التتار"
وهزيمة"المغول"،ويعود المغول فينتصرون على"التتار"
ولكن الزعيم التترى"جنكيز خان"جمع شمل هذه القبائل لتصبح النقطة السوداء
فى التاريخ الإنسانى بسبب ما أنزلوه به من الكوارث التى لم يحدث مثلها.


انتصارات جنكيز خان

فكيف كان هذا الذى حدث؟
وما قصة خروج التتار إلى بلاد الإسلام والمسلمين؟
وكيف تهاوت الخلافة على أيديهم بهذه الصورة المهينة؟!
إن"ابن الأثير"المؤرخ الكبيرحين أراد أن يسجل تلك الأحداث فى كتابه
"الكامل"
تمنى أن يكون قد مات قبل أن يسمع عنها أو يراها،فيقول:
"لقد بقيت عدة سنين مُعْرِضًا عن ذكرهذه الحادثة استعظامًا بها،
كارهًا لذكرها،فأنا أقدم رِجْلا وأؤخرأخرى،
فمن الذى يسهل عليه أن يكتب نعى الإسلام والمسلمين،
ومن الذى يهون عليه ذكر ذلك،فيا ليت أمى لم تلدنى،
ويا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيّا،
إلا أَنى حثنى جماعة من الأصدقاء على تسطيرها،وأنا متوقف،
ثم رأيت أنَّ ترك ذلك لا يجدى نفعًا،
فنقول:هذا الفعل يتضمن الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التى عقمت
الأيام والليالى عن مثلها،عمت الخلائق،وخصت المسلمين،
فلو قال قائل:إن العالم منذ خلق الله-سبحانه وتعالى-آدم إلى الآن
لم يُبتلَ بمثلها كان صادقًا،فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها".
وهكذا فعندما تمكن"جنكيز خان"من إخضاع القبائل المجاورة له فى دهاء واقتدار محطِّمًا خصومه مستوليًا على كل ما يملكون،مُدَعِّمًا جيشه بالمحاربين راح يتطلع إلى "إمبراطورية الصين"التى كانت شرقى بلاده.
واستطاع أن يستولى على معظم أجزاء"الإمبراطورية الصينية"المتداعية سنة
612هـ/1215م.
واجتمعت كل ملل الكفرمن الصليبيين والبوذيين والرافضة من أهل الشيعة.
لقد ظنوا فى هؤلاء الأشرارمن المغول والتتارالمعاول القادرة على هدم الإسلام وحضارته.


اجتماع الصليبيين والمغول
لقد كان الصليبيون يحتلون بلاد الشام،وكان المجاهدون المسلمون قد أنزلوا بهم فى عهد عماد الدين زنكى،ونورالدين محمود،وصلاح الدين الأيوبى هزائم ساحقة،
ولولا ضعف المسلمين بعد موت صلاح الدين لكانت نهاية الصليبيين بالشام قد تحققت.. ولكن الصليبيين ظلوا يعانون الضعف البالغ ويصمدون رغم ذلك فى مواجهة المسلمين حتى ظهرت قوة المغول،وتأكَّد عداؤهم للإسلام وما أنزلوه بأهله من هزائم ومصائب فى بلاد خراسان وفارس على أنقاض دولة السلاجقة هناك،فاجتمعت مصالح الفريقين الصليبيين والمغول فى عداء المسلمين وحربهم،وبدأت الاتصالات بينهم لتنسيق الجهود فى هذا الصراع.
وأعمل الصليبيون حيلهم الخبيثة،فعرضوا على التتارالنصرانية،فتنصَّرمنهم عدد كبير، وجعلوا يزوجونهم من النصرانيات الحاقدات على الإسلام وأهله،فاشتعل الحقد الصليبى والبوذى فى الهمجية الشرسة،وانطلقت جحافل التتارتدمرالخيرفى كل مكان.
وإذا كان ضعف الدول يغرى بالعدوان عليها،فإن"جنكيز خان"قررأن يتجه إلى "تركستان"،وراح يستولى على المدن والعواصم واحدة بعد أخرى حتى استولى
على جميع تلك البلاد،نذكرمنها "كاشغر"و"بلا سفون".
وراح يفكرمن جديد:إن"إمبراطورية الخطا"غربى بلاده تقع حائلا بينه وبين
"المملكة الخوارزمية" فما العمل؟
وكيف السبيل إلى مملكة خوارزم، ومن بعدها كل بلاد المسلمين؟
راح يستولى على أجزاء من"ملك الخطا"ويقترب بذلك من
"المملكة الخوارزمية المسلمة".
وكان لابد له من مهاجمتها بما لديه من قوة ساحقة ماحقة ليصنع ملكًا على أنقاض الحضارات وأشلاء الإنسانية،وهكذا كانت الأحلام تراوده!


مواجهة المسلمين للتتار
من هنا بدأت اللقاءات الدامية بين التتاروالمسلمين،فلقد أرسل"جنكيز خان"خطابًا
إلى السلطان"علاء الدين محمد خوارزم شاه"يتباهى فيه بقوته،ويحيطه علمًا بأنه فى الطريق إليه للاستيلاء على مملكته.وكان لابد من أن يبادر"خوارزم شاه"بالخروج لملاقاة التتارفى عقردارهم.ويصل"خوارزم شاه"إلى بيوتهم فلا يجد فيها إلا النساء والصبيان.
ويبعث بمن يأتيه بأخبارهم فيعلم أنهم خرجوا لمحاربة"ملك من ملوك الترك"،
وهزموه،وغنموا أمواله،وهاهم أولاء فى طريق العودة.
وعلى الطريق التقى الجيشان:جيش"جنكيز خان"،وجيش"خوارزم شاه"
واستمرالقتال ثلاثة أيام دون أن يحقق أحدهما نصرًا على الآخر،وقد قتل من المسلمين فى هذه الوقعة عشرون ألفًا،فعاد"جنكيز خان"إلى بلاده،وعاد"خوارزم شاه"هو الآخر إلى بلاده،وكلاهما ينتظراللقاء الحاسم،وأصدر"خوارزم شاه" أوامره إلى أهل"بخارى" و"سمرقند"بالاستعداد لحرب قادمة،وعليهم أن يجمعوا الذخائر،ويستعدوا لحصارقد يطول،وعاد هو إلى خراسان،ومرت خمسة أشهر،وفجأة خرج التتارإلى أهل بخارى مقاتلين محاصرين،ودارت بين الفريقين معركة شرسة استمرت ثلاثة أيام،
سقطت بعدها"بخارى"فى أيدى التتارأعداء الإسلام والمسلمين.


فظاعة التتار
وراح التتاريرتكبون جرائم يشيب لها الولدان،وراحوا يقتلون الفقهاء والعلماء،
ويسبون النساء،وينتهكون أعراضهن أمام أهليهن،وقد ثارلذلك كثيرمن المسلمين،
وكانوا يفضلون الموت على رؤية هذا الجرم الفاحش والسكوت عليه،
فكان كثيرمن المسلمين يقاتلون التتارحتى الموت،ومن كان يسكت على ذلك فإنه
رغم سكوته يمثل به ويعذب بأشد أنواع العذاب،ويلقى فى النار.
ومن الذين ثاروا لذلك الإمام الفقيه ركن الدين إمام زاده وولده،فإنهما لما رأيا
ما يفعل بالحرم قاتلا حتى قتلا،وكذلك فعل القاضى صدرالدين خان.
وأخذوا يشردون الأبرياء،ويهدمون المساجد والمدارس،ويحرقون كل المصاحف
التى وجدوها فى مساجد بخارى.
وأخذ التتاربعض الأسرى من"بخارى"وعلى رأسهم واليها من قبل خوارزم شاه
فى أقبح صورة إلى سمرقند،ومن لم يقدرعلى السيرمعهم قتلوه.
ولما وصلوا إلى"سمرقند"كانت هناك مفاجأة،لقد وجدوا عددًا كبيرًا من أهلها
ومعهم خمسون ألفا من الخوارزمية قد استعدوا لمواجهة التتار.
ولكن التتارعمدوا إلى المكروالخديعة،للتغلب على أهل سمرقند ومن معهم من الخوارزميين،لقد أظهروا الخوف منهم،وراحوا يتراجعون أمامهم،وراح المسلمون يتقدمون وراءهم ويتابعونهم،وهنا قام جيش التتاربمحاصرة المسلمين والقضاء عليهم وإبادتهم،فلم يسلم منهم أحد،واستشهدوا جميعًا،وكانوا سبعين ألفًا.
ولم يكتف التتاربهذا،بل تقدموا ودخلوا"سمرقند"،يقتلون من بقى من أهلها،وفعلوا بسمرقند ما فعلوه ببخارى من نهب وسلب،وقتل وسبى،وحرق للمساجد،
وهتك لأعراض المسلمات!وكان ذلك فى عام 617 هـ.


وفاة خوارزم شاه
ويصدر"جنكيز خان"قائد التتارأوامره إلى رجاله أن يأتوه برأس"خوارزم شاه"
فعبروا النهرالفاصل بين سمرقند وخراسان،ولكنهم لم يظفروا به،ولم يمكنهم الله منه،
فقد صعدت روحه إلى باريها ولقى ربه سنة 617هـ/1220م،بعد حياة حافلة بخدمة الإسلام والمسلمين،وكان ملكه ممتدّا من حدود العراق إلى تركستان إلى جانب"غزنة" وبعض بلاد الهند،وسجستان،وكِرمان،وطبرسان،وجرجان،وبلاد الجبل،وخراسان، وبعض فارس،والخطا.
لقد كان"خوارزم شاه"عالمًا فقيهًا،معظِّما لأهل الدين،مكرّمًا لهم،مقبلا عليهم،
كما كان يعمل للآخرة،فلم يركن إلى الدنيا ويغنمها،ولم يقبل على الشهوات أو
ينهمك فى الملذَّات.رحمه الله رحمة واسعة،وجزاه عن الإسلام خيرالجزاء.


زحف التتار
لم يتوقف"التتار"عند هذا الحد من العدوان على بلاد الإسلام والمسلمين،
بل واصلوا الزحف نحو"مازندان"فملكوها،وسقطت فى أيديهم"الرَّى"و"همذان"
وساروا إلى"أذربيجان"حتى وصلوا إلى"تبريز"،فلم يخرج إليهم صاحب"أذربيجان" لاشتغاله بملذاته وشهواته،وإنما أرسل إليهم الهدايا وصالحهم على مال وثياب ودواب، ففارقوه إلى بلاد"الكرج"وأوقعوا بهم الهزيمة.
وظل التتارينتقلون من بلد إلى آخريقتلون ويشردون،وما استعصى عليهم من المدن تركوه إلى حين.
وعاد التتارإلى"همذان"فقاومهم أهلها مقاومة باسلة جبارة،حتى فكروا فى العدول
عنها لكثرة ضحاياهم،لكنهم تماسكوا حتى غلبوا"أهل همذان"ولم يَنْجُ منهم إلا من
اتخذ له نفقًا فى الأرض،ومن"همذان"انتقل التتارإلى"أذربيجان"فاستولوا
على بعض مدنها،وصالحوا ما كان منها محصنًا.
وانتقل التتاربعد ذلك إلى"دربند شروان"،وفيها أمم كثيرة وطوائف لا حصرلها
من الترك،فقتلوا منهم الكثير،وبخاصة فى"بلاد القفجاق"أو(القفقاس)
التى اتخذ منهم الملك"الصالح نجم الدين أيوب"مماليكه البحرية وهم ملوك مصر
بعد الدولة الأيوبية،وهم"المعز أيبك"،و"المظفر قطز"و"المنصور قلاوون"وغيرهم.
وانتقل التتارمن"بلاد القفجاق"إلى بلاد الروس مما يجاورها فظفروا بها،ثم قصدوا
"بلاد بلغار"،فلما سمعوا بقدوم التتارإليهم،خرجوا وكمنوا لهم فى الطريق،وخرجت
إلى التتارمجموعة استدرجتهم حتى جاوزوا مواضع الكمين،فخرج عليهم الكمناء من الخلف،فأصبح التتارمحصورين،فقتلهم أهلها،وفرَّالتتارإلى ملكهم،ورجع من سلم منهم
إلى بلادهم.
ويعود التتاربعد غزوهم الوحشى إلى القلاع الحصينة التى كانت قد استعصت عليهم، ليفتحوها بعد قتل وأسروسبى ونهب وتدميروإحراق،ويتجهون إلى"خراسان"،
فأخذ أهلها يقاتلون ببسالة وشجاعة ليلا ونهارًا،حتى قتلوا من التتارخلقًا عظيمًا،
فاشتكى التتارإلى جنكيزمنعتها،فسارإليها بنفسه ومن معه،ولما عجزعنها أمربجمع أكبر قدر ممكن من الحطب،فكان يضع صنفًا من الحطب وصنفًا من التراب،حتى صارهذا الحطب بارتفاع القلعة، فدخلها التتاروفرّالمقاتلون المسلمون منها،فسبى التتارالنساء ونهبوا الأموال وانتهكوا الأعراض،واستولوا على"غزنة"وبلاد"الغور"،ويشاء الله أن يواجههم"جلال الدين بن خوارزم شاه"ومعه من سلم من عسكرأبيه فى"بلق"
وأن ينهزم التتاربعد معركة حامية،ويغنم المسلمون ما مع التتار،ولم يكن قليلا بل كان كثيرًا وعظيمًا.
والتقى التتارمع المسلمين ثانية عند"كابُل"وكان النصر للمسلمين،فغنموا من الغنائم ما غنموا،وفكوا أسراهم واستنقذوهم من أيدى أعدائهم الذين لارحمة فى قلوبهم ولا إنسانية.
وكان كل شىء يوحى بأن التتارمصيرهم إلى الانهيار،وأن المسلمين سوف يعلوأمرهم، ويعود لهم مجدهم من جديد،لكن فتنة الغنائم والأموال قضت على وحدة الصف،
وفرقت الشمل،فنجد أميرين من أمراء الخوارزمية يختلفان على الغنائم ويقتتلان،
وتمتد اليد الآثمة،فتقتل أخا الأمير"سيف الدين"،وهو ممن أبلوا بلاءً حسنًا فى حرب التتار،ويغضب"سيف الدين"لمقتل أخيه بعد أن هزم التتاروكاد يقضى عليهم،
ويفارق الجيش،ومعه ثلاثون ألفًا،سار بهم إلى الهند،ويحاول"جلال الدين بن خوارزم شاه"إنقاذ الموقف؛فذهب إلى سيف الدين،وذكره بالجهاد،وخوفه من الله،
وبكى بين يديه وقبلهما،لكن ذلك لم يؤثر فيه،ولم يجعله يتراجع.
ولما يئس"جلال الدين"وقل العدد معه،أخذ من معه من الجند وسارعوا نحوالهند، وحاولوا عبورالنهر،فلم يجدوا سفنًا،فأدركهم"جنكيز خان"،وقتل"جلال الدين"
ومن معه، ثم سار إلى خوارزم، فخربها ودمرها.
وهكذا يكون لشهوات النفس والثأرلغيرالله أثركبير فى ضياع ملك المسلمين
وتخريب ديارهم.
لقد تم بذلك لجنكيزخان مملكة عظيمة واسعة مترامية الأطراف تبتدئ شرقًا من بلاد الصين،وتنتهى غربًا إلى بلاد العراق وبحر الخزروبلاد الروس،وجنوبًا ببلاد الهند، وشمالا بالبحرالشمالى.
تم كل ذلك فى مدة قصيرة مما جعل المؤرخ"ابن الأثير"وقد عاصرتلك الأحداث،
يقول:"لقد جرى لهؤلاء التتارما لم يسمع بمثله فى قديم الزمان وحديثه،طائفة تخرج
من حدود"الصين"،لاتنقضى عليهم سنة حتى يصل بعضهم إلى بلاد"أرمينية"
من هذه الناحية ويجاوروا العراق من ناحية"همذان"!
وتالله لا شك أن من يجىء بعدنا-إذا بَعُد العهد-،ويرى هذه الحادثة مسطورة ينكرها، ويستبعدها،والحق بيده،فمن استبعد ذلك فلينظرأننا سطرنا نحن وكل من جمع التاريخ
فى أزماننا هذه،فى وقت كل من فيه يعلم هذه الحادثة،استوى فى معرفتها العالم
والجاهل لشهرتها".
فلما أحس جنكيزخان بقرب نهاية أجله راح يقسم مملكته بين أبنائه الأربعة
إلى أربعة أقسام،فقد أراد أن يملك أولاده الدنيا بأسرها،ولا يبقى فيها لغيرهم كلمة
ولا سلطان.
ولولا ما حصل بعده من الخلاف لتم كل ما توقعه،وفى سنة 624هـ/ 1227م
أدركته منيته،وكان ذلك فى عهد الخليفة العباسى المستنصربالله وهو
المنصور بن محمد الظاهر(623هـ-640هـ).
وظهر من آل جنكيزخان أربعة بيوت،ورثت الملك،وتممت الغزوالغاشم
حتى تهيأ لها أن تملك معظم بلاد المسلمين،وجزءًا كبيرًا من أوربا،وامتد سلطان "التتار"على الجزيرة والشام وبلاد الروم.


سقوط الخلافة العباسية
وقعت هذه الحوادث وخليفة بغداد لاهٍ،بينما التتاريسيرون فى بلاد المسلمين
قتلا وأسرًا وتخريبًا،ثم سارت جيوش هولاكو قاصدة بغداد فى عهد المستعصم.
ففى منتصف المحرم سنة 656هـ/ 1258م،نزل بنفسه على بغداد،وأعد عدة
الحصار،ولم يكن عند الخليفة ما يدفع به ذلك السيل الجارف،واكتفى بإقفال الأبواب، فجدَّ المغول فى القتال حتى ملكوا الأسوار بعد حصارلم يزد على عشرة أيام.
وبملك الأسوار تم لهم ملك البلد.
وهنا برزت صفحة دنيئة من الخيانة التى مثلها الوزيرالشيعى الرافضى محمد بن العلقمي،ذلك الذى كان يراسل التتار،ويرغبهم فى دخول بغداد،وكان يعمل جهده فى تقليل قوة المسلمين بتسريح جيشهم وإهمال شأنه حتى لم يعد قادرًا أن يقف ولو ظاهريّا أمام التتار،وكان هذا الوزيرأول من خرج لاستقبال هولاكو لما أحاط بالمدينة،
ثم عاد ينصح الخليفة بالخروج لاستقبال هولاكو،وأن يجعل للتتارنصف خراج العراق.
فخرج الخليفة ومعه العلماء والقضاة والفقهاء والأمراء،وحمل له الخليفة الذهب
والحلى والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة.
أشارابن العلقمى والرافضة على هولاكو ألا يقبل من الخليفة نصف الخراج،
بل أشارعلى هولاكو أن يقتله،وقد كان هولاكو رغم وثنيته وكفره يتهيب قتل خليفة المسلمين،لكن هذا الوزيرالشيعى الرافضى هون عليه أمرالخليفة فقتله،
وقتل كل العلماء والفقهاء،فعل ابن العلقمى كل ذلك طامعًا أن يزيل السنة.
ولم يبق آمنًا من هذه المذبحة الرهيبة غير اليهود والنصارى الذين عملوا أدلاء لجحافل التتارالكافرة،يدلونهم على من اختفى من علماء المسلمين أو تجارهم ليذهبوا إليهم فى مخابئهم فيذبحوهم،وكان هذا هو الجزاء الذى تلقاه المسلمون على تسامحهم العظيم
مع أهل الذمة من اليهود خاصة.
وبهذا القتل كسفت شمس الخلافة العباسية بعد أن مكثت مشرقة 524 سنة.




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالتفكك الاول " عصر الدويلات "

more_horiz
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استعرضنا سوياً عصور التاريخ الإسلامى من البداية
وحتى سقوط دولة الخلافة والتى تمثلت حينها فى الخلافة العباسية
على أيدى المغول الوثنيين
والأن ننحى منحى جديد من التاريخ الإسلامى من خلال استعراض
عصر ما بعد الخلافة والمتمثل فى عصر الدويلات المستقلة

مدخل إلى عصر التفكك الاول

الدولة المستقلة عن الخلافة العباسية
فى عهد الخلافة العباسية استقلَّت بعض الدول عنها استقلالاً تاما،
بينما أخذ بعضها يتجه نحو استقلال جزئى تصبح البلاد فيه تابعة للخلافة اسمًا
(فقط)بحيث تستمد منها مكانتها الروحية وقدرها العظيم فى نفوس المسلمين.

ويقف المؤرخون والمحللون أمام قيام بعض الدول وانهيارأخرى وقفات تأملية
يبحثون عن الأسباب والعوامل التى أدت إلى قيام هذه وانهيار تلك.
وعلى كلّ،فقد كان قيام الدويلات نتيجة لضعف الخلافة،
وسببًا لمزيد من الانحلال،
وخطوة على طريق النهاية،
لقد قامت أولى هذه الدويلات فى أقصى الغرب؛
لبعده عن عاصمة الدولة،ومركز السلطان فيها،

فقامت دولة الأمويين فى الأندلس،وبقيامها فى سنة 137هـ/756م
ضعف نفوذ العباسيين على الغرب،وسرعان ما نشأت الدويلات فى شمال إفريقية.
وحين تطرق الضعف إلى جسد الخلافة العباسية جميعًا،
نشأت الدويلات فى بقية أجزاء الدولة،
وقد تسببت هذه الدول فى ضعف الدولة العباسية وانحلالها؛
ذلك لأنَّ علاقة هذه الدويلات بالدولة العباسية كانت مختلفة اختلافًا كبيرًا،
فقد انفصل بعضها عن الدولة انفصالا تامّا،
ونافسها بعضها على تولى الخلافة نفسها.
كما ظل قسم آخرعلى علاقة اسمية بالدولة،
فيكفى الخليفة أن يذكراسمه على المنابر،ويصك اسمه على العملة،
وفى حقيقة الأمرأنها دولة مستقلة تمامًا لا تخضع له فى شىء.
وهناك دويلات ظلت على صلة متغيرة بالدولة،تقوى حينًا،
وتضعف حينًا آخرتبعًا لتغيرالأحوال.
وفيما يلى نذكر هذه الدول والإمارات،
التى انفصلت عن دولة الخلافة العباسية،وهى:

أولا
الإمارة الأموية فى الأندلس.

ثانيًَا
الدول فى بلاد المغرب
وهى:
1-الدولة الرستمية.
2-دولة الأدارسة.
3-دولة الأغالبة.

ثالثًا
الدول فى بلاد الشرق،
وهى:
1-الدولة الطاهرية.
2-الدولة الصفارية.
3-الدولة السامانية.
4-الدولة الغزنوية.

رابعًا
الدول فى مصروالشام،
وهى:
1-الدولة الطولونية.
2-الدولة الإخشيدية.
3-الدولة الحمدانية.
4-الدولة الفاطمية.
5-الدولة الأيوبية.
6-الدولة المملوكية.

وسوف نعرض لها تفصيلاً تباعاً إن شاء الله




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالإمارة في الأندلس

more_horiz
الإمارة في الأندلس
(138-422هـ/ 750-1031م)

عبدالرحمن الداخل
لما قامت الخلافة العباسية طارد العباسيون الأمويين،
ويشاء الله أن يفلت من أيديهم واحد من بنى أمية:
أتدرى من هو؟
إنه عبدالرحمن بن معاوية بن هشام حفيد هشام بن عبد الملك
عاشرالخلفاء الأمويين.
لقد هرب إلى فلسطين،ومنها إلى مصرثم المغرب بعد خمس سنوات
من التجول والتخفى عن عيون العباسيين ومكث عند أخواله الذين أكرموه.
ومن هناك راح ينتقل من"برقة"إلى"المغرب الأقصى"حتى وصل إلى مدينة
"سبتة"سنة 137هـ/ 755م،وراح يُعِدّ العدة ويلتقط أنفاسه،
ويرسم الخطوط العريضة لإقامة دولة يحيى بها مجد آبائه وأجداده الأمويين.
وأخذ يتطلع إلى"الأندلس الإسلامية"ليقيم فيها الخلافة الإسلامية الأموية
من جديد،فهى البلاد التى فتحها الجيش الإسلامى بقيادة طارق بن زياد
وموسى بن نصير،زمن الأمويين منذ سنة 92هـ/711م،
وإليهم يرجع الفضل فى فتحها!

ولقد استقرت بها طوائف من أهل الشام وجُنْدِه الموالين للبيت الأموى.
وهنا أرسل"عبد الرحمن"أحدَ أتباعه،وهو مولاه"بدر"؛
ليجمع كلمة الذين يدينون لبنى أمية بالولاء والانتماء،ورَحّبَ به أنصارُبنى أمية،
ورأَوْا فيه شخصًا جديرًا بأن يتولى زعامتهم بدلا من ذلك الوالى العباسى،
وعبرالبحر إلى شاطئ الأندلس،وهناك انضمّ إليه أنصارُبنى أمية،
فقد انتهزعبد الرحمن الداخل فرصة الخلافات بين العرب المُضَريِّين
والعرب اليمنيين فى الأندلس،فانضم إلى اليمنيين لأنهم كانوا مغلوبين على
أمرهم،وهزم المضريين بقيادة يوسف الفهرى فى موقعة"المصارة"
فى 138هـ/ 756م،فاستولى على مدن البلاد الأندلسية الجنوبية دون مقاومة،
ثم راح يستولى على"قرطبة"عاصمة"ولاية الأندلس"سنة 141هـ/ 759م،
بعد هزيمة الوالى العباسي،وأعلن نفسه أميرًا،وأصدرعفوّا عامًا غداة دخوله
قرطبة ليمكن لنفسه فى البلاد،وتم له ما أراد بعد بضع سنوات فقط من تولى
العباسيين عرش الخلافة فى بغداد،وبهذا انفصلت ولاية الأندلس،
عن الخلافة فى بغداد انفصالا رسميّا.

ولكن ماذا كان موقف العباسيين من هذا الذى زاحمهم فى الأندلس،
بل وأنهى حكمهم هناك؟

ظل"عبد الرحمن الأموى"يعمل طوال مدة حكمه التى استمرت ثلاثة وثلاثين
عامًا على تأمين مركزه فى جميع أجزاء دولته الجديدة،فأخمد الفتن،
وأحبط الدسائس،وقضى على تلك المحاولات التى قام بها العباسيون
لإخراجه من الأندلس.

صقر قريش
لقد أرسل أبو جعفرالمنصور إليه جيشًا بقيادة العلاء بن مغيث لإخضاع
الأندلس فهزمه عبد الرحمن بن معاوية وقتل العلاء.

فماذا فعل المنصور؟
وكيف كان رد الفعل؟

لم يحاول المنصورالعباسى أن يُعيِّن على الأندلس أحدًا بعد هذا الذى قُتل.
ولم يحاول أن يرسل جيشًا لحربه،بل فَضَّل أن يقربالأمرالواقع ويعترف له بلقب: "صقر قريش"،
فقد أطلق عليه أبوجعفرالمنصور هذا اللقب لاعترافه بشجاعته وقوته،
فيروى أن أبا جعفر قال يومًا لبعض جلسائه:
"أخبرونى من صقرقريش من الملوك،؟
قالوا ذلك أميرالمؤمنين الذى راضى الملوك،وسكن الزلازل،
وأباد الأعداء،وحسم الأدواء(يقصدون أبا جعفرالمنصور).
قال :ما قلتم شيئًا.
قالوا:فمعاوية ؟
قال:لا.
قالوا:فعبد الملك بن مروان؟
قال ما قلتم شيئًا.
قالوا:فمن يا أميرالمؤمنين ؟
قال صقرقريش عبدالرحمن بن معاوية الذى عبرالبحر،وقطع القفر،
ودخل بلدًا أعجميّا منفردًا بنفسه فمصَّرالأمصار،وجنّد الأجناد،
ودَوَّن الدواوين،ونال ملكًا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة شكيمته،
إن معاوية نهض بمركب حمله عمروعثمان عليه وذلَّلا له صعبه،
وعبد الملك ببيعة أبرم عقدها،وأميرالمؤمنين بطلب عترته واجتماع شيعته،
وعبد الرحمن منفرد بنفسه،مؤيد بأمره مستصحب لعزمه،فمد الخلافة بالأندلس،
وافتتح الثغور وقتل المارقين وأذل الجبابرة الثائرين".

أخلاق عبدالرحمن
وقد كان عبد الرحمن جوادًا بسيطًا متواضعًا،يؤثر لبس البياض،
ويصلى بالناس الجمع والأعياد،ويحضر الجنائز،ويعود المرضى،
ويزور الناس ويخاطبهم،وكان نقش خاتمه
"عبد الرحمن بقضاء الله راض"
و"بالله يثق عبد الرحمن به يعتصم"،
وكان شاعرًا بليغًا عالمًا بأحكام الشريعة.
ولقد اكتفت الخلافة العباسية ببقاء عبد الرحمن الأموى بعيدًا عنها فى إمارته.

النهضة العمرانية
وراح عبد الرحمن يبنى، ويعمر،
ويُعيدُ الحياة الآمنة الهادئة إلى ربوع الأندلس أكثرمن ثلاثين سنة.
ولقد قابلته صعوبات وعقبات،
منها تلك الفتن التى نشبت بين المضرية واليمنية،وهما من العرب،
وكان هناك خطرجاثم يتمثل فى"دولة الفرنجة"(فرنسا الآن)،
وكانت هناك أسبانيا النصرانية التى استطاعت أن تكون مملكة فى الشمال
الغربى من شبه جزيرة أيبيريا(أسبانيا).
ولقد استطاع أهل مدينة سرقسطة مع واليهم أن يصدوا هجوم شارلمان
سنة 161هـ/ 778م.
وقد استطاع عبد الرحمن أن ينافس العباسيين فى بغداد،
وفاقت حضارة بلاده حضارات الدولة الأوربية المعاصرة لها،
فقد أعاد عبد الرحمن بناء مسجد قرطبة،وأنشأ فيها الحدائق والبساتين والقصور،
واهتم بالعلم والعلماء.
وعاش من فى الأندلس من نصارى ويهود عيشة هانئة آمنة سعيدة
فى ظل التسامح الإسلامى،حتى توفى عبد الرحمن سنة 172هـ/799م،
وعاشت الدولة من بعده قرنين ونصف قرن من الزمان!

ترى من سيخلف"عبد الرحمن الأموي"
وهل سيصفو الجوُّ لَهُ كما صفا لمن سبقه؟

هشام الأول
لقد حكم الأندلس بعد وفاة"عبد الرحمن الداخل"ابنه"هشام الأول"،
وكان وَرِعًا تقيّا يتشّبه بعمربن عبد العزيز-رضى الله عنه-،
وكان شغفه بالجهاد،وإعلاء كلمة الدين من أخص مظاهر تقواه،
فقد أرسل الحملات الكثيرة التى هزمت الفرنجة،واستولى على مدنهم،
ونشرالإسلام فيها،وكان ينفق الأموال الطائلة فى افتداء أسرى المسلمين
حتى لم يَبْقَ فى قبضة العدو منهم أحد،
رتب فى ديوانه أرزاقًا لأسر الجند من الشهداء،
وفى عهده جُعلت اللغة العربية لغة التدريس فى معاهد اليهود والنصارى،
وكان ذلك سببًا فى استقرارالبلاد وهدوء الخلافات بين النصارى والمسلمين،
ووقوف النصارى على حقيقة الإسلام،ودخول الكثيرين منهم فى الإسلام.

وكان يحب مجالس العلم والفقه والأدب،وكان معاصرًا للإمام مالك،
وكان الإمام مالك يحبه ويعجب بسيرته،ولذلك انتشرمذهب الإمام مالك
فى الأندلس فى عهد هشام،ولشدة عدله وتقواه قصده كثيرمن العلماء والفقهاء.
وكان يرسل الوعاظ إلى جميع أجزاء مملكته للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر،
وكان يعود المرضى،ويخرج فى الليالى العاصفة وهو يحمل الطعام لأحد الزهاد،
حتى إذا بلغ داره جلس بجانبه يؤنسه ويرعاه،
ويرسل من يثق فيهم من رجاله إلى بلاد الأندلس ومدنها،
يسألون الناس عن أحوالهم وسيرة عماله فيهم،
فإذا انتهى إليه أن أحدهم أسرف عزله عن عمله،
وكان يهتم بالزكاة فيجمعها وينفقها فى وجوهها.
ولقى هشام ربه سنة 180هـ/ 796م.

الحكم الأول
وجاء بعد هشام ابنه الحكم الأول،
وكان حازمًا شجاعًا قويًا على أعدائه،كريمًا يميل إلى العفو،فطنًا،حسن التدبير،
واسع الحيلة،يؤثر العدل،ويحرص على إقامته،ويختارلقضائه أفضل الناس
وأكثرهم نزاهة وورعًا،وكان يسلط قضاته على نفسه وولده وخاصته،
وكان قاضيه محمد بن بشيرمن أعظم القضاة نزاهة واستقلالا فى الرأى والحكم،
وكان الحكم خطيبًا مفوهًا وشاعرًا مجيدًا،نظم الشعرفى مناسبات مختلفة.
واهتم بالعمران والصناعة والزراعة،وكان محبّا للثقافة،نصيرًا للعلوم والآداب،
يحشد حوله جمهرة من أكابر العلماء والأدباء والشعراء،
مثل العلامة الفلكى الشهيرعباس بن فرناس.
وقد اشتهرببره بأهل بيته،وإغداقه النعم على أقربائه،وكان يعشق الفلك،
ويهتم بدراسته،وكان ابن فرناس،وعبيد الله بن الشمرمن أساتذته فى هذا الفن،
وكان يقربهما ويجرى عليهما الأرزاق.

وفى عهده ازداد شأن الحكومة الإسلامية عند بلاد الفرنجة،
وصارت لها مكانتها ومنزلتها بين حكومات هذه البلاد الفرنجية،
وصارت الدولة الإسلامية توفد سفاراتها إلى كل هذه الدول،
وتوفى سنة 206هـ/228م.

عبدالرحمن الثانى
ويتولى الأمرفى"الأندلس"عبد الرحمن الثانى(الأوسط)
ولكن الوضع فى عهده كان يختلف عمن قبله.
لقد امتاز عهده بالهدوء والسلام الداخلى بعد أن قضى على الثورات
والفتن الداخلية،وقضى على غارات النورمان على الأندلس،
فنهض لإصلاح البلاد؛مما أدى إلى ازدهارالحياة بها ونمائها حتى راحت
تنافس دولة العباسيين فى النهضة العلمية،وفى التقدم الاقتصادى والحضارى.
وقد أنشأ دارًا كبيرة فى أشبيلية لصناعة السفن،كانت نواة للأسطول الإسلامى
الأندلسى الذى ازدهر فى أيام عبد الرحمن الناصر.
وظلت الأندلس تنعم بحياة مزدهرة حتى لقى الأميرعبد الرحمن الأوسط
ربه سنة 238هـ/ 853م.

ثلاثة أمراء
وتمرالسنوات سراعًا فيتغيرحال الأندلس،
وتضطرب الأمور نتيجة للثورات الداخلية،
ويتوالى على الحكم ثلاثة من الأمراء:

الأول:محمد بن عبد الرحمن(الأول)،
وكان فاضلا مهتمّا بأحوال المسلمين،والعناية بمصالحهم وثغورهم،
حاول الحفاظ على الدولة الإسلامية بالأندلس من التفكك والضعف.
ولكن الأحداث كانت تجرى على غيرما يشتهى،
ومع ذلك فقد أرسل الحملات الكثيرة لتأديب الثائرين وقمع المعتدين،
وكان يخرج بنفسه على رأس حملات لغزو النصارى ورد كيدهم،
وقوّى الجيش وأعد الحصون،وخفف الضرائب عن الناس رغم كثرة الحروب،
واكتفى بدعوتهم للتطوع للجهاد فى سبيل الله،وكان يُقرب العلماء والفقهاء،
ونال الفقهاء فى عصره كثيرًا من الرعاية،ومع أن مدته كانت حربًا عسكرية
فإنه قام بالعديد من الإصلاحات،
مثل بعض التجديدات والإضافات الكثيرة فى المسجد الجامع بقرطبة.

الثانى:المنذر بن محمد
وكان قويّا شجاعًا حازمًا مع زعماء الفتنة يخافونه ويهابونه،
ولولا وفاته المفاجئة لقضى على هذه الفتن،وكان من أصلح أمراء بنى أمية
وأحسنهم خلقًا،وكان يؤثرمجالس العلماء والشعراء ويعظمهم،
وكان يلجأ إلى أهل العلم لاستشارتهم.

الثالث:عبد الله بن محمد
الذى استمر حكمه حتى سنة 300هـ/913م.
وكان الوضع السياسى خلال فترة هؤلاء الثلاثة منذرًا بأسوأ حال،
فلقد تمزقت وحدة البلاد،وانحسرالحكم الأموى عن البلاد،
ولم يبقَ فى يد الأمراء المسلمين إلا قرطبة،
بينما انقسمت الدولة الأندلسية إلى دويلات مستقلة حتى قيض الله لها
فى القرن الرابع الهجرى،العاشر الميلادى من يأخذ بيدها،
فقد بلغت البلاد من القوة والازدهار وذيوع الصيت ما لم تبلغه من قبل
فى عهد عبد الرحمن الناصر(300-350هـ/913-961م)
كذلك كانت ولاية حكم المستنصر(350-366هـ/961-977)،
والأسرة العامرية خيرًا وبركة على الدولة الإسلامية حتى نهاية القرن
الرابع الهجرى.

ملوك الطوائف
شاء الله أن تدخل الأندلس فى القرن الخامس الهجرى،الحادى عشرالميلادى
دورًا طويلا من التفكك الداخلى بين أجزائها على أيدى ملوك مسلمين
أَطلق عليهم التاريخ اسم"ملوك الطوائف"،
وما زال هؤلاء الملوك يتناحرون فيما بينهم حتى سقطت طُلَيْطِلَة فى أيدى الأسبان،
وهنا ظهرالمرابطون،وهم جماعة من البربرالأشداء ظهروا فى بلاد المغرب، واستطاعوا حكمها حتى استنجد بهم المسلمون فى الأندلس بعد سقوط طليطلة،
فأوقعوا بالأسبان الصليبيين هزيمة ساحقة على يد
الزعيم المرابطى العظيم يوسف بن تَاشَفِين،
ومضى خلفاء يوسف على ذلك العهد من الجهاد للأعداء والحفاظ على الأندلس
حتى ضعفت دولتهم،وورثها الموحدون وهم يشبهون المرابطين فقد كانوا أيضًا
من البدو الذين حكموا المغرب، ثم عبروا إلى الأندلس مجاهدين ليمدوا فى عمر المسلمين هناك عصورًا أخرى من الغزو والحضارة،فلما ضعف الموحدون
انقسمت الأندلس بين زعمائها حتى ظهربنوالأحمرفى"عُمْر ناقة"
فأقاموا بها ملكًا عظيمًا.

مظاهرالحقد الصليبى
لقد ظهرالحقد الصليبى فى أبشع صوره بعد سقوط طليطلة،
فقد حولوا جامعها إلى كنيسة على يد الفونس السادس،الحاكم الأسبانى،
ولم يسلم مسلم من أذاهم،وتجلى حقدهم الأعمى على الإسلام والمسلمين،
فأعملوا فيهم القتل والتعذيب والإحراق،
وما تزال صحائف محاكم التفتيش السود تنطق بما حَلّ بالمسلمين،
تلك التى أقاموها للمسلمين بعد أن زال سلطان المسلمين نهائياً من أسبانيا
عندما استسلم أبوعبد الله ملك"غرناطة"سنة 898هـ/ 1492م.
وضاع ذلك"الفردوس"من أيدى المسلمين.
لقد كان البيزنطيون يقيمون المذابح فى البلاد القريبة من الحدود البيزنطية
فى الشام والجزيرة من بلاد العراق.
كما ارتكبت الجرائم على أيدى الصليبيين الذين غزوا مصروالشام.
وراح التتاريشنون حرب إبادة وتعذيب فى بلاد ما وراء النهروخراسان
والعراق والشام.
كلهم تكالبوا على المسلمين،ونكلوا بهم،
بينما كان الفتح الإسلامى كله عدل ورحمة ومحبة وتسامح وحرية للأديان،
واحترام لحقوق الإنسان.

لقد هدموا المساجد فى الأندلس التى تدل على تاريخ المسلمين بها،
بينما بقيت الكنائس فى كل البلاد التى ظلت تحت حكم الإسلام والمسلمين،
ألا فلتشهد الدنيا سماحة الإسلام والمسلمين!

ترى هل تعود الأندلس إلى أحضان المسلمين ثانية؟

لن تعــود إلا بالعمل الجاد والإيمان العميق والعلم والتقدم،
ووحدة الصف الإسلامي.
لقد رفضت الدولة الرومانية الدعوة السلمية التى بعث بها رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- إلى ملكها ليدخل فى دين الله،
وتحركت بدافع صليبى لمحاولة القضاء على الإسلام،
فنشأ الصراع الحربى الذى انتهى بدخول المسلمينالشام ثم آسيا الصغرى،
بالإضافة إلى مصروالنوبة وشمال إفريقية وإجلاء الرومان عنها،
فزادت الضغينة،وتراكمت المرارة فى قلوب الصليبيين،
فظلوا يتربصون لهذا الدين،يتمنون فرصة مواتية يكرُّون عليه فيها،
ويُجْلونه عن الأماكن التى فتحها وفتح قلوب أهلها للحق.

لكنهم ما كانوا يفكرون فى ذلك والدولة الإسلامية فى قوتها وسطوتها
أيام الأمويين، وأيام قوة الدولة العباسية.
فلما انتشر الترف؛
تراخى المسلمون عن رسالتهم وسادت النزاعات والشقاقات فيما بينهم.
وهنا جاءت الصليبية،واستولت على ساحل الشام فى القرنين الخامس
والسادس الهجريين،
ثم هب الشرق ممثلا فى الأتراك العثمانيين فأسقط الدولة البيزنطية،
واستولى على البلقان.
وعاد الغرب فى القرنين التاسع عشر والعشرين ممثلا فى الاستعمار الأوربى
ليستولى على كثير من بلاد الشرق.

يُتبع إن شاء الله ،،،




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyدول المغرب العربى

more_horiz
الدولة الرستمية
(160-296هـ/ 777-909م)

قامت الدولة الرستمية فى المغرب الأوسط(الجزائر)،
وتنسب إلى مؤسسها"عبدالرحمن بن رستم"زعيم الخوارج الإباضية،
ومنذ خرج"الخوارج"على"على بن أبى طالب"-رضى الله عنه-
وتسببوا فى قتله على يد الخارجى"عبد الرحمن بن ملجم"،
وهم يتبنون سياسة الخروج والثورة على الخلافة الإسلامية يكفِّرون
من خالفهم من المسلمين،وتستبيح بعض فرقهم دماءهم!

وكان الخوارج قد فروا فى مرحلة مبكرة من الأمويين بدمشق والشام
إلى المغرب.وحاول الخوارج نشر مبادئهم هناك،وكانت الدولة العباسية
كالدولة الأموية تحاول القضاء على الخوارج بسبب أفكارهم الغريبة ومعتقداتهم،واستقرعبد الرحمن بن رستم فى إقليم"تاهرت"
بالمغرب الأوسط،وقام بنشرمذهبه هناك حتى بويع بالإمامة سنة
160هـ/777م،فأعلن قيام دولته التى صارت ملجأ لإباضية العراق
وفارس وغيرهما،وهم أحد الفرق المعتدلة؛
حيث تتعايش مع خصومها وتعدل عن قتلهم.

نجح عبد الرحمن بن رستم فى توطيد دعائم دولته خلال الفترة التى قدر له
أن يحكمها(144-168هـ) وقد خلفه من بعده ابنه عبد الوهاب الذى بقى
فى حكم الدولة الرستمية عشرين سنة،
ثم "أفلح بن عبد الوهاب"الذى حكم أكثرمن خمسين عامًا(188-238هـ)،
ثم تتابع فى حكم الدولة الرستمية خمسة من الأمراء،هم:
أبوبكر بن أفلح،
وأبو اليقظان،
فأبو حاتم،
فيعقوب ابن أفلح،
فاليقظان ابن أبى اليقظان آخر أمرائهم.

وظل أتباع هذه الدولة يتصارعون ويختلفون حتى انقرضت الدولة الرستمية
سنة 296هـ/ 909م،فى عهد اليقظان بن أبى اليقظان على يد داعى الفاطميين
أبى عبد الله الشيعي.
لقد كانت علاقة الدولة الرستمية متوترة مع الأغالبة الذين يمثلون الدولة العباسية،
ولكنهم كانوا على علاقة طيبة بالأمويين فى الأندلس،وذلك لأن الأمويين كانوا يبادلون العباسيين الكراهية والعداء.
وانتهت دولة الرستميين رغم ما تمتعت به من حياة سهلة رغيدة مدة من الزمان؛
لأن الذى يخرج عن جسم الأمة لابد أن تحاصره النهاية.

وكانت هنا دويلة أخرى قامت فى جنوب المغرب الأقصى إلى جانب دولة
الأغالبة والأدارسة والدولة الرستيمة،إنها دولة سجلماسة(أوالدولة المدارية)
فى جنوب المغرب الأقصى(140-296هـ/758-909م)

وقد يتساءل البعض عَمْن أسسها؟
وكيف كانت علاقة هذه الدولة بجيرانها؟

لقد أسسها"موسى بن يزيد المكناسي"وهى دولة كالرستمية أسسها خوارج
لكنهم على المذهب الصفري،ولهذا توطدت العلاقات بين هذه الدولة والدولة
الرستمية
فى شتى المجالات،ومؤسسها سودانى بنى العاصمة "سجلماسة"،
وقد قضى الفاطميون عليها كما قضوا على غيرها.



دولة الأدارسة
(172-364هـ/789-975م)

ذُكِرَ أنه فى أيام الخليفة الهادى قامت ثورة"علوية" فى الحجاز،
وهى من تلك الثورات التى كان العلويون يشعلون نارها طوال خلافة العباسيين.
وقامت قوات"الهادي"بالقضاء على هذه الثورة فى موقعة"فخ".
ولكن بعض رءوس هذه الثورة وقادتها قد أفلتوا من أيدى العباسيين وهربوا
إلى أماكن نائية بعيدًا عن أيديهم.
وكان ممن هربوا عَلَوِى يسمى"إدريس بن عبد الله بن الحسن ابن على"
-رضى الله عنه-.وراحت قوات العباسيين تطارده،
عيونهم وجواسيسهم تبحث عنه،فظل ينتقل من قطرإلى قطرآخرحتى
وصل إلى مصر.وفى مصرالتقى بصاحب البريد،وكان قلبه مع العلويين،
فدبر لإخفائه،واحتال حتى أرسله إلى أبعد أجزاء الدولة حتى يكون فى مأمن
من سطوة الخليفة.وكان له ما أراد فوصل إلى أقصى المغرب.
وهناك أعلن أنه من سلالة النبى-صلى الله عليه وسلم-،
فأسرع البربربالالتفاف حوله غيرأن جيش أنصارالخليفة العباسى
تمكن من هزيمته،ولكن ابنه إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن على
تمكن من جمع أهل المغرب من حوله،وما أسرع ما بايعوه،ولم يجد صعوبة
فى قيادتهم والاستيلاء على الإقليم جميعه،والقضاء على أى أثرللنفوذ العباسى فيه، واتخذ عاصمته فى فاس،وأقام دولة هناك نُسبت إليه فعُرفت بدولة الأدارسة،
وهى نموذج للدولة المعادية للدولة العباسية،
وهى أول دولة شيعية تظهر فى التاريخ،
على أنَّ تَشَيُّعَها لم يكن يتجاوز حب آل بيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
والولاء لهم،وهى صفة يشترك فيها السنة والشيعة معًا،وإن بالغ فيها أهل التشيع.
فلم يكن تشيع هذه الدولة ينال من حقيقة الإسلام الصافية شيئًا.
ولهذا أحبها أهل السنة وانتصرت بهم،وكانت القبائل البربرية السنية فى
المغرب حاميتهم وعماد دولتهم،
ولهذا أيضًا عاشت دولة الأدارسة نحوًا من قرنين من الزمان.
لقد كانت "دولة الأدارسة" ضعيفة نسبيّا وذلك لسببين:
أولهما:
أنها كانت محصورة بين الصحراء والمحيط والأمويين فى الأندلس
ثم الأغالبة فى إفريقية.

ثانيهما:
هو أنها كانت تعتمد على البربروهم متقلبون يؤيدونها اليوم بينما يثورون
عليها غدًا.وكانت سياسة الدولة نفسها متقلبة تميل مع مصالحها لتضمن البقاء والاستمرار،فهى يومًا تميل مع الفاطمين،فتدعو لهم،وتعتمد عليهم،وعندما يهددها الأمويون فى الأندلس تميل معهم وتدعو لهم،وهذا يفسرلنا بوضوح سر
ضعف دولة "الأدارسة".
وأراك تسألنى عن نهايتها،
وأقول:لقد كانت نهايتها كنهاية دولة"الأغالبة"فى تونس
-التى سيأتى ذكرها-على يد الفاطميين سنة 364هـ/ 975م
بعد أن عاشت ما يقرب من قرنين،وأدت دورًا حضاريّا رائعًا فى
المغرب الإسلامي،إذ انتشر بهم الإسلام فى المغرب بين البربر،
وأسّسوا جامع القرويين الذى كان منارة للثقافة الإسلامية،
وكانت فى المغرب كالأزهر فى المشرق.


دولة الأغالبة
(184-296هـ/800-909م)

هل تعلم أن نية العرب يوم فتحوا شمالى إفريقية كانت تتجه إلى توحيد
إدارتها وإدارة الأندلس فى ولاية واحدة أسموها"إفريقية" وعاصمتها"القيروان"؟!
ولكن موقف"البربر"المتقلب،والبعد عن الخلافة،ونفوذ الأمويين فى الأندلس،
كل ذلك ساعد على قيام الدويلات،فقامت"دولة الأدارسة"فى المغرب
كما عرفتَ،وحاول الرشيد أن يوقف نفوذهم وتقدمهم،فاختار صديقًا له يدعى
"ابن الأغلب"وولاه على القيروان(تونس).وأفهمه أن مهمته الأولى هي:
إيقاف"الأدارسة"عند حدهم.واستطاع إبراهيم بن الأغلب بعد أن وصل إلى
"القيروان"أن يوقف زحف الأدراسة العلوية،وأن يقى الدولة العباسية شرغزوات
البربروالإغارة على الأقاليم الشرقية للدولة،وحقق إبراهيم بن الأغلب للرشيد
ما أراد.وكانت هذه الدويلة تمثل الدويلات ذات العلاقة الاسمية بالدولة العباسية
بخلاف دولة الأدارسة التى كانت معادية للخلافة العباسية.لقد استطاع
"إبراهيم بن الأغلب" أن يوقف الأدارسة.
وبعد مناوشات بين الطرفين اقترحوا عليه ألا يعتدى أحد الطرفين على الآخر،
وأن يبقى كل فى إقليمه،فقبل "ابن الأغلب".
واستقل"إبراهيم بن الأغلب"بالإقليم،ولكنه ظل على علاقة بالخلافة العباسية،
فهو يذكراسم الخليفة فى خطبة الجمعة،ويضع اسمه على العملة،
ولكن فيما عدا هذين الأمرين فليس للخليفة العباسى أى نفوذ على دولة الأغالبة،
فهم يتوارثونها أبًا عن جد،ويصرِّفون أمورها كما يشاءون دون رقيب.
ولما قويت شوكة الأغالبة بدءوا التوسع،
ولكن الأدارسة حدوا من توسعهم غربًا،
والصحراء حدتهم جنوبًا،
والعباسيون شرقًا،
فلم يبقَ لهم سوى الاتجاه شمالا حيث البحر!
فهل توقف الأغالبة؟
كلا، فها هم أولاء ينشئون أسطولا ضخمًا،يبنونه فى سنوات معدودات،
ويبدءون جهادهم المبارك ضد الصليبيين بقيادة "أسد بن الفرات" فى البحر
الأبيض المتوسط،
ترى إلى أين؟
هاجموا جزيرة "صقلية" مرارًا على مدى ثمانين عامًا حتى استطاعوا القضاء
على مقاومة الرومان من أهل الجزيرة وحكامها،وضموها لأراضى المسلمين،
ثم استولوا على جزيرتى "مالطة" و"سردينيا" ونزلوا بعد ذلك فى كثيرمن السواحل الأوربية،وبخاصة سواحل إيطاليا الجنوبية والغربية،والسواحل الجنوبية لفرنسا.
لقد عاشوا أكثر من قرن من الزمان يحكمون تونس وملحقاتها،
ويحكمون صقلية،ويفرضون هيبتهم على الدول الأوربية.
وقد استطاعوا فى بعض هذه السواحل إقامة حاميات وحصون دائمة،
وإن لم يستطيعوا التوغل فى بعض هذه البلاد والاستيلاء عليها من أيدى أهلها.

وقد يتساءل البعض:ما قيمة هذه الفتوح وهى ليست إلا بعض جزر،
وبعض نقاط السواحل؟

إنها فى حقيقة الأمرعلى جانب كبيرمن الأهمية،
ذلك أن هذه الجزروالسواحل الضيقة كانت جسرًا عبرت عليه الحضارة
الإسلامية إلى أوربا فى زمن كانت فيه أوربا فى ظلام حالك.
كما أن السيطرة على هذه الجزر كان يؤمن التجارة الإسلامية فى
غرب البحر المتوسط وكانت الثقافة الإسلامية الضوء الوحيد فى العالم
الذى أنار وجه الأرض حينذاك.
وعاشت دولة الأغالبة قرنًا وتسعة أعوام من سنة800م إلى سنة 909م،
وازدهرت الحياة الاقتصادية والعمرانية فى تونس على عهدهم،
ولعبت مساجدهم فى تونس دورًا كبيرًا فى دعم الحضارة الإسلامية،
وكان جامع الزيتونة جامعة إسلامية عظيمة.
وقد انتهت حياتها على يد الفاطميين يوم دخلوا القيروان فاتحين.




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22

descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالدول فى بلاد الشرق

more_horiz
الدولة الطاهرية
(205-259هـ/821-873م)

قامت هذه الدولة فى خراسان،
وقد أسسها طاهربن الحسين أحد كبار قواد الجيش فى عهد الخليفة المأمون.
ولكن كيف يتسنى له أن يقيم دولة والدولة العباسية فى أول عهدها،
وفى عصرالمأمون الذى يعد العصرالذهبى للدولة العباسية؟!
إن لقيام هذه الدولة قصة،
فقد كان لإقليم خراسان وضع خاص فى الدولة العباسية منذ نشأتها،
إذ كان هؤلاء الخراسانيون-كما علمتَ فى قيام الدولة العباسية-يشعرون بأنهم أصحاب فضل على الدولة العباسية،وبأن سيدهم"أبا مسلم الخراساني"هو المؤسس الأكبرلهذه الدولة،ورغم ذلك لم يحسن العباسيون جزاءهم حين قتل المنصور أبا مسلم.
والواقع أن الخلافة العباسية كانت تتجاوز كثيرًا عن الخراسانيين،وتحاول إرضاءهم؛ اعترافًا بفضلهم على الدولة.وفى عصرالمأمون،كان طاهربن الحسين وابنه عبد الله
من كبار رجال الدولة وخيرة قادتها فى ذلك الوقت؛الذى بدأ فيه الصراع بين
الأمين والمأمون.
ولقد وقف طاهربن الحسين إلى جوارالمأمون فى كثيرمن المواقف الحرجة
حتى تمكن من الخلافة.ولم يمرَّإلا عامان حتى أقدم"طاهر بن الحسين"
على خطوة جريئة فى سنة 207هـ/ 823م.
أتدرى ما هي؟

لقد قطع الدعاء فى الخطبة للمأمون،
وكان قطع الدعاء يعنى الاستقلال عن الخلافة.
ولكن يشاء الله أن يموت طاهرفى العام نفسه،
ترى هل تعود الدولة الطاهرية إلى الدولة العباسية بعد موت مؤسسها؟

لقد تولى ابنه طلحة بعد أبيه بأمرمن الخليفة المأمون،وظل الطاهريون يحكمون خراسان،ولكنهم يتبعون"الدولة العباسية"تبعية اسمية مما جعل الخلافة العباسية
تلجأ إلى الطاهريين،تلتمس منهم المؤازرة والمساندة ضد الخارجين على سلطانهم.
لقد حارب عبدُالله بن طاهر نصرَبن شبث حين قام بثورة فى شمال حلب سنة 209هـ، وأتى به أسيرًا إلى المأمون.وظل الطاهريون على ولائهم للعباسيين حيث اشترك
عبد الله بن طاهرفى إخماد فتنة وقعت فى عهد المعتصم بطبرستان،وهكذا استقل الطاهريون استقلالا داخليا هادئًا فى خراسان،وظلوا يتولون أمرها،ويتوارثون الإمارة فيها،ولم يمنعهم استقلالهم من مساندة الخلافة العباسية،
ومساعدتها فى كل ما واجهته من فتن وثورات.
ولكن عندما جاءت سنة 259هـ/ 873م،
استطاع يعقوب الصفارأن يقيم دولته على أنقاض دولة الطاهريين.


الدولة الصفارية
(254-290هـ/ 868-903م)

قضى يعقوب بن الليث الصفارعلى الدولة الطاهرية،وأقام دولته على أنقاضها،
وقد لقب بهذا اللقب؛لأنه كان فى بداية أمره يحترف صناعة النحاس الأصفر
بسجستان،ثم اشتهربالفروسية،فتطوع لقتال الخوارج مع رجل صالح كان يظهر
التطوع لقتال الخوارج فى سجستان بجنوب خراسان،فقاتل معه يعقوب،
ثم مع من خلفه حين مات،فصارالأمرإليه،فراح يحارب الخوارج فى"سجستان"
معلنًا ولاءه للخليفة المعتز،ومظهرًا شجاعة خارقة فى قتال الخوارج حتى سيطر
على سجستان،وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر،وصار يمد نفوذه على الأقاليم المجاورة حتى ملك "هراة"،وكانت تابعة للدولة الطاهرية.
وقد توجه"الصَّفَّار"إلى "كِرْمَان"،وبسط نفوذه عليها،ثم توجه إلى فارس فأخذها
بعد قتال عنيف مع غريمه"على بن الحسين"الذى وقع أسيرًا جريحًا فى يده.
ولم يكتفِ بهذا،بل توجه إلى خراسان،وحاصرالعاصمة"نيسابور"ودخلها سنة
259هـ/ 873م -خلافًا لما أمره به الخليفة-بحجة أن أهل خراسان طلبوه للضعف الذى يعانيه الطاهريون فى عهد الخليفة العباسى"المعتمد"،
وقبض على جميع الطاهريين بها،واستولى على البلاد التى كان يحكمها الطاهريون.
وتقدم "الصّفار"فى البلاد بعد أن هزم خصومه،وذهب إلى"طَبَرِسْتان"فدخلها سنة 260هـ/874م،وهزم صاحبها"الحسن ابن زيد العلوي"الذى عاد إليها مرة أخرى
فى نفس العام 261هـ/875م.
ويدرك الخليفة خطره،فقد اتجه إلى بغداد،ولم يبْقَ فى يد الخليفة إلا هي،
بعد استيلائه على"الأهواز"،فأمرالخليفة أن يجهز جيشًا بقيادة أخيه الموفق
لمواجهة "يعقوب"،وذلك فى عام 262هـ/ 876م
ويشاء الله أن تدورالدائرة على يعقوب فيهزم،ولكن"المعتمد"يرى الاحتفاظ بولائه للخلافة،فمثله يمكن الاعتماد عليه فى مواجهة الثورات والانتفاضات،
فبعث إليه يستميله ويتَرضَّاه،ويقلده أعمال فارس وغيرها مما هو تحت يديه،
ويصل رسول الخليفة إليه،وهو فى مرض الموت،ولكن بعد أن كَوَّنَ دولة،
وبسط سلطانه عليها.
ويظهرأخوه(عمرو)من بعده ولاءَهُ للخليفة،فيوليه الخليفة خراسان،وفارس،وأصبهان، وسجستان،والسند،وكرمان،والشرطة ببغداد،وكان"عمرو"كأخيه ذا أطماع واسعة،
فانتهز فرصة تحسن العلاقة بينه وبين الخليفة وراح يتمم رسالة أخيه.
لقد اتجه بنظره إلى إقليم ما وراء النهرالذى كان يحكمه السامانيون،
ولكن قوتهم لا يستهان بها،فما العمل؟
كتب إلى الخليفة المعتضد ليساعده على تملك هذا الإقليم،
ولكنْ على الباغى تدور الدوائر،
وما طارطائروارتفع إلا كما طار وقع،
لقد هُزم عمرو بن الليث الصفارهزيمة ساحقة ماحقة،
ووقع أسيرًا فى أيدى السامانيين،وأُرسل به إلى بغداد ليقضى عليه فيقتل سنة
289هـ/ 902م.ولم تكد تمر ثمانى سنوات حتى كان السامانيون قد قضوا
نهائيا على الصفاريين واستولوا على أملاكهم،
والأيام دول.


الدولة السامانية
(266-389هـ/ 880-999م)

تنتمى الدولة السامانية إلى"نصربن أحمد الساماني"الذى ولاه الخليفة"المعتمد"
على ما وراء النهر سنة 261هـ،وكان لنصرهذا أخ يدعى"إسماعيل الساماني"
فولاه الخليفة بخاري.وقد عرف أن السامانيين كانوا فى بلاد ما وراء النهر،
وأنهم قضوا على الصفاريين واستولوا على أملاكهم.
حتى إذا جاء عام 279هـ/893م،مات نصرفقام أخوه إسماعيل مقامه فى
بلاد ما وراء النهر،فوطَّد أمرها،وثبت قواعدها،وقام بحملة عسكرية ضد المجاورين
له من المسيحيين؛لأنهم كانوا يهاجمون المناطق الإسلامية من حين إلى آخر،
وقد نتج عن هذه الحملة انتصاره فى هذه الحروب،ودخول كبار قادة هذه البلاد
فى الإسلام،وتبعتهم فى ذلك الجماهيرالتابعة لهم،لقد كان إسماعيل يحب الخير
والعلم،فقرب إليه العلماء،ونشر الخير فيمن حوله.
وفى عهده،تم القضاء على الدولة الصفارية،وامتد نفوذه إلى خراسان،
واستولى على طبرستان بعد أن انتصرعلى واليها العلوى"محمد بن زيد"عام
287هـ/ 900م،وصرعه فى أثناء القتال.
وتمكن إسماعيل بعد ذلك من ضم الرى وقزوين إلى حوزته وتحت سيطرته.
وتوارثت الأجيال السامانية الولاية بعد إسماعيل السامانى حتى سنة389هـ/999م؛ حيث سقطت الدولة السامانية بسبب الأطماع والخلافات؛مما أطمع القواد والعمال
فى الخروج على الحاكمين من السامانيين.
ولا ينسى التاريخ أن يذكرللدولة السامانية اهتمامها بالعلم والعلماء ورعايتها للآداب، وقيامها بنهضة فنية رائعة فى العمارة،وصناعة الخزف والمنسوجات الحريرية، وصناعة الورق التى انتشرت فى سمرقند،ومنها انتشرت فى بقية العالم الإسلامي، وكان اهتمامهم باقتناء الكتب عظيمًا،فالمطلع على مكتبة الدولة يجد مالا يوجد
فى سواها من كتب المعارف والعلوم.


الدولة الغزنوية
(351-582هـ/ 962-1186م)

هل سمعت أو قرأت أحد هذين الاسمين؟
"سُبُكْتِكين" و"البُتْكِين"؟
إنهما اسمان تركيان،أما أولهما فتنسب إليه الدولة الغزنوية،
وقد كان أحد مولى الثاني.وكان الثانى أميرًا على مدينة"هراة"التابعة لخراسان،
ويصدرأمرعبد الملك السامانى بعزله،
فأين يذهب؟
ذهب إلى"غزنة"واستولى عليها سنة 352هـ/963م،
ويحل محله بعد موته على إمارة غزنة ابنه إسحاق،ويموت إسحاق وليس هناك
من يرثه.
لقد جاء الدورعلى"سبكتكين"أحد موالى"البتكين"الذى كان معروفًا بالتدين والمروءة، ورجاحة العقل،وكان لابد من توسيع رقعة مملكته لتشمل"بشاور"فى الهند،وخراسان التى كان يليها أول الأمرنائبًا عن السامانيين.
ويتولى الأمربعد"سبكتكين"ابنه إسماعيل،ثم تولى الأمر بعده أخوه محمود.
ولم تجئ سنة 388هـ/ 998م حتى كان محمود الغزنوى قد شرع فى مهاجمة "نيسابور" بعد أن ملك غزنة.
ويتمكن محمود فى سنة 389هـ/ 999م من الاستيلاء على خراسان معلنًا ولاءه للخليفة العباسى القادربالله.
ويولى "محمود بن سبكتكين"أخاه "نصرًا"قيادة جيوش خراسان،ويسير إلى"بلخ" فيجعلها دار ملكه.ويصبح"محمود الغزنوي"من الشخصيات العظيمة فى التاريخ الإسلامى بسبب جهاده المتواصل فى اتجاه الهند.لقد قاد سبع عشرة غزوة على
الهند مكنته من ضم إقليم"البنجاب"،وجزء من"السند"إلى بلاده.
إن المسلمين فى الهند وباكستان يذكرون"محمودًا الغزنوي"ولا ينسونه،
وكيف ينسى وهو الذى حمل النورإليهم ونشرالإسلام بينهم؟!
لم يكتفِ محمود بهذا،بل أخضع"الغور"وهى تجاور"غزنة"ونشرالإسلام هناك،
فيا لها من جهود تُذكر فتُشكر!
وإلى جانب فتوحاته فى كشميروبنجاب نراه قد استولى على بخاري،وما وراء النهر آخذًا بعض ممتلكات بنى بويه كالرى وأصفهان،وحتى إقليم سجستان أخضعه لسلطانه، وهكذا كان محمود الغزنوى رحمه الله،محبّا للجهاد والغزو ونشر دين الله فى ربوع الأرض.
لقد لقى محمود ربه سنة 421هـ/ 1030م،وكان خَيرًا،عاقلا،دَينًا،عنده علم ومعرفة، قصده العلماء من أقطار البلاد،وكان يكرمهم،ويقبل عليهم،ويحسن إليهم،وكان عادلا، كثيرالإحسان إلى رعيته ملازمًا للجهاد،كثير الغزوات.
ويتولى مسعود بن محمود أمرالبلاد بعد أبيه،ويسير على نهج أبيه،ولكن الدول
تضعف فى أواخر عهده ؛وينتهى أمرهذه الدولة الفتية عام 582هـ.

وبعد..فما أكثر الدول التى قامت فى فارس !
إننا لا ننسى الدولة البويهية(323-447هـ/ 935-1055م)،
وتنسب إلى أبى شجاع بن بويه،الذى كان رئيسًا لقبيلة من الديلم تسكن
جنوبى بحر قزوين وتحترف الجندية.
لقد قامت دولتهم فى فارس والرى وهمذان وأصبهان،وكان مؤسسوها من الفرس، وعندما نذكر الدولة البويهية نذكر"الدولة السلجوقية"التى قامت فى فارس وهمذان والعراق، ومؤسسوها من الأتراك.
وقد عرفت أنهم قوم بدو نزحوا من بلاد التركستان إلى بخاري،
واعتنقوا المذهب السني،وظلت دولتهم قائمة من سنة (429-700هـ/1038-1301م).وخلفهم المغول فى حكم البلاد،

ويأتى الحديث عن الدول المستقلة عن الخلافة العباسية إلى ذكر"الدولة الأيوبية"
التى حاربت الصليبيين،وكانت مستقلة عن الخلافة العباسية أيضًا وإن ظلت
على الولاء الظاهرى لها،
"والدولة المملوكية"التى سقطت الخلافة فى عهدها على يد التتار،
فقامت بإحيائها فى القاهرة على يد الظاهربيبرس البندقداري.
وتبقى الدولة العثمانية التى أخذت الخلافة من الخليفة العباسى فى مصر،
وظلت تقوم بمهام الخلافة إلى أن نجحت المؤامرات فى إسقاطها،
وانفرط عقد الوحدة إلى يومنا هذا.

يُتبع إن شاء الله ،،،،




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالدول المستقلة عن الخلافة العباسية التى قامت فى مصر الكنانة

more_horiz
الدولة الطولونية
(254-292هـ/ 868-905م)

فى عهد الخليفة الواثق،كانت مصرمن نصيب"باكباك"التركى
حيث ازداد نفوذ الأتراك،وأخذوا يتولون المناصب الكبري،ويتقاسمونها فيما بينهم.
ولكن"باكباك"فَضَّلَ أن يبقى فى العاصمة"بغداد"ويبعث من ينوب عنه فى ولاية مصر.
ووقع الاختيارعلى أحمد بن طولون،ذلك الشاب الذى نشأ فى صيانة وعفاف ورياسة ودراسة للقرآن العظيم مع حسن صوت به،وكان والده مملوكًا تركيا بعث به والى بلاد "ما وراء النهر"إلى الخليفة"المأمون العباسي"ولما مات والده تزوج باكباك أمه.
وجاء أحمد بن طولون ليحكم مصرنيابة عن"باكباك"التركي،ولكن موقع مصر الجغرافي،وبُعد المسافة بين العاصمة المصرية"الفسطاط"والعاصمة العباسية
"بغداد"شجع والى مصرالجديد على الاستقلال بها.
فلم يكد أحمد بن طولون يستقر فى مصرسنة 254هـ
حتى أخذ يجمع السلطة كلها فى يده.
لقد عزل الموظف العباسى المختص بالشئون المالية فى مصرواسمه
"عامل الخراج" وصارهو الحاكم الإدارى والمالى والعسكري.
وكان له ما أراد،فأقر الأمور فى البلاد،وقضى على الفتن،ونشر الطمأنينة
فى ربوع الوادي، وعَمَّ البلاد الرخاء.

استقلال مصرعن الخلافة
ولقد أتاحت له الظروف أن يعلن استقلاله بالبلاد فى عهد الخليفة المعتمد العباسي، عندما بعث ابن طولون بإعانة مالية للخلافة مساعدة منه فى القضاء على
"ثورة الزنج".
ولكن"طلحة"أخا الخليفة بعث يتهم ابن طولون بالتقصيرفى إرسال المال الكافي،
ويتهدده ويتوعده،وهنا كان رد ابن طولون قاسيا وعنيفًا،ولم يكتف بهذا بل أعلن
استقلاله بالبلاد.
وتأسست فى مصر"الدولة الطولونية"نسبة إلى منشئها أحمد ابن طولون،
وراح أحمد بن طولون يعدّ جيشًا قوياً لحماية البلاد داخليا وخارجيا؛
وقد بلغ جيش مصرفى عهد أحمد بن طولون مائة ألف جندي.

القطائع عاصمة مصر
وراح يفكرفى اتخاذ عاصمة له غير"الفسطاط"تضارعها وتنافسها،
فاتخذ الأرض الواقعة بينالسيدة زينب والقلعة وسماها"القطائع"،
وعليها أقام جامعه الكبيرالذى ما زال موجودًا حتى الآن،
وجعله معهدًا لتدريس العلوم الدينية،وكان ابن طولون رجل صلاح وبرٍّ،
يتصدق من خالص ماله فى كل شهر ألف دينار.
وقد رابطت فى العاصمة الجديدة طوائف الجند حيث أقطعهم أحمد بن طولون
أرضًا يقيمون عليها.

حماية الثغور
وأمام ما وصل إليه أحمد بن طولون من قوة،كان لابد أن تتقرب إليه الخلافة العباسية ليقف إلى جانبها فى مواجهة الروم البيزنطيين،الذين لا يكفُّون عن الإغارة من آسيا الصغري.
إن شمال الشام منطقة حساسة،وكانت المناطق الملاصقة للروم فيه تعرف باسم
"إقليم العواصم والثغور"فهى تشتمل على المنافذ والحصون القائمة فى
جبال طوروس.فليس عجيبًا إذن أمام ضعف الخليفة وقوة أحمد بن طولون
أن يعهد إليه بولاية الثغورالشامية للدفاع عنها ورد كيد المعتدين.

لقد كان أحمد بن طولون مهيأً لهذه المهمة وجديرًا بها،فبعث بجزء من جيشه
وأسطوله ليرابط هناك على الحدود،يحمى الثغور،ويؤمن المنافذ والحصون.

الوحدة بين مصر والشام
ثم يتوفى والى الشام التركى سنة 264هـ،فيضم أحمد بن طولون البلاد إليه
لكى يستكمل وسائل الدفاع على إقليم الثغور.
وصارت مصروالشام فى عهد الدولة الطولونية وحدة لها قوتها فى الشرق العربي، تحمل راية الدفاع عن أرض الإسلام ضد الروم،بينما عجزت الخلافة العباسية
فى ذلك الوقت عن مواجهة قوى الشروالعدوان،وأمام قوة أحمد بن طولون وقيامه بتوحيد الشام ومصرتحت إمرته خشى أباطرة الروم سلطانه،وخافوا سطوته،
فبعثوا إليه يودون أن يعقدوا هدنة معه،بل لقد حدث أكثر من ذلك،
لقد عزم الخليفة العباسى"المعتمد"على مغادرة البلاد سرّا فرارًا من سيطرة
أخيه الموفق"طلحة"،
فأين يذهب يا تري؟!
لقد قرراللجوء إلى أحمد بن طولون صاحب القوة الجديدة فى مصروالشام،
ولكن أخاه الموفق أعاده إلى عاصمة الخلافة بالعراق.
وظلت الوحدة بين الشام ومصرقائمة فى عهد أحمد بن طولون،
وراحت قواته البحرية والبرية تحمى هذه الوحدة وتعلى قدرها فى شرق البحر
الأبيض المتوسط.

ولاية خمارويّه
ويتولى ابنه"خُمارويه"بعده حاملاً راية الدفاع عن مصروالشام كما كان أبوه.
ولكن"طلحة"أخا الخليفة"المعتمد"يعود إلى محاولاته ودسائسه لإعادة مصر
والشام إلى سيطرة الخلافة العباسية.
ويعد خمارويه جيشًا يتولى قيادته بنفسه،ويهزم قوات أخى الخليفة عند دمشق
فى معركة"الطواحين"سنة 273هـ/ 887م،فلا يملك إلا أن يعقد مع"خمارويه"
صلحًا اعترفت فيه الخلافة العباسية بولاية خمارويه على مصروالشام،
ولأبنائه من بعده لمدة ثلاثين سنة.وكان نصرًا رائعًا أتاح له أن يسيطرعلى
منطقة العواصم والثغور،وأصبح"خمارويه" قوة يرهبها الروم.

مصاهرة الخليفة
وهكذا القوة تكسب أصحابها الاحترام والسيطرة والنفوذ،
وتزداد العلاقة بين خمارويه والخلافة العباسية قوة،حيث يتزوج الخليفة
"المعتمد العباسى" بنت خمارويه المعروفة باسم"قطر الندي"،
وهى التى جهزها أبوها بجهازلم يسمع بمثله.
وراح خمارويه يهتم بمرافق الدولة،
ويخصص الأموال لمساعدة الفقراء والمحتاجين،
ويشيد القصورالضخمة فى عاصمة أبيه"القطائع".
وظل خلفاء خمارويه فى الحكم ما يقرب من عشرسنوات بعد وفاته
مقتولا عام 282هـ/ 895م.

إعادة الدولة إلى الخلافة
لقد ولى مصربعد خمارويه ثلاثة من آل طولون لم يسيرواعلى نهجه،
بل انغمسوا فى اللهووالملذات،فكثرالطامعون فى الحكم،
وانتشرت الفوضي،وانتهى الأمربعودة جيوش الخلافة العباسية لاسترداد
مصرمن يد رابع الولاة الطولونيين عليها.
وفى سنة 292هـ/ 905م دخلت الجيوش العباسية القطائع تحت قيادة
محمد بن سليمان وقد قبض على الطولونيين وحبسهم وأخذ أموالهم
وأرسلهم إلى الخليفة،وأزال بقايا الدولة الطولونية التى حكمت
مصروالشام مدة ثمانية وثلاثين عامًا.

وتتوالى على مصر الدول المستقلة عن الخلافة

يُتبع إن شاء الله ،،،




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالدولة الإخشيدية

more_horiz
الدولة الإخشيدية
(323-358هـ/935-969م)

عادت مصربعد سقوط الدولة الطولونية إلى الخلافة العباسية
وعلى الرغم من ذلك ظلت ثلاثين عامًا تعانى من الاضطراب والفوضى
والفتن الداخلية.وظل النفوذ العباسى غيرمستقرفى مصربعد زوال الدولة الطولونية. ويتطلع أحد القادة الأتراك فى الجيش العباسى فى مصرإلى الانفراد بالسلطة
وحده دون القادة المتنازعين،والولاة العباسيين.

فيا ترى من هو؟
إنه"محمد بن طُغج الإخشيد"،
لقد ساعده على ذلك ما قدمه من خدمات فى الدفاع عن البلاد ضد هجمات الدولة الفاطمية التى قامت فى تونس،وراحت تهدد مصرمن جهة الشمال الإفريقي،
وذلك فى عام(321-324هـ/ 933- 936).وفى سنة 323هـ/935م
تولى الإخشيد ولاية مصروصارالحاكم المطلق فى البلاد.

سبب التسمية
ولكن من أين"لمحمد بن طغج"هذا اللقب"الإخشيد" وهو لقب إيراني؟

لقد رغب الخليفة"الراضي العباسى"فى اكتساب مودة محمد بن طغج إلى جانبه،
فمنحه لقب"الإخشيد"وهو لقب إيرانى تلقب به الأمراء.
ويدل هذا على مكانة الإخشيد فى مصروما بلغه من سلطان واسع ونفوذ كبير.

توحيد مصر والشام وبلاد العرب
لقد أصبح"محمد بن طغج"مؤسس الدولة الإخشيدية فى مصروإليه تنتسب أسرته. وظلت الأمور على ما يرام بين محمد بن طغج الإخشيد والخلافة العباسية
حتى جاء اليوم الذى أرسل فيه الخليفة الراضى جيشًا بقيادة"محمد بن رائق"
إلى الشام لانتزاع مصرمن الإخشيد سنة 328هـ/ 940م.
وعندئذ ألغى الإخشيد اسم الخليفة العباسى من الخطبة وأعلن استقلاله بمصر،
واستطاع هزيمة القائد ابن رائق والاحتفاظ بملكه سليمًا.
وكان ابن رائق قد هزم محمد الإخشيدى فى بداية الأمر،
وانشغل جنود ابن رائق بجمع الأسلاب،فخرج كمين لابن الإخشيد عليهم،
وهزمهم،وفرقهم،وتفرغ الإخشيد بعد هزيمة قائد الخليفة إلى الداخل،
فنجح فى القضاء على الفتن والقلاقل الداخلية،
وراح يعمل على دراسة أحوال العالم العربى المجاورلمصر.
وأخذ يفكرفى وحدة تقف فى وجه العدوان الخارجى من قبل الروم.
وبعد سنتين من قيام الدولة الإخشيدية ضم الإخشيد إليه الشام بعد موت ابن رائق
سنة 130هـ ؛ليعيد القوة إلى الشرق العربي، وليتسنى له الوقوف فى وجه الروم البيزنطيين،وهنا خاف أباطرة الروم،وأسرعوا يخطبون وده كما فعلوا مع أحمد بن طولون.
وفى العام التالى لهذه الوحدة،مد الإخشيد نفوذه إلى مكة والمدينة،
وراح يتولى أمرالحجازويشرف على الحرمين الشريفين.
ولقى الإخشيد ربه سنة 334هـ/469م.

إمارة كافور
وبعد وفاته تولى وزيره أبوالمسك كافورالوصاية على ولديه الصغيرين،
وأثبت هذا الوصى مقدرة فى إدارة شئون البلاد والدفاع عنها ضد الأخطار
التى تهددها من طائفة"القرامطة"،وأفلح فى القضاء عليها.
فلقد حافظ على وحدة مصروالشام وبلاد العرب،
وامتد سلطان الدولة الإخشيدية إلى"جبال طوروس"،فى أقصى شمال الشام
وصارت قوية الجانب يرهبها البيزنطيون.
وأبوالمسك كافورهذا هو الذى خلع عليه الشاعرالمتنبى أجمل قصائد المدح،
ثم عاد وهجاه؟
نعم،إنه هو بعينه،
فلقد كان المتنبى يطمع فى أن يوليه كافور"ولاية"تنافس مملكة
سيف الدولة بن حمدان، فمدحه لينال رضاه،فلما لم يولِّه هجاه.
لقد بلغت إمارة كافورعلى مصرثلاثًا وعشرين سنة حكم فيها باسم أبناء الإخشيد
عدا سنتين انفرد فيها بالأمروظل اسمه طوال هذه المدة موضع الهيبة والإجلال،
ويدعي له من منابرالمساجد من طرسوس بأطراف الشام ومصروالحجاز،
ولقد كان كافورشهمًا جيد السيرة.

ترى من يخلفه بعد وفاته؟
وهل تظل الدولة الإخشيدية بعده رافعة أعلامها؟!

سقوط الدولة بعد كافور
لقد لقي كافور ربه فخلفه"أبو الفوارس أحمد بن علي أبو الحسن"
حفيد الإخشيد،وكان طفلا لم يبلغ الحادية عشرة من عمره،وكان لابد في مثل
هذه الظروف أن تعود الفوضى إلى البلاد،وأن يكثرمن حولها الطامعون.
واشتدت هجمات الفاطميين من بلاد المغرب على مصرحيث حاول
الخليفة المعزلدين الله الفاطمي الاستيلاء عليها،وعجزت الدولة العباسية
عن الوقوف إلى جانب الإخشيديين،فلم يكن بد من استيلاء الفاطميين عليها
سنة 358هـ/ 969م،ليحلوا محل الدولة الإخشيدية.

يُتبع إن شاء الله ،،،




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالدولة الحمدانية

more_horiz
الدولة الحمدانية
(317-399هـ/ 929-1009م)

ينتسب الحمدانيون إلى قبيلة تغلب،
وكان بنو تغلب بن وائل من أعظم بطون ربيعة بن نزار،
وكانوا من نصارى العرب الجاهلية الذين لهم محل في الكثرة والعدد.
وكانت مواطنهم في الجزيرة وديارربيعة،
ثم ارتحلوا مع هرقل إلى بلاد الروم،ثم رجعوا إلى بلادهم،
وفرض عليهم عمربن الخطاب الجزية،
فقالوا:يا أمير المؤمنين،
لا تذلنا بين العرب باسم الجزية،واجعلها صدقة مضاعفة ففعل.
وعلى هذا فالحمدانيون من بني تغلب ينحدرون من أصل عربي أصيل
من العدنانية التي ولدت العربية في كنفها.
وما زالوا يتنقلون بماشيتهم وأموالهم وخيامهم على مثل حالة القبائل العربية
من تهامة إلى نجد إلى الحجازإلى أرض ربيعة إلى ضفاف الفرات
حيث نزلوا ساحل"الرقَّة" الفسيح،ومنها انتقل حمدان بن حمدون إلى"الموصل".
وكان حمدان جد الأمراء الحمدانيين رئيس قبيلة أنجبت عدة أولاد اعتمدوا
على أنفسهم،وألقوا بأنفسهم في ميادين المغامرة والحرب،
فانتصروا وخذلوا،وكانت حياتهم تتصف بالعنف والقوة،
ولا تعرف الهدوء والسلم إلا قليلا.
وقد رافقت نشأة الحمدانيين ضعف الدولة العباسية،وغروب شمسها .
ويشاء الله أن يشهد الحمدانيون الأحداث التي هزت الإمبراطورية الإسلامية
هِزَّة انتهت إلى فرط عقدها وظهور دويلات وإمارات مستقلة على يد
الأتراك،
والفرس،
والكرد،
وبعض القبائل العربية،
وشهدوا تقلص نفوذ العرب وذوبانه تحت سيطرة الدخلاء بشكل يدعو للأسف،
فرأوا أن يقوموا بنصيبهم من حمل هذا العبء،وأن يصونوا التراث العربي،
وأن يردوا ما استطاعوا هجمات الروم عن الثغور الإسلامية.
يرافق ظهورالأسرة الحمدانية ارتقاء"المتقي"عرش الخلافة،
وقد تسلمها وهي على ما هي عليه من التفكك والانحلال،
على يد الأتراك أصحاب وظيفة"أمير الأمراء"في بغداد ؛
حيث استبد أولئك الأمراء بالسلطة دون الخليفة العباسي،
وراحت بعض القبائل العربية التي سكنت بادية الشام ووادي الفرات تستغل
ضعف الخلافة العباسية،وتستقل بالمدن والقلاع الواقعة في أرضها.
ويعتبر ما قامت به قبيلة"تغلب"مثلا لهذا الذي كان يقع في فترة ضعف
الخلافة وسيادة الأمراء.

الدولة الحمدانية في الموصل
لقد استطاعت"قبيلة تغلب"بفضل أبناء زعيمها"حمدان بن حمدون"
أن تؤسس دولة في شمال العراق، وأن تتخذ من مدينة"الموصل"
عاصمة لها(317-358هـ/929-969م).
وتعصبت هذه الدولة للعروبة،وساءها استبداد الأتراك بالخلافة العباسية،
فجاء زعيمها"الحسن بن عبد الله الحمداني"إلى بغداد،
ومعه أخوه لمناصرة الخليفة المتقي بالله سنة 330هـ/ 942م.
وكافأ الخليفة هذا الزعيم الحمداني بأن عينه في وظيفة"أمير الأمراء"،
ومنحه لقب"ناصر الدولة"،ثم منح الخليفة المتقي أخاه لقب
"سيف الدولة الحمداني".

موقف توزون
وعاش الأخوان:"ناصر الدولة"و"سيف الدولة"ببغداد إلى جانب الخليفة
الذي عرف لهما قدرهما،ولكن ذلك لم يعجب الأتراك،فاستطاعوا بزعامة قائدهم "توزون"أن يطردوا الحمدانيين،وأن يحملوهم على العودة إلى الموصل
سنة321هـ/933م.

الدولة الحمدانية في حلب
وتطلع سيف الدولة بعد خروج الحمدانيين من بغداد إلى القيام بمغامرة حربية تعلي
من شأن دولته بالموصل فسار سنة323هـ/935م إلى شمال الشام واستولى على "حلب" وأخرج منها حاكمها التابع للدولة الإخشيدية،صاحبة السيادة حين ذاك على مصروالشام.
وكانت هذه النزاعات بين أقاليم الأمة المسلمة الواحدة وراء التعجيل بنهاية هذه الدولة، وأصبح سيف الدولة بذلك صاحب الدولة الحمدانية وعاصمتها حلب
التي استمرت في شمال الشام حتي سنة399هـ/1009م.

ومن يقلِّب صفحات التاريخ يجد مجالس سيف الدولة الحمداني تضم أولئك
المشهورين في تاريخ الحضارة الإسلامية وعلى رأسهم
الشاعرأبوالطيب المتنبي،
والمؤرخ أبوالفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني،
والخطيب الفصيح ابن نباتة،
والفارابي الفيلسوف المشهور،
والشاعرأبو فراس الحمداني.

قتال البيزنطيين
وكان قيام الدولة الحمدانية على طول منطقة الأطراف الإسلامية المتاخمة لأراضي الدولة البيزنطية في جنوب آسيا الصغرى وفي شمال العراق حاجزًا ضد هجمات البيزنطيين في وقت أضحت الدولة الإسلامية نهبًا للفوضى والقلاقل الداخلية،
وليس لديها قوة حربية كافية!
ولقد خلد التاريخ اسم"سيف الدولة"من خلال حروبه المتكررة ضد البيزنطيين، والتصدي لأعمالهم العدائية على أرض المسلمين.
لقد بدأ إغارته على آسيا الصغرى سنة337هـ/949م
دون أن تمرسنة واحدة بغير تجهيز حملة حربية لهذا الغرض النبيل،
ولقد تسنى له أن يستولي على كثيرمن الحصون البيزنطية مثل"مرعش"
وغيرها من مدن الحدود.

ومن بطولات سيف الدولة:
استيلاؤه على قلعة الحدث(وهي قلعة متاخمة لحدود الدولة البيزنطية)
كان سيف الدولة قد بناها،وهجم عليها الرومان فخربوها،
وهدموها فأعد سيف الدولة جيشًا قويا،وهزم الروم هزيمة ساحقة،
واستولى على قلعة الحدث،وقد قال المتنبي في ذلك قصيدة طويلة في مدح
سيف الدولة وبطولته في هذه المعركة،منها:
يكلف سيف الدولة الجيش همـــه وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

سقوط حلب في أيدي البيزنطيين
ولقد عاصرت حركات سيف الدولة قيام أعظم إمبراطورين عسكريين
عرفتهما الدولة البيزنطية في هذه الآونة،
فقد استطاع نقفور فوقاس أن يستولي على"حلب"نفسها عاصمة سيف الدولة
سنة 351هـ/ 962م ودخل أنطاكية بجنوده،وقتل فيها ما يقرب من عشرين ألفًا،
غيرأن الدولة البيزنطية انسحبت منها بعد ثمانية أيام بسبب المقاومة الحمدانية.
وقد اتجه الإمبراطور الروماني"حنا شمشيق"إلى الاستيلاء على"بيت المقدس"،
وتوغل كثيرًا في أراضي الشام،ولكنه عاد سريعًا من غارته الخاطفة بفضل
مقاومة الحمدانيين في حلب،ومقاومة الفاطميين في سائرالشام.

سعد الدولة
ولقد تولى"سعد الدولة"ابن سيف الدولة بعد أبيه سنة
(357-381هـ/967-991م)،
لكن الدولة دخلت في مرحلة الضعف والنزاع الداخلي،
وذلك بعد أن اعترف منصوربن لؤلؤة والي الحمدانيين على حلب بسلطان الفاطميين على حلب عام 383هـ وأصبحت إمارة فاطمية بعد أن كانت حارسة على أطراف الدولة الإسلامية في وقت لم يدرك الخلفاء العباسيون في بغداد قيمة الدفاع عنها.
ولجأ بعض المتنازعين على السلطة من الحمدانيين إلى الخلافة القائمة في
مصروالشام وقت ذاك على حين ظلت الخلافة العباسية غارقة في الضعف والفوضي.
ورغم كل ذلك سقطت الدولة الحمدانية التي تمثلت كل عظمتها في شخص
"سيف الدولة".

يُتبع إن شاء الله ،،،،




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالدولة الفاطمية "" عصر فساد العقيدة ونشر التشيع فى مصر وغيرها""

more_horiz
الدولة الفاطمية
(358-567هـ/ 969-1172م)

مَنْ هم الفاطميون؟
وإلى مَنْ ينتسبون؟
وكيف نشأت دولتهم؟
ومتي كان ذلك؟
وهل تنتسب هذه الدولة إلى دول الإسلام؟

حب آل البيت
لقد ملك حب آل البيت النبوي قلوب المسلمين جميعًا،
أما هؤلاء المعروفون بالشيعة والذين خرجوا علينا في التاريخ الإسلامي
يغيرون في المفاهيم الواضحة لديننا الحنيف،
ويسبون أئمة الهدي من الخلفاء الراشدين بدعوي أنهم سلبوا الخلافة من علي
-رضى الله عنه-،هؤلاء هم المتشيعون الذين يزعمون حب علي وهو منهم براء.
لقد كان علي-رضي الله عنه-على العكس مما زعموا،
فقد كان مستشارًا أمينًا، ووزير صدق للخلفاء جميعًا،
ولما قامت الدولة الأموية لم يتقبلها بعض المسلمين والهاشميين؛
رفضًا لمبدأ توريث الخلافة.
ولما قامت دولة بني العباس لم تُمَكِّن لأبناء علي بن أبي طالب أن يكون لهم
شيء في الحكم والخلافة،ونشط المتشيعون يشعلون الثورات في كل مكان،
لكن الدولة العباسية كانت في بدايتها قوية،فتمكنت من القضاء عليها جميعًا،
وسحقتها في عنف وشدة.

دعاة الشيعة
فهل انقطعت حركة الشيعة أو توقفت أمام تلك المطاردة؟!
لا..لم تنقطع حركات المتشيعين ولم تتوقف،فقد كانوا متعصبين لآرائهم،
مؤمنين بفكرتهم، يزعمون أن أحق الناس بالخلافة أبناء علي من نسل فاطمة الزهراء-رضى الله عنها-،فإن نالها غيرهم فما ذاك إلا أمرباطل يجب أن يمحي،
وما هو إلا شرّحَلَّ بالمسلمين يجب أن يزال.
ونشط دعاة الشيعة في الدعوة إلى مذهبهم،وبخاصة في الجهات البعيدة عن مركز الخلافة،مثل أطراف فارس واليمن وبلاد المغرب.

أبو عبدالله الشيعي
وكان من هؤلاء الدعاة"أبو عبدالله الشيعي"وهو رجل من صنعاء اتجه إلى
المغرب بعد أن رأى دويلات"الأغالبة"و"الأدارسة"وغيرهما تنشأ وتقام بعيدًا
عن يد الدولة العباسية وسلطانها،وركز"أبو عبد الله"دعايته بين البربر،
وسرعان ما انضموا إليه في آلاف عديدة،فأرسل إلى زعيمه الفاطمي الكبير
"عبيد الله بن محمد".

عبيد الله
وقال"عبيد"هذا بأنه شريف علوي فاطمي،ولكن الخليفة العباسي علم بالأمرفطارد
"عبيد الله"هذا،وأمر بالقبض عليه،فاضطر حين وصل مصرإلى أن يتنكرفي زي
التجار،ثم حاول أن يفلت من دويلات شمال إفريقيا،ولكنه سقط أخيرًا في يد أمير "سجلماسة".

الاستيلاء على القيروان
كان"أبو عبد الله"الراعية الشيعي في هذا الوقت قد جمع قواته من البحر،
وهاجم بها"دولة الأغالبة"التي ما لبثت أن سقطت في يده سنة297هـ/909م،
ودخل عاصمتها،وأخذ من الناس البيعة لعبيد الله الأميرالأسير.
وما لبث"أبو عبد الله الشيعي"أن سارعلى رأس جيوش ضخمة نحو"سجلماسة"
لينقذ عبيد الله،ولما أدرك صاحب"سجلماسة"أن لا قِبلَ له بمواجهة الجيش المغير
هرب من عاصمته بعد أن أطلق أسيره"عبيد الله الفاطمي".
دخل عبيد الله القيروان التي اتخذها عاصمة للدولة الفاطمية،
وهناك بايعه الناس ولقب"المهدي أمير المؤمنين"،وصارخليفة للمسلمين
تأكيدًا لفكرة الشيعة عن أحقية أبناء علي-رضي الله عنه- بالخلافة،
ولقد اعتبر نفسه المهدي المنتظرالذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن
مُلئت جورًا وظلمًا.

الاستيلاء على دولة الأدراسة
وتوالى الخلفاء من نسل المهدي عبيد الله،وكان منهم"المعزلدين الله الفاطمي"
الذي أرسل قائده الشهير"جوهر الصقلي"ففتح"دولة الأدارسة"،
ووصل إلى المحيط الأطلسي،ثم مد حدوده إلى مصروفتحها عام
359هـ/969م.

فكيف استولى عليها الفاطميون؟
وماذا كان موقف الخلافة العباسية منهم؟

الاستيلاء على مصر
لقد أرسل"المعزلدين الله الفاطمي"قائده الكبير"جوهر الصقلي"ليفتح مصر،
فسارفي جيش ضخم بعد أن مهد الطرق لمسيرالجيش،
وحفر الآبارعلى طول الطريق،وأقام"استراحات"على مسافات معقولة في الطريق، وأحسن تدريب الجيش وتنظيمه وتموينه بعد أن جمع الأموال اللازمة لهذا كله.
وسار الجيش إلى الإسكندرية،وما لبث أن دخلها دون قتال،وأحسن معاملة
المصريين،وكَفَّ جنوده عنهم،ثم سارإلى"الفسطاط"فسلَّم له أهلها على أن
يكفل لهم حرية العقيدة،وينشر الأمن والعدل والمساواة.
وطار الخبر بالاستيلاء على مصرإلى"المعز"فسر سرورًا عظيمًا،
وأقام الاحتفالات والولائم،وحوله الشعراء ينشدون.

لقد ساعد علي نجاح هذا الغزو ضعف واضطراب الأحوال في مصر،
وكثرة الشيعة الذين عاونوا الغزاة كل المعاونة آنذاك.
وهكذا سُلخت مصرعن الخلافة العباسية،وأصبحت ولاية فاطمية عام
359/969م.

بناء القاهرة
وهنا بدأ "جوهر" يعد العدة لنقل مركزالدولة الفاطمية إلى مصر؛
فبنى للخليفة قصرًا فخمًا شمال الفسطاط،وبنى معه منازل الوزراء والجند،
وكانت هذه بداية مدينة القاهرة.
لقد كانت"الفسطاط"هي العاصمة بعد دخول عمرو بن العاص وبعدها"العسكر"
في عهد العباسيين،ثم"القطائع"في عهد الطولونيين،ثم أصبحت"قاهرة المعز"
هي العاصمة حتى الآن.

وبعد أن تم إنشاؤها دعا "جوهر" "المعز"أن ينتقل إليها،وأصبحت القاهرة
عاصمة الخلافة الفاطمية(362هـ/973م)،أي بعد أربع سنوات من فتحها،
وأمرالمعزبمنع صلاة التراويح في رمضان،
وأمربصيام يومين مثله،
وقنت في صلاة الجمعة قبل الركوع،
وأسقط من أذان صلاة الصبح
"الصلاة خير من النوم"
وزاد
"حي على خير العمل..محمد وعلي خير البشر".

الاستيلاء على الحجاز
وما لبثت جيوش المعزأن سارت نحو الحجازففتحته،
وأصبحت المدينتان:مكة والمدينة تحت سلطان الفاطميين لا العباسيين،
كما فتحت جيوشهم بلاد الشام،وفلسطين، وجزيرة صقلية.
وهكذا أصبحت دولة الفاطميين تضم الحجاز،
والشام،وفلسطين،ومصر،وشمال إفريقية حتى المحيط الأطلسي.

بناء الجامع الأزهر
ومن أعمال الدولة الفاطمية:
إنشاؤها "الجامع الأزهر"
الذي كان أول أمره مسجدًا عاديا،ثم أقيمت فيه حلقات الدراسة،
وقد اهتم بهذه الدراسات خلفاء الفاطميين لأنها كانت مقتصرة على الفقه الشيعي،
ثم تطورت بعد الفاطميين لما تولى صلاح الدين حكم مصر،
فأصبحت تدرس الفقه على كل المذاهب والعلوم الدينية دون تمييز،
وعلى غير ما أراد الفاطميون،
فقد صارالأزهرأول جامعة في العالم لنشر الثقافة العربية الإسلامية،
وما زال منارة يهتدي بها أبناء العروبة والإسلام،
وحصنًا يحمي البلاد من المذاهب الهدامة والعقائد الفاسدة.

نهاية
لكل شيء نهاية،
ففي آخرعهد الدولة الفاطمية حكمها عدد من الخلفاء الذين كانوا ضعاف الشخصية وصغار السن،فكان من نتيجة ذلك أن سيطر الوزراء على الدولة وأداروها
لمكاسبهم الخاصة مهملين شئون الدولة إهمالا تامّا.

لقد كانت ظاهرة الاعتماد على أعداء الإسلام من اليهود والنصارى واضحة
في هذه الدولة،فمن هؤلاء كان كثيرمن الوزراء وجباة الضرائب والزكاة
والمستشارين في شئون السياسة والاقتصاد والعلم والطب،

ولقد ترك الخليفة العزيزالفاطمي لوزيره اليهودي"يعقوب بن كلس"
أمرتعليم الناس"فقه الطائفة الإسماعيلية"التي ينتمي إليها الفاطميون
وهي من أشد فرق الشيعة تطرفًا وبعدًا عن حقيقة الإسلام.
وقد ألَّف يعقوب نفسه كتابًا في فقه هذه الطائفة.

فلا عجب إذن أن شهدت الدولة كثيرًا من المؤامرات والفتن والدسائس
والقلاقل،فقامت ثورات داخلية،وانتفاضات،
وراح الناس يستجيرون من تسلط اليهود والنصارى فلا يجارون،
وزادت الحال سوءًا بظهورأفكار دينية شاذة كالاعتقاد بحلول روح الله في الخليفة،
وأن الخليفة أعلى من بني الإنسان،
وأن الخلفاء إلى الله أقرب ؛
كما حدث للحاكم بأمرالله،الذي كان له كثير من البدع والخرافات التي أدخلها
في دين الله تعالي،وألّهه بعض الناس وراح البعض ينتظر عودته بعد اختفائه،
وعرف هؤلاء بالدروز الذين يوجد أسلافهم ببلاد الشام.وكثرت الأمراض،
وهلك عدد كبير من الناس،في حين كان الأمراء والحكام الفاطميون ينعمون
بالثروات ويعيشون في ترف وبذخ.

وأسهمت المجاعات والأوبئة نتيجة انخفاض ماء النيل عدة مرات
في اختلال الأمن،وكثرة الاضطرابات،وسوء الأحوال في البلاد،
ولم ترالبلاد صلاحًا ولا استقام لها أمر،ولم يستقرعليها وزيرتحمد طريقته.

فما أشبه اليوم بالبارحة !!!
وما أشبه الحكام الأن بالفاطميين

تفكك الدولة
أما في الخارج فقد خرج بعض الولاة على الخلفاء الفاطميين
خصوصًا في شمال إفريقية؛مما أدى إلى استقلال تونس والجزائر،
واستولت الدولة السلجوقية السُّنِّية التي قامت بفارس والعراق على معظم
بلاد الشام التابعة للفاطميين،وإلى جانب هذا كله عمل الصليبيون في الاستيلاء
على الأراضي المقدسة فاستولوا على بيت المقدس من أيدي الفاطميين سنة
492هـ/1099م،ثم أخذوا يغيرون على أطراف الدولة المصرية.
وهكذا أخذت الدولة في الضعف حتى جاء صلاح الدين الأيوبي،
وقضى على الخلافة الفاطمية وذلك في سنة567هـ/1172م.
وانقض الصليبيون فهاجموا عدة مرات هذه الدولة التي طالما أعانتهم في
بداية أمرهم على ضرب المسلمين من أهل السنة.




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالدولة الأيوبية

more_horiz
الدولة الأيوبـية
(567-648هـ/ 1172-1250م)

يعتبرصلاح الدين يوسف بن أيوب هو المؤسس الحقيقي للدولة الأيوبية،
وذلك بعد أن عُيِّن وزيرًا للخليفة الفاطمي ونائبًا عن السلطان نورالدين محمود،
فعمل صلاح الدين على أن تكون كل السلطات في مصرتحت يده،
وأصبح هو المتصرف في الأمور،وأعاد لمصرالتبعية للدولة العباسية،
فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي،وأغلق مراكزالشيعة الفاطمية،
ونشر المذهب السني.

التوجه إلى النوبة
ومما يذكر أن نورالدين محمود-الذي بعث أسد الدين شيركوه وصلاح الدين
إلى مصر-ما زال حيّا،وكان صلاح الدين خائفًا أن يحاربه نورالدين،
ففكرلأجل ذلك أن ينظرمكانًا آخريقيم عليه دولة له،
فبدأ صلاح الدين مبكرًا في إرسال بعض خاصته يستطلعون الأحوال
في بلاد النوبة واليمن وبرقة.
أما النوبة فكان يحكمها قبيلة الكنوزالتابعة للفاطميين فأرسل صلاح الدين
أخاه تورانشاه،وعينَّه على"قوص"و"أسوان"و"عذاب"و"النوبة"،
ولما استدعى صلاح الدين أخاه إلى القاهرة أناب تورانشاه عنه رجلا من نوابه
وزوده بقوة عسكرية.

وفاة نور الدين
أما برقة،فإن الفرصة لم تدع لأولئك -الذين بعثهم صلاح الدين لاستكشاف الأمر-
أن يصنعوا شيئًا ذا بال؛لأن نورالدين محمود قد توفي في شوال سنة569هـ،
وبدأ الأمر يستقرلصلاح الدين،وبدأ يعمل على توحيد الدولة الأيوبية
وحماية أركانها في مصروالشام.

امتداد الدولة
بالفعل،بدأ صلاح الدين التوجه إلى بلاد الشام بعد وفاة نورالدين،فدخل دمشق،
ثم استولى منها على حمص،ثم حلب،وبذا أصبح صلاح الدين سلطانًا على مصر والشام.ثم عاد إلى مصروبدأ الإصلاحات الداخلية،
وخاصة في القاهرة والإسكندرية،ثم سافرإلى الشام؛
ليبدأ ما كان قد بدأه من قبل،وهو جهاده المشرق ضد الصليبيين.

وكانت دولة الأيوبيين قد امتدت إلى بلاد الحجاز؛حيث قام صلاح الدين
بتحصين جنوب فلسطين،والاستعداد لأي أمر يقوم به أرناط صاحب قلعة الكرك،
والذي كان يدبرللهجوم على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة،
وكان صلاح الدين قد اعتني بميناء القلزم وميناء جدة،لأن أرناط كان قد عمَّر
أسطولا في ميناء أَيْلَة أوالعقبة،وأرسل سفنًا بلغت عِيذاب،
فاستولى صلاح الدين على أيلة،وأخذ منها أسرى من الصليبيين،
وكذلك قبض رجاله على بعض الصليبيين الذين وصلوا إلى عيذاب،
وأرسلوا جميعًا مصفَّدين بالأغلال،حيث ذُبحوا مع الهدي الذي أهداه الحجاج
لله سبحانه في ذي الحجة سنة 578هـ ،واستولى صلاح الدين على بيت المقدس،
وقد وقع في الأسر ملك بيت المقدس،ونفر من الفرسان الصليبيين ومن بينهم
أرناط الذي لم تكد عين صلاح الدين تقع عليه حتى أمر بقتله.

وعقب استيلاء صلاح الدين على بيت المقدس سقطت في يده كل موانئ الشام،
فيما عدا موانىء إمارة طرابلس،وأنطاكية،وانتهت الحروب الصليبية بصلح الرملة
بين صلاح الدين والصليبيين.

وظل صلاح الدين رافعًا راية الجهاد حتى صعدت روحه إلى بارئها عام
589هـ بعد أن قسم دولته بين أولاده وأخيه العادل،
ولكنهم تناحروا فيما بينهم،وظل بعضهم يقاتل بعضًا في ظروف كانت الدولة
تحتاج فيها إلى تجميع القوى ضد الصليبيين ممن يكيدون للإسلام،
ولم يمنع ذلك أن كانت لهم وقفات ضد الصليبيين،ففي الحملة الصليبية التي
تعرضت لها دمياط،والتي كان يقودها لويس التاسع،الذي وقع أسيرًا،
وحبس في دارابن لقمان في عهد الملك توران شاه ابن نجم الدين أيوب،
وبوفاة توران شاه انتهت دولة الأيوبيين.

يًتبع مع دولة المماليك ،،،




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyقيام دولة المماليك

more_horiz
دولة المماليك
(648-923هـ/1250-1517م)

من هم المماليك؟
وما موطنهم الأصلي؟
وكيف وصلوا إلى الحكم؟
وما دورهم في حماية العالم الإسلامي ؟

فضل المماليك
إنها أسئلة تخطر بالبال حين يذكرأولئك الرجال الذين حكموا مصروالشام،
وكان لهم شأنهم في موقعة "عين جالوت"،
ومازال العالم كله يذكرفضلهم في أول هزيمة أصابت المغول.
إن المؤرخين جميعًا يعتبرون انتصارالمماليك انتصارًا عالميّا؛
فقد عجزت الدولة الخُوارزمية،والدولة العباسية عن مقاومة المغول أو مدافعتهم،
وبعد أن انهارت القوى المسيحية أمام الزحف المغولي على أجزاء من"روسيا" و"بولندا"و"المجر"الحالية!
لقد كانت"موقعة عين جالوت"أول صدمة في الشرق لجيوش المغول
ورؤسائهم الذين خُيّل لمعاصريهم أنهم قوم لا يُغلَبون،فجاءت هذه الواقعة
لتقول للدنيا لاغالب إلا الله،وأن فوق كل قوي من هو أقوى منه،
وأن النصرمن عند الله ينصرمن يشاء.

ومن هنا كسبت سلطنة المماليك مركزالصدارة بين سلاطين المسلمين،
كما استقامت لمصرزعامة جديدة في العالم الإسلامي.
ولكن،ما أصل أولئك المماليك؟

أصل المماليك
إنهم خليط من الأتراك والروم والأوربيين والشراكسة،
جلبهم الحكام ليستعينوا بهم في القرن السادس الهجري وحتى منتصف القرن السابع.
كان كل حاكم يتخذ منهم قوة تسانده،وتدعم الأمن والاستقرار في إمارته أو مملكته، وممن عمل على جلبهم والاستعانة بهم الأيوبيون،وبخاصة في عصورهم المتأخرة
لما أصابهم الضعف واحتاجوا إلى الرجال.لقد كانوا يُباعون للملوك والأمراء،
ثم يُدَرَّبون على الطاعة والإخلاص والولاء.

المماليك في مصر
وعرفت مصرنوعين من هؤلاء المماليك:

1-المماليك البحرية
وهم الذين أسكنهم الملك الصالح الأيوبي قلعة في جزيرة الروضة،
ونسبوا إلى بحرالنيل،أو سمّوا بذلك لأنهم قدموا من وراء البحار،
وهؤلاء حكموا مصرمن سنة(648-784هـ/1250-1382م)
وتداول عرش مصرفي عهدهم أربعة وعشرون سلطانًا .

2-أما النوع الثاني فهم المماليك البرُجية أو الجراكسة،
وسُمّوا بذلك لأن السلطان قلاوون أسكنهم أبراح قلعة الجبل،
ولأن الجراكسة كانوا أكثرعددًا،وهؤلاء حكموا مصرمن سنة
(784-923هـ/1382-1517م)وهم ثلاثة وعشرون سلطانًا.

لقد عرفت البداية لدولة المماليك،
ولقد كانت النهاية على يد العثمانيين عند مرج دابق والريدانية(حي العباسية)
سنة 923هـ،وكانت الغلبة للعثمانيين الذين آلت إليهم ممتلكات المماليك
ليبدءوا عهدًا جديدًا.
ولم يأخذ المماليك بمبدأ وراثة العرش،وإنما كان الطريق مفتوحًا أمام من أبدي
شجاعة وإقدامًا ومقدرة.هذه هي المؤهلات في دولة المماليك التي قامت على
أنقاض دولة الأيوبيين، وبعد مقتل توران شاه آخرسلاطين الأيوبيين بمصر.

التصدي للمغول
إن المغول يزحفون..
وإن الخطرقادم فلتتوقف الخلافات بين المسلمين،
ولتتوحد القوى في مواجهة هذا العدو!
لقد استولى المغول على الأراضي الإسلامية التابعة لخوارزم شاه،
ثم واصلوا سيرهم -كما عرفت من قبل-
مهددين العراق حتى أسقطوا الخلافة العباسية.
كانت مصر في ذاك الوقت يحكمها علي بن أيبك الذي كان في الخامسة عشرة،
والذي تولى مصربعد وفاة أبيه المعزأيبك،وكان ضعيفًا لا حول له في هذه الظروف الصعبة.وراحت مصرتتطلع إلى مملوك قوي يحمي حماها،ويصون أرضها.
لقد سقطت الخلافة العباسية،واستولى التتارعلى بغداد وبقية مدن العراق،
ثم اتجهوا نحو بلاد الشام التي كانت مقسَّمة إلى إمارات يحكمها أمراء أيوبيون،
وتمكن التتارمن الاستيلاء على حلب سنة657هـ/1277م.

سيف الدين قطز
وفي هذه اللحظات التاريخية ظهر"سيف الدين قطز"وقد تولى حكم مصر،
وقال قولته المشهورة:
لابد من سلطان قاهريقاتل عن المسلمين عدوهم.
ووصلت إلى مصر صرخات أهل الشام،واستغاثات أمرائهم من الأيوبيين:
أن تحركوا واعملوا على إنقاذنا،لقد قتلوا العباد،وخربوا البلاد،
وأسروا النساء والأطفال،
وأصبحت مصرهي الأمل بعدما ضاع الأمل في الخلافة،
وفي أمراء الشام.خرج"سيف الدين قطز"في عساكره،حتى انتهي إلى الشام.

عين جالوت
وكان اللقاء عظيمًا عند"عين جالوت"في الخامس والعشرين من رمضان
الذي وافق يوم جمعة.
ولأول مرة يلقى المغول من يصدهم ويهزمهم هزيمة ساحقة،وكان النصر
لراية الإسلام.وكانت صيحة واحدة صدق بها المسلمون ربهم "وا إسلاماه"،
وفي يوم واحد،انقلبت الأوضاع،وأذن الله بنصره بعد عصرطويل من الذل والمهانة، وبعد جبال الأشلاء وأنهارالدماء التي غرق فيها المسلمون .

عزة بعد ذل
ولكي تدرك مدى الضعف الذي كان عليه المسلمون قبل أن يعودوا إلى ربهم،
فاعلم أن التتري كان يلقى المسلم في بغداد وليس معه سيف،فيقول للمسلم:
قف مكانك حتى أحضرالسيف لأقتلك.فيبقى المسلم جامدًا ذليلا في مكانه حتى
يأتيه التتري بالسيف فيقتله به!
لقد قاتل سيف الدين قطزقتالا عظيمًا،وقاتل معه الأمراء المماليك حتى النصر .
ووقف قطز يوم "عين جالوت"على رجليه تاركًا جواده،وهو يقول لمن راح
يلومه على ذلك خائفًا عليه:
إنني كنت أفكر في الجنة،وأما الإسلام فله رب لا يضيعه!

لقد قام قطزبنفس الدورالذي قام به صلاح الدين..
عرف الحقيقة،وأعلنها على الناس:
لقد انهزمتم أمام التتارلتهاونكم في أمر دينكم،فاستمسكوا بهذا الدين،
والله منفذ وعده الذي وعد:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون)
[النور:55].

الظاهربيبرس
ولكنه لقي مصرعه وهو في طريق العودة بعد النصر!
ويتولى الأمر من بعده "الظاهر بيبرس البندقداري"،
يتولى سلطنة مصر،والشام،ويبعث بإحضارأحد العباسيين إلى مصر
ويعينه خليفة للمسلمين،وهو المستنصربالله،وقد تولى بعد مقتله الحاكم بأمرالله
الخلافة بمصر،وأُطلق عليه أمير المؤمنين،وكان يدعي له على المنابر،
أما الأمروالنهي فهو للمماليك حتى سقطت الخلافة،
وانتقلت من العباسيين إلى العثمانيين.

قتال الصليبيين
وإذا كان التاريخ قد سجل للمماليك في حرب المغول بطولة رائعة،
فقد سجل لهم قبل سنة 648هـ/ 1250م بسالتهم وإقدامهم في قتال
الصليبيين عند"المنصورة"وعند"فارسكور"بقيادة الظاهربيبرس.

إن الظاهربيبرس لم يترك سنة في فترة ولايته دون أن يغزو الصليبيين
ويحقق انتصارات عليهم.لقد استرد"الكرك"سنة 661هـ/ 1263م،
و"قَيْسَارِيَّة"سنة 663هـ/ 1265م،وكثيرًا من البلاد التي استولى عليها الصليبيون
مثل "صفد"،و"يافا"،و"أنطاكية"سنة 666هـ/ 1268م.
لقد وقف بيبرس للتتاروللصليبيين معًا بعد أن تحالفت قوى التتاروالصليبيين
ضد المسلمين.وكان لهما بالمرصاد،وأسس دولة المماليك تأسيسًا قويّا،
وعندما لقي ربه سنة 676هـ/1278م،
استمر الملْك في ذريته حتى سنة 678هـ/ 1279م .

الملك الأشرف خليل
ومرت سنوات قبل أن يتولى الملك"الأشرف خليل"أمرالبلاد بعد وفاة والده
قلاوون سنة 690هـ/1281م،وفيها أسدل الستارعلى الصراع الصليبي
مع المسلمين في العصورالوسطى .
لقد فتحت"عكا" وبقية مدن الساحل في هذه السنة،
وهرب الصليبيون إلى "قبرص"التي أصبحت ملجأ لهم في الشرق،
وهكذا قطع الله دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .

لقد حُلّت العقدة التي سادت الناس جميعًا كما سادتهم قديمًا عن عدم إمكان هزيمة الجيوش المغولية مهما كانت أعدادها،وكسبت سلطنة المماليك مركزالصدارة بين سلاطين المسلمين،كما استقامت لمصرزعامة جديدة في العالم الإسلامي .

"وهذا ما يبرر لمصر الدور الريادى الذى حباها الله به
فى مختلف العصور إلى قيام الساعة،،،فلن تقوم للأمة قائمة
بدون مصر أبداً،،،وأيضاً لهذا السبب كانت وما زالت مصرمطمعاً
ومحط أنظارالغزو والإستعمار"

غزو الصليبيين
ويستمر عهد المماليك البحرية حتى سنة 784هـ/1382م،
وكان عهد استقرارورخاء،ولكن بوفاة الناصرمحمد بن قلاوون
سنة741هـ/1341م،اضطربت البلاد المملوكية مما شجع الصليبيين
على غزو مصرسنة 767هـ/ 1366م،من جزيرة "قبرص"حتى سقطت
الإسكندرية في أيديهم بعد أن ساءت أحوال البلاد لعدم وجود رجل قوي
على رأس المماليك بعد الناصرقلاوون،وسقط كثيرمن الشهداء على أيدي
الصليبيين الذين اعتدوا على البنات والنساء.

بداية عهد المماليك البرجية
ولكن يشاء الله أن يبدأ عهد جديد على "المماليك البرجية" يعيد للمسلمين
مجدهم، ويرفع راية الإسلام من جديد على ربوع الوادي .
لقد بدأ عهد المماليك البرجية بالظاهربرقوق سنة784هـ/1382م،
وانتهى بالأشرف قنصوه الغوري الذي قتل في مرج دابق على يد العثمانيين
سنة 922هـ/ 1516م.
ولا ننسى للمماليك بصفة عامة دفاعهم عن الإسلام وأهله ودياره ضد التتار،
فلقد أبلوا بلاء حسنًا،وكانوا خيرعَونْ للإسلام والمسلمين في كل فترة من فترات تاريخهم .

حضارة المماليك
ولقد اهتم المماليك بالأوضاع الحضارية من بناء للمدارس والمساجد والعمائر،
حتى يعد عصرهم من أزهى العصور في العمارة،
فقد كان للمماليك إسهام رائع في مجال العمارة،فقد أصبح فن العمارة على
أيديهم إسلاميًا يستقي قواعده من مبادئ الإسلام وأصوله،
ففن بناء البيوت مثلا على عهدهم انطلق من مبدأ منع الاختلاط والغيرة على النساء،فتبني البيوت الطابق الأول للرجال ويسمى"السلاملك"والسفلي للنساء ويسمى"الحرملك"ومدخل البيت ينحرف غربًا نحو دهليزومنه إلى حجرة الضيوف، حتى لا يرى الدَّاخِل مَنْ في وسط البيت،
وكانت هناك مداخل خاصة بالنساء فقط،وكانت شبابيك البيوت مرتفعة بحيث
لا يرى السائرفي الطريق ولو كان راكبًا من بداخل البيت،وكانت هذه الشبابيك
عبارة عن خشب مثقوب يسمح بدخول الضوء والهواء،ويسمح لمن بداخل البيت
برؤية من بالخارج بحيث لا يري من بالخارج من بداخل الحجرات"المشربية".
كما كانوا يجعلون أماكن خاصة في الدورالسفلي للدواب والمواشي،
وحجرات خاصة للمطابخ،وهم الذين ابتكروا نظام دولاب الحائط الذي يوضع
فيه الأطباق الخزفية،وعنهم أخذ هذا النظام.

وكان لهم اهتمامهم بالزراعة والصناعة،إلى جانب تأليف الموسوعات العلمية
والأدبية،ومن هذه الموسوعات التي ازدهرت في عهدهم
"صبح الأعشى في صناعة الإنشا" للقلقشندي،
و"نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري .
كما ازدهرت في عهدهم التآليف التاريخية،
مثل "المواعظ والاعتباربذكرالخطط والآثار" للمقريزي،
وكافة مؤلفاته،
ومؤلفات ابن تغري بردي وغيرهما .

يُتبع إن شاء الله مع ،،،

دولة الخلافة العثمانية




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyدولة الخلافة العثمانية

more_horiz
دولة الخلافة العثمانية
لقد كان القرن السابع الهجري،(الثالث عشر الميلادي)
فترة سوداء في تاريخ العالم الإسلامي بأسره،
ففي الوقت الذي تقدمت فيه جحافل المغول الوثنيين من الشرق،
وقضت على الخلافة العباسية في بغداد
كانت بقايا الجيوش الصليبية لا تزال تحتل أجزاء من شواطئ فلسطين!
ومما زاد الحالة سوءًا أن الدولة الأيوبية التي تولت حماية العالم الإسلامي
من هجمات الصليبيين أخذت تضعف بعد وفاة منشئها صلاح الدين.
وقد ترتب على هذا أن أخذت مناطق المسلمين تتقلص بين
ضربات الوثنيين من الشرق،وحملات الصليبيين من الغرب.
وراح بعض الناس يعتقد أن الإسلام لن تقوم له قائمة مرة أخري،
إلا أن الكارثة لم تقع.

تُرى ما سبب ذلك؟
يقول المؤرخون:هناك سببان:
أولهما:
أنه بالرغم من انتصارالمغول على المسلمين في ميدان الحرب
فإن الإسلام انتصرعليهم في ميدان العقيدة،
ففي أقل من نصف قرن دخل المغول الإسلام،
فأصبحوا يدافعون عنه،وينشرونه بين أهليهم في أواسط آسيا.

أما ثانيهما:
فهوأن دولة المماليك التي خلفت الأيوبيين على مصرفي سنة
648هـ/1250م،كانت دولة عسكرية قوية يرأسها قواد الجيش من المماليك.
وكان هؤلاء المماليك،وهم من الأتراك والأرمن وغيرهما،
قد وصلوا إلى المناصب العالية في الجيش أثناء حكم الأيوبيين.
وأخيرًا،تولوا الحكم،وعينوا من بينهم السلاطين للدولة،
وقد كان لهؤلاء المماليك الفضل في إيقاف زحف المغول عند
"عين جالوت" سنة658/1260 م،
كما انتزعوا من الصليبيين"عكا"وكانت آخرمعقل لهم في الشرق
سنة692هـ/1292م.

أصل العثمانيين
يقول المؤرخون:
إن الدولة العثمانية كانت أكبروأبقى دولة أنشأها قوم يتكلمون
اللغة التركية في العهود الإسلامية.
وهي إلى جانب ذلك أكبردولة قامت في قرون التاريخ الإسلامي المتأخرة.
لقد كان مركزها الأصلي"آسيا الصغري"في أقصي الركن الشمالي الغربي
من العالم الإسلامي،ثم امتدَّت فتوحاتها إلى ثلاث قارات هي:
آسيا وأوربا وإفريقية.
وتركت بصمات قوية في تاريخ العالم عامة والإسلام خاصة،

فكيف تم للأتراك العثمانيين ذلك؟
ومَنْ هم؟
ومن أين جاءوا؟

أسئلة كثيرة تخطر بالبال حين يذكرأولئك الأتراك العثمانيون،
ويتساءل الكثيرون عن أصلهم،
ولابد من طرح هذه الأسئلة قبل الحديث عن حكمهم وفتوحاتهم.

يعتقد الكثيرون أن أصلهم من أواسط آسيا،وقد هاجروا في جماعات نحو الغرب،
حتي استقروا أخيرًا في القرن السادس الميلادي بالقرب من منطقة بحرقزوين
والجهات الواقعة شمال وشرق بلاد فارس .

وفي أيام الدولة الأموية،تمكنت الجيوش الإسلامية من الوصول إلى منطقة سكناهم،
إلا أنهم لم يعتنقوا الإسلام جديّا إلا في أوائل العصر العباسي.
وقد قربهم الخليفة المعتصم -كما علمنا- حين أراد أن يقضي علي سيطرة الفرس
الذين كانوا يتمتعون بنفوذ كبير في الدولة العباسية وبخاصة في عهد المأمون.
وفي أواخر القرن الخامس الهجري،الحادي عشرالميلادي جاءت موجة أخري
من الأتراك(المعروفين بالسلاجقة) وعلي رأسهم "طغرل بك"،وقضوا علي نفوذ البويهيين في بغداد،وخلصوا الخليفة العباسي من استبدادهم،وتقدموا حتى هددوا القسطنطينية،فتكتل المسيحيون في أوربا،وكان ذلك بسبب هزيمتهم أمام السلاجقة
في ملاذكرد،وقاموا بتلك الحروب الصليبية التي أمدَّت في عمرالقسطنطينية
أربعة قرون.

كيف تكونت دولة الأتراك العثمانيين؟
في حوالي سنة 622هـ/1224م كانت جيوش التتاربقيادة جنكيزخان
تتقدم إلي الغرب في اتجاه الدولة العباسية.
ومن بين الذين فروا أمام الزحف التتري مجموعة من الترك كانت تسكن منطقة "خُوارزم"،فتحركوا غربًا حتي وصلوا إلي آسيا الصغري بالقرب من دولة
"سلاجقة الروم" سنة 1250م تقريبًا.
وهناك اتصل قائدهم "أرطغرل" بالسلطان علاء الدين زعيم دولة سلاجقة الروم
(وهم فرع آخر من نفس الجنس التركي)،فوافق علاء الدين علي وجودهم،
ومنحهم منطقة حول أنقرة ليستقروا فيها علي الحدود بين دولته ودولة البيزنطيين.
فلما وصلت جيوش المغول إلى "دولة السلاجقة" وقف "أرطغرل" إلي جانب
"علاء الدين"،حيث تمكنا من هزيمة المغول وإنقاذ دولة السلاجقة.

بعد وفاة "أرطغرل" سنة 688هـ/1288م،عُيّن ابنه "عثمان" خلفًا له،
فكان قويّا محبوبًا بين أهله،ذا مكانة في بلاط السلطان علاء الدين؛
مما أثارحسد وزرائه.
فلما مات علاء الدين كثرت المؤامرات،وضعفت الدولة،فاغتنم عثمان الفرصة،
واستقل عن السلاجقة،وأخذ يضيف بعض أجزاء دولتهم إلى سلطانه،
وهكذا تأسست الدولة العثمانية،وكان ذلك في سنة 700 هـ/1300م.
وبذا فقد نسبت تلك المجموعة من الأتراك إلى هذا الرجل العظيم "عثمان"
فسموا الأتراك العثمانيين؟
وكان الإسلام هدف العثمانيين وشعارهم،له يعملون،وفي سبيله يجاهدون ويحاربون.

فتوحاتهم المباركة
كان الطريق مفتوحًا أمام هذه الدولة الناشئة ؛
فلم يكن هناك ما يقف في طريق توسعها؛حيث إن الإمبراطورية البيزنطية
خرجت بعد الحروب الصليبية وهي أسوأ حالا مما كانت عليه من قبل.
ويذكر المؤرخون أَنَّ حملة من الحملات الصليبية قد احتلت القسطنطينية نفسها
سنة 602هـ/1204م ،ولم تتخلص عاصمة البيزنطيين منهم إلا بعد أكثرمن
ستين عامًا،فلما شرع عثمان في التقدم نحو الأقاليم التابعة للدولة البيزنطية
وجد الطريق مفتوحًا أمامه.
وقد واصل ابنه "أورخان" هذه الفتوحات حتى بلغ "نيقية" وخضعت له
آسيا الصغرى (تركيا)،كما تمكن من عبور"الدردنيل"،والوصول إلى"مقدونيا"
غيرأنه لم يتقدم نحو أوربا.

وكان لابد أن يتفرغ بعد هذا لتنظيم دولته،فأنشأ جيشًا نظاميّا عُرف بالانكشارية
(أى الجنود الجدد).وكان هذا الجيش مكونًا من أبناء البلاد المفتوحة.
فتم تدريبهم منذ الصغرعلى الإسلام والعسكرية،
وأعدت لهم معسكرات وثكنات يعيشون فيها حتى لا يختلطون بغيرهم،
مهمتهم التي أعدوا لها هي الدفاع عن الإسلام مع الفرسان من العثمانيين،
فيشبون أقوياء الجسم،مطيعين لقوادهم الذين لايعرفون غيرالطاعة الكاملة..
أتدري مَنْ أول من استخدم هذا الجيش استخدامًا فعالا؟

السلطان مراد الأول
إنه السلطان"مراد الأول" ابن "أورخان" وكان مراد نفسه جنديّا شجاعًا
قرر أن يشن حربًا على أوربا بأسرها.
لقد أراد أن ينتقم من الأوربيين لاعتدائهم على الإسلام والشرق أثناء الحروب الصليبية.هذا بالإضافة إلى حماسه للإسلام،وحبه له وللدفاع عنه ضد أعدائه،
ورغبته في نشرالإسلام في بلاد الكفر،وتبليغ دعوة الله إلى العالمين،
فمن المعروف أن الأتراك من أقوى الشعوب حماسة،ومن أقواهم عاطفة تجاه
الإسلام والمسلمين،وكان سمتهم في تعاملهم مع الأسرى سمتًا إسلاميّا يدل على
فهمهم للإسلام ولمبادئ الحرب والقتال في الإسلام،
وهذا ما شهد به أعداؤهم.
لقد عبرت جيوشه الدردنيل(كما فعل والده من قبل)،واحتل مدينة "أدرنة"،
وجعلها عاصمته سنة 765هـ/1362م بدلا من العاصمة القديمة "بروسّة"،
وبذلك يكون قد نقل مقرقيادته إلى أوربا استعدادًا لتأديب وإخضاع تلك القارة
المعتدية!
شملت فتوحات "مراد":مقدونيا،وبلغاريا،وجزءًا من اليونان والصرب،
كما هدد القسطنطينية،وأجبر إمبراطورها على دفع الجزية.
لكن يشاء الله أن يقتل مراد في ميدان القتال سنة 793هـ/1389م،
في الوقت الذي كانت فيه جيوش المسلمين الظافرة تحتل صوفيا عاصمة بلغاريا.

السلطان بايزيد
فمن يا تُرى يخلفه؟
لقد خلفه ابنه "بايزيد"ومن شابه أباه فما ظلم.
كانوا يلقبونه(بالصاعقة)،
وذلك لسرعة تحركاته في ميادين القتال وانتصاراته الخاطفة.
أتدري ماذا حقق من انتصارات بعد أبيه؟
لقد أتم فتح اليونان.
أما الدولة البيزنطية فقد جردها من كل ممتلكاتها ماعدا القسطنطينية وحدها.
لقد بلغ "بايزيد"من القوة ما جعله يمنع إمبراطورالقسطنطينية من إصلاح أحد
حصون المدينة فيذعن الإمبراطورلأمره،وينزل عند رأيه.
وكانت نتيجة هذا الجهاد المقدس انتشارالذعر في جميع أنحاء أوربا،
فقام البابوات في روما ينادون بالجهاد ضد المسلمين كما فعلوا سنة
489هـ/1095م،وتجمعت فرق المتطوعين من فرنسا وألمانيا وبولندا
وغيرها وقادهم سِجِسْمُنْد المجري.

وفي سنة 799هـ/1396م اشتبك معهم "بايزيد" في معركة"نيقوبولس"
وهزمهم هزيمة نكراء،فدقَّت أجراس الكنائس في جميع أوربا حدادًا على تلك
الكارثة،وانتابها الذعروالقلق.وراحت أوربا تخشى مصيرها الأسود القاتم إذا تقدم
ذلك القائد المظفر نحو الغرب.
أما القسطنطينية فقد أوشكت على السقوط أمام جيوش بايزيد!

هجوم التتار
في هذه اللحظات التاريخية يتعرض جنوب الدولة العثمانية إلى هجمات التتار،
وكانت هذه هي الموجة الثانية(بعد تلك التي قام بها هولاكو)
جاء على رأسها تيمورلنك،فغزا بلاد فارس والعراق وأجزاء من سوريا،
ثم اتجه شمالا نحوالدولة العثمانية.
ولما شعربايزيد بذلك الخطرأوقف تقدمه في أوربا كما رفع الحصارعن
القسطنطينية، واتجه جنوبًا لملاقاة العدو.

وفي سنة 805هـ/1402م تقابل بايزيد مع تيمورلنك بالقرب من أنقرة،
ودارت الحرب بينهما زمنًا طويلا كان النصرفيها حليفًا لقوات التتر!
ووقع "بايزيد"في أسرعدوه تيمورلنك الذي عذبه عذابًا شديدًا.
ويقال:إنه سجنه في قفص،وطاف به أجزاء مختلفة من الدولة حتى مات
من شدة التعذيب.

ترى هل كانت هذه الهزيمة نهايةً للأتراك العثمانيين؟
لا؛ فقد انتعشوا مرة ثانية،
وقاموا بأعمال تفوق تلك التي قام بها"عثمان" و"مراد" و"بايزيد".

يُتبع إن شاء الله ،،،

سقوط القسطنطينية




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyفتح القسطنطينية

more_horiz
سقوط القسطنطينية
مرت على الدولة العثمانية فترتان بين إنشائها واستيلائها على القسطنطينية.

كانت الفترة الأولى
واقعة بين استقلال عثمان بالدولة سنة 700هـ/1300م وبين هزيمة
"بايزيد" في موقعة أنقرة سنة 805هـ/1402م.

أما الفترة الثانية،
فتبدأ من إعادة إنشاء الدولة سنة 816هـ/1412م حتى فتح
القسطنطينية سنة 858هـ/1453م.
وكانت المدة الواقعة بين هاتين الفترتين -وهي عشر سنوات-
مدة قلاقل واضطرابات.
ولكن ماذا فعل تيمورلنك بعد موقعة أنقرة وأسربايزيد؟

عودة تيمورلنك إلى بلاده
بعد موقعة أنقرة تراجع تيمورلنك،فلم يكن قصده احتلال آسيا الصغري،
بل كان كل همه وأمله أسربايزيد،أمَا وقد تحقق له ما أراد،فليرجع إلى بلاده،
لقد ترك البلاد مهزومة مفككة،وترك أولاد بايزيد يتحاربون فيما بينهم من أجل
الملك.واستمرت فترة حكمه حوالي ثماني سنوات،أخذ يعمل فيها بحكمة وتعقل؛
لكي يدعم سلطانه داخل الدولة،فاتبع سياسة المهادنة والصداقة مع كل الأعداء.
لقد عقد هدنة مع إمبراطورالقسطنطينية،وقد رحب الإمبراطوربتلك الهدنة؛
لأنه هو الآخر كان في حالة ضعف شديد نتيجة ضربات بايزيد المتوالية على دولته.
أما السلاجقة،فقد ترك لهم "السلطان محمد" كل الأراضي التي تحت أيديهم،
وتفادي أي اشتباكات معهم،وركزكل همه في توطيد سلطانه في الداخل،
وكان له ما أراد.

السلطان مراد الثاني
فلما توفي"السلطان محمد" وخلفه ابنه "مراد الثاني"سنة825هـ/1421م،
كانت حالة الدولة العثمانية تمكنها من اتخاذ بعض الخطوات الهجومية وقد كان.
فلقد استردّ "مراد الثاني" ما أخذه السلاجقة من أراضي العثمانيين،
واستعاد العثمانيون ثقتهم وقوتهم في عهد مراد الثاني،فاتجهوا إلى أوربا.
ولكن أوربا لم تنسَ هزيمتها في "نيقوبولس" وما لحق بها من عار،
فراحت تكون جيشًا كبيرًا من المجريين والبولنديين والصرب والبيزنطيين،
وهاجمت ممتلكات الدولة العثمانية في "البلقان".

وفي البدء تمكن الصليبيون من إحرازعدة انتصارات على جيوش مراد،
إلا أن السلطان"مرادًا"جمع قواته،وأعاد إعدادها وتشكيلها حتى التقى مع أعدائه
سنة 849هـ/1444م،فأوقع بهم الهزيمة،وعلى رأسهم ملك المجر"فلادسلاق"
وصدهم حتى نهرالدانوب.
رحم الله مراد،لقد أعاد الدولة العثمانية إلى ما كانت عليه أيام جده بايزيد.
وهكذا لما توفي "مراد الثاني" في "أدرنة"سنة 856هـ/ 1451ترك لابنه
محمد الثاني المعروف "بالفاتح" دولة قوية الأركان،عالية البنيان،
رافعة أعلامها،متحدة ظافرة منتصرة.

فتح القسطنطينية
كان أول هدف لمحمد الفاتح القضاء علي القسطنطينية،
تلك المدينة التي صمدت أمام كل الهجمات الإسلامية من عهد معاوية ابن أبي سفيان
في منتصف القرن السابع الميلادي حتى منتصف القرن الخامس عشر.
لقد كان الاستيلاء عليها أملا يراود الكثيرين من قادة الإمبراطورية الإسلامية
وخلفائها،وفخرًا حاول الكثيرون أن ينالوه ويحظوا به،ولم لا وقد قال
-عليه الصلاة والسلام-:
"لتفتحن القسطنطينية،فلنعم الأميرأميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش".
[أحمد والحاكم].

السلطان محمد الفاتح
جاء محمد الثاني(محمد الفاتح)وكان مع الفتح على موعد،
فعقد العزم على فتحها،وإضافتها إلى العالم الإسلامي الكبير،
ولم يكن هذا هو هدفه الوحيد،بل كانت هناك عوامل كثيرة تحركه وتدفعه
إلى تحقيق هذا النصروذلك الفتح العظيم،
أيقال:إنه فتح الفتوح؟!
أم أيقال:إنه فتح باركته ملائكة السماء؟!
وكيف لا،
والإمبراطورية البيزنطية كانت العدو الأول للإسلام بعد أن سقطت دولة الفرس
في القرن السابع الميلادي،وظلت تصطدم مع المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين،
وفي خلافة الأمويين والعباسيين وما بعدها!
وكثيرًا ما كانت تتحين فرص ضعف الدولة الإسلامية فتغيرعليها،
وتنتزع بعض أراضيها.
ولا يخفى أن بعد موقعة "ملاذكرد" في القرن الحادي عشرأصبحت القسطنطينية
نفسها محورًا تتمركز فيه كل قوى الصليبيين المتجمعة من أطراف القارة الأوربية؛ لتشن الغارة تلو الغارة على الأراضي المقدسة،ومناطق نفوذ المسلمين الأخري.
ولا ينسى أحد للقسطنطينية أنها في سنة 768هـ/1366م،تحالفت مع روما ودول أوربا الأخرى إلا أن بايزيد هزمهم في "نيقوبولس".

ولم يَنْسَ خلفاء الدولة العثمانية للقسطنطينية أنَّها في سنة 846هـ/1441م
تآمرت مرة أخرى مع ملوك البلقان ضد مراد الثاني،إلا أن الله نصرمرادًا
عليهم فقضى على تحالفهم،وشتت شملهم،وَفرَّق جموعهم.

فلْيقضِ محمد الفاتح على تلك القلعة الحصينة التي كثيرًا ما ضربتهم من الخلف،
إن هو أراد أن يستمر في فتوحاته الأوربية.
وراح محمد الفاتح يضع الخطة بإحكام،عقد هدنة مع ملوك الصليبيين في البلقان
لمدة ثلاث سنوات.واستغل هذه الفترة الآمنة الهادئة في تحصين حدوده الشمالية وتأمينها.
ثم ماذا؟
ثم جهزجيشًا قوامه 60 ألف جندي نظامي،واتجه بهم نحوالقسطنطينية وحاصرها،
ومع أن حامية القسطنطينية لم تكن تزيد على 8000 جندي إلا أنها كانت محصنة
جدّا،فالبحر يحيط بها من ثلاث جهات،أما الجهة الرابعة فقد أحيطت بأسوارمنيعة،
وهذا هو السبب الرئيسي في صمودها طوال هذه القرون واستعصائها على
بني أمية وبني العباس.
وقد كان تأخرسقوط القسطنطينية في أيدي المسلمين هو السبب في تأخرانهيار
الدولة البيزنطية،فسقوط العاصمة يتسبب عنه سقوط الدولة بأكملها،
ولعل ذلك يرجع إلى أن قدرًا من الحضارة المادية كان عند البيزنطيين؛
بحيث يستطيعون تحصين عاصمتهم والدفاع عنها،وقد تأخرسقوط الدولة البيزنطية
لمدة ثمانية قرون كاملة،على عكس الدولة الفارسية التي سقطت وزالت مبكرًا
نتيجة سقوط "المدائن"عاصمتها في وقت قصير.
إلا أن الأحوال قد تغيرت كثيرًا في سنة 858هـ/1453م عندما حاصرها
محمد الفاتح.
وكان العالم قد توصل في ذلك الوقت إلى اكتشاف البارود
-الذي يرجع الفضل في اكتشافه إلى العلماء المسلمين-
مما جعل الأسوار كوسيلة للدفاع قليلة الفائدة.
وإلى جانب هذا وذاك،فإن الأسطول الإسلامي أصبح أقوى بكثيرمن أسطول
البيزنطيين،فحاصرالمدينة من جهة البحر،وأغلق مضيق البسفورفي وجه
أية مساعدة بحرية.
واستمر الحصارستة أسابيع،هجمت بعدها الجيوش الإسلامية،
وتمكنت من فتح ثغرة في أحد الأسوار،ولكن الحامية الصليبية- برغم قلتها-
دافعت دفاعًا مريرًا،ومع ذلك فقد دخل محمد الفاتح القسطنطينية،
وغيراسم القسطنطينية إلى "إسلام بول"(أي عاصمة الإسلام)،
ولكنها حرفت إلى إستامبول،كما جعل أكبر كنائس المدينة(أيا صوفيا)
مسجدًًا بعد أن صلى فيه الجيش الفاتح بعد النصر،
أما المسيحيون فلم يعاملهم بما كانوا يعاملون به المسلمين،
لقد ترك لهم حرية العبادة،وترك لهم بطريقَهُم يشرف على أمورهم الدينية.

تسامح المنتصر
وقد وصف فولتيرالفيلسوف الفرنسي الشهيرموقف المنتصرالمسلم من المهزوم
المسيحي بقوله:
إن الأتراك لم يسيئوا معاملة المسيحيين كما نعتقد نحن،
والذي يجب ملاحظته أن أمة من الأمم المسيحية لا تسمح أن يكون للمسلمين
مسجد في بلادها بخلاف الأتراك، فإنهم سمحوا لليونان المقهورين بأن تكون لهم كنائسهم،
ومما يدل على أن السلطان محمد الفاتح كان عاقلا حكيمًا تركه للنصارى
المقهورين الحرية في انتخاب البطريق،ولما انتخبوه ثبته السلطان وسلمه
عصا البطارقة، وألبسه الخاتم حتى صرح البطريق عند ذلك بقوله:
إني أخجل مما لقيته من التبجيل والحفاوة،
الأمرالذي لم يعمله ملوك النصارى مع أسلافي.

هذه هي حضارة الإسلام ومبادئه في ميدان الحرب والتسامح
مع أهل العقائد الأخري،
على خلاف النصارى في حروبهم مع المسلمين سواء في الحروب الصليبية
أو في الأندلس أو في العصرالحديث في كل مكان،فإنهم يقتلون الأبرياء،
ويحرقون الأخضرواليابس،ويخربون بيوت الله،ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.

ولم يكتف "محمد الثاني" بهذا النصر،بل سار إلى أعدائه في الغرب،
وأخضع معظم دول البلقان،إلى أن وصل إلى بحرالأدرياتيك،وفي آسيا امتدت سلطة العثمانيين حتى نهرالفرات فهزموا السلاجقة،واستولوا على جميع أراضيهم.

آخر خليفة عباسي
وجاء "السلطان سليم" بعد محمد الفاتح،فدخلت الجيوش الإسلامية الجزيرة العربية بأسرها،وعَرَّجوا على مصرفقضوا على حكم المماليك فيها،وضموها لممتلكاتهم.
وفي مصر،وجد السلطانُ سليم آخرَسلالة الخلفاء العباسيين واسمه
"المتوكل على الله الثالث"،وطلب منه أن يتنازل له عن الخلافة فقبل،

وقد يتساءل:كيف يكون هناك خليفة عباسي مع أن التتارقضوا على الخلافة
العباسية في بغداد سنة 656هـ.

الواقع أنه بعد مقتل الخليفة المستعصم في بغداد تمكن بعض أفراد أسرته
من الهروب إلى مصر،فآواهم سلاطين المماليك،ولقبوا أحدهم خليفة،
وكانت خلافة رمزية،الغرض منها إكساب دولة الخلافة سمعة كبيرة بوجود
الخليفة فيها.
واستمرت سلالة هؤلاء الخلفاء حتى سنة 924هـ/1518م،
عندما دخل السلطان سليم مصروهزم المماليك،ولما أراد العودة إلى العاصمة
إسلام بول أخذ معه الخليفة المتوكل على الله الثالث الذي تخلى للسلطان سليم
عن الخلافة،وسلمه الراية والسيف والبردة سنة 925هـ/1518م.

يتبع سقوط الخلافة العثمانية ،،،




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyسقوط الخلافة العثمانية

more_horiz
سقوط الخلافة العثمانية

وهكذا انتقلت الخلافة إلى الدولة العثمانية،واستمرت فيها حتى
سنة 1342هـ/1923م،
حتى ألغاها مصطفى كمال أتاتورك (داعى العلمانية فى تركيا)
ونقل العاصمة إلى أنقرة عاصمة تركيا الحديثة،
وألغى اللغة العربية في 1342هـ/3 مارس 1924م.

وكان اليهود قد حاولوا في عهد السلطان عبد الحميد الثاني التأثيرعليه
بشتى الوسائل،وإغرائه بالمال،ليسمح بتأسيس وطن قومي لليهود،فأبي،

وقال:تقطع يدي ولا أوقع قرارًا بهذا،لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية
ما يزيد على ثلاثين سنة،فلن أسود صحائف المسلمين من آبائي وأجدادي السلاطين والخلفاء العثمانيين.

وتجمعت كل القوى المعادية للإسلام لتقضي على الخلافة،
فكان لهم ما أرادوا،وتفرق شمل المسلمين،واستبيحت ديارهم،
فإنما يأكل الذئب من الغنم الشاردة،
وها نحن أولاء نشهد حربًا تدورفي الخفاء والعلن ضد الإسلام
والمسلمين في كل مكان،ولا خلافة لهم تجمع كلمتهم وتدافع عنهم.

منجزات الخلافة العثمانية

1-فتح القسطنطينية،وتحقيق حلم وأمل المسلمين.

2-وقوف السلطان عبد الحميد في وجه اليهود بقوة،
ومنعهم من إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

فيروى أنه بعد عقد "مؤتمر بال" بسويسرا 1336هـ/1897م
والذي قرراتخاذ فلسطين وطنًا قوميّا لليهود،ذهب(قره صو)
إلى الخليفة عبد الحميد،وذكرله أن الحركة الصهيونية مستعدة أن تقدم
قرضًا للدولة،قدره خمسون مليونًا من الجنيهات،وأن تقدم هدية لخزانة السلطان
الخاصة قدرها خمسة ملايين من الجنيهات،نظير السماح لليهود بإقامة وطن
قومي لليهود في فلسطين،
فصرخ الخليفة في حاشيته قائلا:من أدخل على هذا الخنزير.
وطرده من بلاده،وأصدرأمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.

3-من أبرزخدماتها للمسلمين أنها أخرت وقوع العالم الإسلامي تحت
الاحتلال الأوربي،
فما إن زالت الخلافة الإسلامية حتى أتى الغرب على دول المسلمين
يبتلعها دولة بعد الأخرى،وقد وقف السلطان سليم الأول ومن بعده ابنه بقوة
إلى جانب دولة الجزائر ودول شمال إفريقية وساعدهم في مقاومة الاحتلال
الأوربي في بداية الأمرعندما استغاث خيرالدين بالسلطان سليم فأمده بالعدة والعتاد.

4- دفاعهم عن الأماكن المقدسة،
فعندما حاولت قوات الأسطول البرتغالي(مرتين)أن تحتل جدة وتنفذ منها إلى
الأماكن المقدسة في الجزيرة،وقفت في وجهها الأساطيل العثمانية،
فارتدت على أعقابها خاسرة،بل إن القوات البحرية أغلقت مضيق عدن
في وجه الأساطيل البرتغالية،فكان عليها أن تأتي بالشحنات التجارية وتفرغها
في مضيق عدن،ويقوم الأسطول الإسلامي العثماني بتوصيلها إلى عدن
والموانئ الإسلامية.

5-ويكفي أن الخلافة العثمانية كانت رمزًا لوحدة المسلمين،
وقوة تدافع عن المسلمين وقضاياهم وأراضيهم،
بالإضافة إلى الفتوحات الإسلامية، وحرصهم على الإسلام وحبهم له،
كيف لا،
وقد قامت دولتهم على حب الإسلام بغرض الدفاع عنه.
هذا وقد ظلم التاريخ هذه الخلافة الإسلامية خلافة العثمانيين؛
لأن تاريخها كتب بأيدي أعدائها سواء من الأوربيين أو
من العرب الذين تربوا على مناهج الغرب،
وظنوا أنها احتلال للبلاد العربية،
ولذلك فتاريخ هذه الخلافة يحتاج إلى إعادة كتابة من جديد.

ولكن من سيكتب ومن سيقرأ !!!
فكل العرب له شأن يغنيه
ولله الأمر من قبل ومن بعد

يُتبع إن شاء الله ،،،




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


descriptionموسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 Emptyالخاتمة " ملحق الحروب الصليبية "

more_horiz
ملحق الحروب الصليبية

القدس الإسلامية
في عهد الخليفة عمربن الخطاب- رضي الله عنه-،تم فتح الشام
وفلسطين،وجاء الخليفة بنفسه لتسلم القدس سنة16هـ/637م.
والقدس مدينة هامة من الوجهة الدينية لدى الأديان الثلاثة.
لقد فتحت هذه المدينة،وأصبح المسلمون سادتها،
ولأنهم قد تعلموا من دينهم التسامح فقد فتحوا أبواب المدينة للحجاج
المسيحيين يأتون ويعودون في سلام وأمان.
وبقيت هذه السّنة الجميلة تقليدًا تبعه الخلفاء من بعده،فقد امتازعهد الرشيد
بمستوى رفيع من التسامح الديني،فقد أهدى "شارلمان"وهو إمبراطورالمسيحيين
في ذلك الوقت مفاتيح "كنيسة القيامة"،كما سمح له ببناء مستشفى فيها،
ومكتبة جمعت كثيرًا من الدراسات المسيحية،وقد كان هذا التسامح سمة كل
العصورالإسلامية قاطبة.

بداية الحروب الصليبية
كان البويهيون يقفون موقفًا سلبيّا من أعداء الإسلام بعد استيلائهم على الخلافة
العباسية ببغداد؛ مما شجع ملك الروم سنة462هـ/1070م على غزو الشام،
فقد خرج ملك الروم في ثلاث مائة ألف مقاتل،ونزل على"مَنْبح"وأحرق القرى
بينها وبين أرض الروم،وقتل رجالهم،وسَبَى نساءهم وأولادهم.
وفزع المسلمون في حلب فزعًا عظيمًا،ولم يكد العام ينتهي حتى عاود ملك الروم هجماته بجيش كثيرالعدد والعدة يريد القضاء على الإسلام والمسلمين،
حتى وصل إلى"ملاذكرد"من أرمينيا،ولكن"ألب أرسلان السلجوقي"سارإليه
في خمسة عشرألفًا،وكله إيمان بالله،ويقين بأن الله ناصردينه،قائلا:
"إنني أقاتل محتسبًا صابرًا،فإن سلمت فبنعمة من الله تعالي،وإن كانت
الشهادة(الموت في سبيل الله) فإن ابني"ملكشاه"ولي عهدي!
وأشارالفقيه"أبو نصر البخاري"أن يكون يوم الجمعة بعد الصلاة هو موعد اللقاء
مع الأعداء،بعد أن يدعو جميع الخطباء للمجاهدين في سبيل الله على المنابر،
وصلى بهم الفقيه البخاري،وبكى السلطان،فبكى الناس لبكائه،ودعا ودعوا معه،
ثم قال لهم:من أراد الانصراف فلينصرف،فما ههنا سلطان يأمر وينهي.
ثم أخرج السلطان كفنه ليراه جنوده -ليحفزهم على الاستشهاد- ففعلوا مثله.

وبدأ الزحف إلى الروم،فلما اقترب السلطان منهم نزل عن فرسه،وسجد لله-
عزوجل-ومَرَّغَ وجهَه في التراب،ودعا الله،وطلب منه النصرعلى أعدائه،
وأخذ في التضرع والبكاء،ثم ركب فرسه،وهجم على العدو فحملت العساكرمعه،
وكان نصرالله على الرغم من قلة عدد المسلمين وكثرة أعدائهم،لكن النصرمن
عند الله ينصرمن يشاء،وهو القوي العزيز.
كان أرسلان،رحمه الله،عادلاً رحيمًا مقرّا بأنعم الله عليه،
يتصدق على الفقراء،ولا سيما في رمضان.
وشاء الله أن يقتل المسلمون من الروم عددًا كبيرًا حتى امتلأت الساحة بجثث القتلى منهم،وأُسرملك الروم،وافتدى نفسه بألف ألف وخمسمائة ألف دينار،كما افتدى قواده، وكان موقف أرسلان قويّا،يستمد قوته من عزة المسلم الذى يستمد عزته من عزة الله سبحانه،فقد فرض أرسلان على ملك الروم أن يرد كل أسيرمسلم في أيدي الروم، وشرط عليه أن يرسل إليه عساكرالروم عند طلبها في أي وقت.
وكانت موقعة "ملاذكرد"هذه بين السلاجقة والروم سنة 463هـ/1071م،
من المعارك الحاسمة التي أدت إلى هزيمة ساحقة مروعة للروم،وذلك رغم
التفاوت الكبير بين القوتين،إذ لم تزد قوات أرسلان على عشر من قوات الصليبيين.

اجتماع كليرمونت
وقد أدى ذلك إلى أن يستنجد أحد أباطرتهم(ملكوهم)بأوربا ويستغيث بها،
فراح البابا يدعو إلى اجتماع عام في"كلير مونت"بفرنسا ويدعو المجتمعين إلى
غزو الشرق الإسلامي،وتخليص الأراضي المقدسة من الترك،وتخليص أراضي الإمبراطورية البيزنطية من الأعداء الغاصبين،وراح يحث الأمراء على
توسيع أملاكهم وغزو الشرق الغني،
فماذا كانت النتيجة؟
وكيف كانت هزيمة "ملاذ كرد" سببًا في قيام الحروب الصليبية؟
وفي أثناء هذه الحروب ظهرخطرالمغول،
فكيف واجهت البلاد إعصارالمغول،والحروب الصليبية؟

استيلاء الصليبيين على القدس
وفي عام 491هـ/1097م؛تجمعت قوات الصليبيين في القسطنطينية،
وبعد أن تم إعدادها عبرت البسفورإلى الشام،ودارت بينهم وبين السلاجقة معركة
عام 1097م،عند "ضورليوم"،ولكن هزم فيها السلاجقة،ثم استولى الصليبيون
على أنطاكية في شمالي الشام،وأسسوا بها أول إمارة لهم،ثم استولوا على الرها
في إقليم الجزيرة الشمالي،وأسسوا إمارتهم الثانية واتجهوا إلى مدينة القدس وبها
بيت المقدس.
وأمام أربعين ألف مقاتل،لم يستطع جيش الفاطميين فك حصارهم للمدينة الذي استمر شهرًا كاملا،ودخلوها في النهاية في 15 يوليو سنة 1099م،وأقاموا فيها مذبحة
قضوا على سكانها جميعًا رجالا ونساءً وأطفالا وكهولا،واستباحوا مدينة القدس
أسبوعًا يقتلون ويدمرون حتى قتلوا في ساحة الأقصى فقط سبعين ألفًا من المسلمين.

ويذكر أن ريموند القائد الصليبي احتل"مَعَرَّة النعمان"،وقتل بها مائة ألف،ٍ
وأشعل النار فيها،ثم أقاموا دولتهم الكبرى المعروفة باسم مملكة القدس.
وفي هذه الحملة،ظلت بعض مدن الشام الهامة مثل حلب ودمشق في أيدي المسلمين.
لقد تم الاستيلاء على القدس،وشعرالصليبيون أنهم حققوا واجبهم الديني
باستعادة المدينة المقدسة.
وقد قسم الصليبيون هذا الإقليم إلى أربع إمارات:
إمارة الرُّها 492هـ/ 1098م،وتشمل أعالي نهري دجلة والفرات،
وتقرب حدودها الجنوبية الغربية من حلب،وكانت عاصمتها الرها التي توجد في
بعض الخرائط باسم إدريسّا .
أما الثانية فهي إمارة أنطاكية،وتقع في الإقليم الشمالي جنوب غرب إمارة الرها.
ثم تليها جنوبًا إمارة طرابلس وهي تقع في شريط ضيق على الساحل وهي أصغر
هذه الإمارات .
أما الرابعة فهي مملكة القدس،وتمتد حدودها الشرقية من قرب بيروت الحالية،
ثم تتبع نهرالأردن حيث تتسع قليلا،وتتجه جنوبًا إلى خليج العقبة،
وكانت عاصمتها القدس نفسها.

وكان لكل إمارة من هذه الإمارات أميرأوحاكم يحكمها،
لقد استولوا على القدس،وها هو ذا نصرهم قد تم،وها هي ذي أوربا كلها في
فرح متزايد،ولكن الخلافات بينهم قد عادت كأشد ما تكون بعد أن تم لهم النصر.

انتصار نورالدين على الصليبيين
وبرغم الآلام التي عانى منها المسلمون تحت مطارق الصليب،وبحار الدماء
والحقد،عاد الإسلام-ولم يكن قد مات يومًا-يشعل صدورالمسلمين،فهبوا جنودًا لله
كما كانوا،وقيض الله لهذه الأمة رجلا تركيّا هو"عماد الدين زنكي"الذي عرف أن
طريق النصريبدأ دائمًا بالعودة إلى الله.
كيف كان ذلك؟
عندما انقسمت دولة السلاجقة بعد "ملكشاه"استطاع أحد مماليكه الأتراك
وهوعماد الدين زنكي أن يستقل بإقليم الموصل.
وما لبثت قوة هذا الرجل أن تضاعفت فقام بهجوم على"الرها"،وتمكن من الاستيلاء على عاصمتها رغم مناعة أسوارها سنة539هـ/1144م.وكان لسقوط "الرها"
في أوربا هِزة عنيفة أدت إلى الدعوة إلى حملة صليبية أخري.
ويحمل نورالدين محمود بن عماد الدين زنكي عبء الجهاد والدفاع عن أرض
الإسلام بعد استشهاد أبيه عماد الدين عام 1146م،على يد أحد أتباع المذهب الإسماعيلي(المعروفون باسم الحشاشين الباطنية)،ويعيد نورالدين فتح الرها التي
سارع الصليبيون إلى احتلالها بعد استشهاد أبيه،ويعود مظفرًا إلى حلب،
ومن هناك يستعد للقاء الصليبيين،ويهزمهم بالقرب من دمشق،بل ويهاجم بعد ذلك
إمارة إنطاكية ويستولي على أجزاء منها،ويقبض على أميرها بوهيموند وجماعة
من أكابرأمراء الصليبيين،واستطاع أن يخضع باقي مدن الرها التي لم تكن قد
خضعت من قبل.
ثم توج جهوده لما دعاه أهل دمشق لحكمهم بعدما رأوا عدله وشجاعته،
فتكونت جبهة إسلامية واحدة تمتد من حلب إلى دمشق ويدعمها ملك أخيه
في الموصل.
رحمك الله يا نورالدين،لقد أضأت للمسلمين طريقهم؛
فعرفوا كيف يكون الجهاد والتضحية.

موقف مصر من الصليبيين
كانت مصرفي ذلك الوقت تحت سلطان الفاطميين الذين كانوا وقتذاك في أقصى
حالات الضعف،فقد كانت السلطة الفعلية في أيدي الوزراء الذين كانوا يعملون على اختيارالخليفة من ضعفاء الفاطميين حتى يضمنوا سيطرتهم الدائمة على مصر!
وكانت مصرشديدة الأهمية للصليبيين ولدولة نورالدين.
إن وقوعها في أيدي الصليبيين يقويهم،ويمدهم بموارد لاحصرلها.
ووقوعها في يد نورالدين يضع الصليبيين في موقف حرج حيث تهاجمهم
قوات المسلمين من ثلاث جهات:الشرق،والجنوب،والجنوب الغربي،
كما أن موارد نورالدين وجيوشه سوف تعظم وتتضخم إن هو استولى على
مصر، فكيف السبيل إليها؟
لقد هيأ الله لنورالدين أجمل الفرص.فقد عرف أن قيادة مصرفي ذلك الوقت
كانت في أيدي الوزراء،وكان أكبرالمتنافسين الوزيران:"شاور"و"ضرغام"،
وقد اضطر"شاور"إلى الهروب إلى نورالدين والاستنجاد به حين هزمه"ضرغام" وأوشك أن يفتك به.وبلغ"نورالدين"أن جيشًا من الصليبيين كان يتجه نحو مصر
ليسبقه إليها.فتحرك نورالدين على عجل،وجهز جيشًا بقيادة"أسد الدين شيركوه"
يصحبه ابن أخيه صلاح الدين،ودخل جيش نورالدين مصرعام 560هـ/1164م، وسرعان ما انتصرعلى قوات"ضرغام"وأعاد"شاور"إلى السلطة،
ترى هل يقدِّر"شاور"ما قام به تجاهه نورالدين وقائد جيشه أسد الدين شيركوه ؟
لا،بل أراد أن يتخلص من أسد الدين وجيشه عندما أحس أنهما يقاسمانه النفوذ.

الوزير الفاطمي يستنجد بالصليبيين
هنا تكون كارثة بكل ما في الكلمة من معني!
لقد استعان شاوربجيش الصليبيين الذي كان يرابط على الحدود،وسرعان ما
استجاب جيش الصليبيين لشاورفدخل مصر،واشتبك مع جيوش نورالدين!
واشتد القتال،ولكن لما لم ترجح كفة أحد الفريقين اتفقا على أن يرحلا معًا عن
مصر،وسرعان ما جلا جيش نورالدين وجيش الصليبيين.
ولكن جيش نورالدين عاد إلى مصرثانية في عام 563هـ/1167م .
وعند ذلك أرسل "شاور" يستنجد بملك القدس المسيحي الذي أرسل جيوشه
لمحاربة أسد الدين شيركوه،ولكن شيركوه هزم الصليبيين،واستولى على الإسكندرية التي نصَّب عليها ابن أخيه صلاح الدين الذي أظهرمواهبه الحربية في الدفاع عن الإسكندرية.وعلى الرغم من انتصارات شيركوه المؤقتة فإنه شعر ألا سبيل أمامه للاحتفاظ بمصر،فاتفق مع الصليبيين للمرة الثانية على جلاء الفريقين عنها.
ولكن الصليبيين نقضوا العهد حين أعدوا حملة دخلت مصربغرض الاستيلاء
عليها،وقد استولوا على"بلبيس"وأعملوا في سكانها القتل والنهب.

انتصار شيركوه وصلاح الدين على الصليبيين
وهنا أرسل الخليفة الفاطمي مستنجدًا بنورالدين الذي أرسل جيشه للمرة الثالثة
سنة 564هـ/1169م،يقوده شيركوه،وصلاح الدين،وسرعان ما تم النصر
على حملة الصليبيين في مصر،وانسحبت تاركة النفوذ والسيطرة لجيش شيركوه .
وقد حاول شاورالعودة إلى سياسته القديمة،والتخلص من شيركوه؛
ولكنه فشل وقُبض عليه وأُعدم.
وعُيّن "شيركوه"وزيرًا للخليفة الفاطمي بدلا من شاور.وعندما مات شيركوه
خلفه في الوزارة وقيادة الجيوش ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة 564هـ/1169م،وقد تركزت في يد صلاح الدين جميع السلطات،وتمرالأيام
وصلاح الدين يتألق نجمه،وتظهر مع الأيام عبقريته،ويموت الخليفة الفاطمي
العاضد سنة567هـ/1171م بعد أن ألغي صلاح الدين الخلافة الفاطمية،
وتصبح السلطة الفعلية والنفوذ الحقيقي في يده،يقبض عليهما بيد من حديد.
وراح الصليبيون يفكرون،لقد خلصت مصرلقوات المسلمين،وأصبحت في يد هذا
الرجل الحديدي الذي سيوحد قوي المسلمين ويحطم قوي الصليبيين،
وإن غدًا لناظره قريب.
ظل صلاح الدين حاكمًا على مصرزمنًا طويلا يدعو للخليفة العباسي ولنورالدين
من بعده.وتأسست الدولة الأيوبية بمصربعد وفاة نورالدين محمود 569هـ/1174م على يد صلاح الدين الأيوبي.
لقد كان الفاطميون من الشيعة،أما الأيوبيون فهم من أهل السنة،ومن أجل هذا راح صلاح الدين يلغي مظاهرالخلافة الفاطمية ورسومها،ويُعطل معاهد الدعوة الشيعية وطقوسها.وعادت السنة إلى مصر..
السُّنِّية التي رفضت كل مُعْتَقَد دخيل على ما جاءها به نبيها،وتمرالأيام فيرث
صلاح الدين دولة نورالدين،ويخضع له أميرالموصل سنة 583هـ/1168م.
لقد كانت دولة نورالدين تضم ما بين المسلمين من الشام والحجازواليمن،
كما ضمت أجزاء من شمال إفريقية.فأصبحت دولة صلاح الدين تضم شمالي
العراق،وشرقي الشام،ثم الحجازواليمن ومصروبعض شمالي إفريقية.
لقد كان هذا أكبراتحاد للقوي الإسلامية في ذلك الوقت الذي كانت فيه الدولة
العباسية مفككة ضعيفة لا سلطان لها.وإن بينها وبين الدويلات الصليبية غدًا قريبًا
تسترد فيه الأرض وتحمي العرض.
وفي بعض الفترات كان صلاح الدين يعقد معاهدات مع الصليبيين ليتفرغ لتوحيد
الجهة الإسلامية،ولكنهم نقضوا العهد،ذلك أن رجنلد(أنارط)أميرالكرك الصليبي
نقض هذه المعاهدة،وقام الصليبيون ببعض الاستفزازات للمسلمين منها أن
رجنلد هذا أعد أسطولا يعبث بشواطئ الحجازويهاجم الحجاج المسلمين،
ودأب على مهاجمة القوافل الإسلامية.
لا مفرإذن من وقوع الحرب بين الفريقين،وتقدمت قوات صلاح الدين
من دمشق، ووجهتها القدس.

موقعة حطين
كان نصرالله المبين حيث التقت جيوش المسلمين بجيوش الصليبيين
في "حطين"وكان ذلك في عام 583هـ/1187م.
لقد جمع الصليبيون عشرين ألف مقاتل جمعوهم من كل دويلات الصليبيين .
واشتبك الجيشان،وانجلت المعركة عن نصرساحق لصلاح الدين مع تدميرتام
لجيش أعدائه.لم يكن أمام جيش صلاح الدين بعد معركة حطين إلا أن يتقدم نحو
القدس،وقبل أن يتقدم نحوها استسلم له حصن"طبرية"،وفتح"عكا"واستولى على "الناصرية" و"قيسارية" و"حيفا" و"صيدا" و"بيروت"،وبعدها اتجه صلاح الدين
إلى القدس.

استرداد القدس
ولكن الصليبيين تحصنوا بداخلها،فاتخذ صلاح الدين جبل الزيتون مركزًا لجيوشه، ورمى أسوارالمدينة بالحجارة عن طريق المنجانيق التي أمامها،ففرالمدافعون،
وتقدم المسلمون ينقبون الأسوار،فاستسلم الفرنجة،وطلبوا الصلح،
فقبل صلاح الدين،واتفق الطرفان على أن يخرج الفرنجة سالمين من المدينة
على أن يدفع الرجل عشرة دنانير،والمرأة خمسة،والصبي دينارين،
ووفى المسلمون لهم بهذا الوعد،وكان ضمن من خرجوا البطريرك الأكبر
يحمل أموال البِيَع(الكنائس)وذخائرالمساجد التي كان الصليبيون قد غنموها
في فتوحاتهم.

رحمة صلاح الدين
وفي هذه الأثناء،قال بعض المسلمين لصلاح الدين:
إن هذا البطريرك يقوى بهذا المال على حرب المسلمين!
فأجاب صلاح الدين:
الإسلام لا يعرف الغدر،وقد أمّنا وعلينا الوفاء.
وخرج الرجل بهذه الأموال.
ويروى أن مجموعة من النبيلات والأميرات قلن لصلاح الدين وهن يغادرن
بيت المقدس:"أيها السلطان! لقد مننت علينا بالحياة،
ولكن كيف نعيش وأزواجنا وأولادنا في أسرك؟!
وإذا كنا ندع هذه البلاد إلى الأبد فمن سيكون معنا من الرجال
للحماية والسعي والمعاش؟!
أيها السلطان! هَبْ لنا أزواجنا وأولادنا،
فإنك إن لم تفعل أسلمتنا للعار والجوع".
فتأثر صلاح الدين بذلك،فوهب لهن رجالهن،

رحمك الله يا صلاح الدين،فقد كنت مثالا للرحمة والعفو وحسن الخلق،
وكنت مثالا حسنًا لمبادئ الحضارة الإسلامية وعظمة الإسلام.

فليتقدم البطل الفاتح ليطهرالبلاد والعباد من شراذم الصليبيين الذين دنسوا الأرض، واعتدوا على العرض.
وتقدم جيش البطل صلاح الدين بل جيش الإسلام والمسلمين؛
ليستولي على معظم مستعمرات الصليبيين ومناطقهم الهامة.
وقد ساعد على نجاح هذه الحملات أن معظم حاميات الصليبيين لقيت حتفها
في حطين.
ويجيء عام 586هـ/1189م، ولم يَبْقَ في أيدي الصليبيين من كل أرض سوريا وفلسطين سوى صور وأنطاكية وطرابلس وبعض مدن وقلاع صغيرة مبعثرة هنا وهناك.
والحق أن هذه الأماكن الساحلية التي استهان المسلمون بها وتركوها في أيدي
الصليبيين كانت سببًا في كثير من المتاعب للدولة الإسلامية بعد ذلك،
فقد تجمع فيها الصليبيون الفارون من الأماكن الأخرى،وقاموا بمهاجمة البلاد
الإسلامية المجاورة،واستولوا على بعضها وساعدوا الحملات الصليبية الثالثة
التي جاءت من الغرب وكبدت المسلمين خسائر فادحة.

ملوك أوربا يقودون الحرب الصليبية
فقد كان لهذه الانتصارات وعلى رأسها سقوط القدس صدى مؤلم في أوربا
أدى إلى إثارة الحماس مرة أخري،وتصاعدت صيحات إنقاذ الأراضي المقدسة
تتردد في أرجاء أوربا.واتجهت الكنيسة إلى جمع الضرائب للحروب الصليبية، وشجعت الناس على الخروج لقتال المسلمين،
وأعلن البابا أن من لم يستطع أن يخرج بنفسه وتبرع بالمال غُفرت له ذنوبه،
ثم تطورهذا الأمر إلى إصدار صكوك الغفران لكل من يتبرع لهذه الحرب،
أو يخرج فيها.
وتم تعبئة عدد من الحملات يقودها ملك إنجلترا"ريتشارد"الملقب بقلب الأسد،
و"فيليب أوغسطس" ملك فرنسا،و"فريدريك بربوسا" ملك الألمان.
لقد كانت الحملة التى قادها فردريك فاشلة،وذلك لأن قائدها نفسه قد غرق في
نهربأرمينية،فعاد معظم جيشه من حيث أتي،ولم يصل منه إلى الأراضي المقدسة
سوى عدد قليل.وهكذا وقع عبء الحرب على ريتشارد وفيليب.
وقبل وصول هذين الأخيرين،أخذ الصليبيون يجمعون قواتهم،ويحاولون القيام
بعمل مضاد لحركات صلاح الدين..فوجهوا قواتهم لتحاصرعكا من البر،
وأساطيلهم لتحاصرها من البحر،وكان في استطاعة صلاح الدين أن يقضي على
الجيش الصليبي لولا وصول ريتشارد وجيوشه في ذلك الوقت.
وقد طال الحصارالبحري البري مدة عامين كاملين من سنة
(586-588هـ/1189-1191م)ضرب فيها الفريقان أسمى أمثلة
الشجاعة، وأخيرًا سقطت عكا في أيدي الصليبيين.

الصليبيون يقتلون الأسري
وتوصل الجانبان إلى اتفاق يطلق بمقتضاه الصليبيون سراح حامية عكا،
شريطة أن يدفع صلاح الدين 200 ألف قطعة ذهبية.
وقد حدث أن تأخر دفع المبلغ المتفق عليه،فأمرريتشارد بإعدام كل أسراه،
وعددهم 2700 أسير،وهذه نقطة سوداء في تاريخه،يقابلها من جانب صلاح
الدين نبل عظيم في معاملة أسراه؛حيث كان يتعامل معهم بالرحمة والتسامح.

صلح الرملة
استمرت المناوشات البسيطة بين الفريقين،ولكن ريتشارد مَلَّ الحرب،
وخاف على ملكه في أوربا،فجرت بينه وبين صلاح الدين مشاورات ومراسلات،
ومن أهم ما جاء في هذه المراسلات ماكتبه ريتشارد إلى صلاح الدين يقول:
إن المسلمين والفرنج قد هلكوا وخربت ديارهم،وتلفت الأموال والأرواح،
وليس هناك حديث سوى القدس والصليب،والقدس مُتَعَبَّدُنا ما ننزل عنه،
والصليب خشبة عندكم لا مقدارله، وهوعندنا عظيم؛فيَمُنّ به السلطان
علينا ونستريح من هذا العناء.

فأجاب صلاح الدين:
القدس لنا كما هو لكم،وهوعندنا أعظم مما هو عندكم،فإنه مسرى نبينا
ومجتمع الملائكة،فلا تتصور أن ننزل عنه،وأما البلاد فهي لنا واستيلاؤكم
كان طارئًا عليها لضعف المسلمين،وأما الصليب فهلاكه عندنا قُربة عظيمة فلا
يجوز أن نفرط فيه إلا لمصلحة أوفي منه.

وقد أدت هذه المفاوضات إلى عقد اتفاق بين الجانبين وهو صلح الرملة
سنة 589هـ/1192م،
وشروطه:
ترك أراضي الساحل للصليبيين،ومنها صوروعكا ويافا وعسقلان،
في حين أصبح داخل البلاد لصلاح الدين على أن يسمح للمسيحيين بالحج
إلى بيت المقدس،وأن يتعهد بحمايتهم.

موقف أبناء صلاح الدين من الصليبيين
ولما مات صلاح الدين سنة 589هـ/1192م،حكمت أسرته من بعده،
فحكم أخوه العادل مصرومعظم أجزاء الشام،وخلفه ابنه الكامل الذي سقطت
دمياط في عهده في يد الصليبيين لما هاجموا مصرسنة 615هـ،
ثم انسحبوا منها مدحورين..بعد هزيمة فادحة أدت بهم إلى الجلاء عن مصر
سنة 618هـ، بعد الصلح مع الملك الكامل،فقد قطع المصريون جسرالنيل
فغرقت الأرض بالمياه وأوشك الصليبيون علي الهلاك،فطلبوا الصلح.

أسر ملك فرنسا
كما تعرضت مصرأيضا لحملة صليبية جديدة قادها ملك فرنسا لويس التاسع
الذي استولى على دمياط سنة 647هـ،ولكنه وقع أسيرًا فحمل مكبلا بالسلاسل
إلى المنصورة حيث سجن في دار قاضيها ابن لقمان،وكان ذلك بفضل حكمة
وقيادة ركن الدين بيبرس للقوات المصرية،وافتدى نفسه بتسليم دمياط للمسلمين
ودفع فدية مالية،وعادت دمياط إلى الأيوبيين سنة 648هـ .
وأمام التهديد الدائم من قبل الصليبيين للإسكندرية وغيرها من مدن الشام،
لم يقف المماليك البرجية مكتوفي الأيدي؛بل راحوا يفكرون في قطع دابر
الصليبيين"بقبرص"وكان لهم ما أرادوا،حتى تمكنوا في عهد الأشرف بَرْسِباي
سنة 829هـ/ 1426م،من هذا الأمل،وأسروا ملك الصليبيين الذي ظل أسيرًا
بمصرحتى سنة 830هـ/1427م،ولم يفك أسره إلا بعد دفع جزية كبيرة
على أن يعترف بسيادة المماليك علي قبرص!
وتظل لمصرالسيادة على قبرص في عهد المماليك البرجية حتى سنة
923هـ/ 1517م،
وهي السنة التي آل فيها حكم البلاد إلى العثمانيين،
وسقطت دولة المماليك البرجية.

نتائج الحروب الصليبية
وبهذا فشلت الحروب الصليبية،
ولكن برغم الفشل السياسي والحربي للحملات الصليبية فإن هذه
الحروب كان لها نتائج بالغة الأثر؛
منها اتساع تجارة أوربا وبخاصة "جنوا" و"البندقية" و"بيزا"
مع موانئ الشام.
ولم يقتصرهذا الاتساع على الفترة التي سيطر فيها الصليبيون على
الأراضي المقدسة،بل استمر حتى بعد أن أجلوا عن الإقليم كله.
كما ساعدت على انتقال الحضارة الإسلامية إلى أوربا.

تمت بحمد الله وتوفيقه ،،،

المرجع المستخدم فى إعداد الموسوعة
كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي
تأليف: العلامة المحقق الدكتور أحمد شلبي-رحمه الله-
وهو بشهادة الأكثرين من العلماء الباحثين المحققين المدققين الذين
أثروا المكتبة الإسلامية بالكثيرمن المؤلفات والمصنفات الموثقة

وسنتبع ذلك على فترات بترجمات لبعض شخصيات
أثرت التاريخ الإسلامى ضمن تلك الموسوعة
لتكون مرجع شامل لمن أراد




موسوعة التاريخ الإسلامى للأسرة المسلمة - صفحة 2 A2day10

المصدر : عرب توداي A2DaY.Yoo7.Com

الكاتب
: limooo22


privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد