وفد حقوقي يزور سجن طره ورموز النظام السابق يرفضون مقابلته 730934


القاهرة: قام وفد من المجلس القومى لحقوق الإنسان وبعض مؤسسات المجتمع المدنى الثلاثاء، بزيارة تفقدية إلى سجن المزرعة العمومى بطره، والذى يوجد به رموز النظام السابق، وذلك بعد موافقة المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام، وذلك للتأكد من عدم تفضليهم عن غيرهم من السجناء ونقل الصورة الحقيقة من الداخل إلى الرأى العام .

وبدأت وقائع الزيارة فى اجتماع مصغر لأعضاء الوفد الذى ضم كلا من الدكتور عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور فؤاد عبد المنعم رياض، والدكتورة سهير لطفى، وناصر أمين، ومحسن عوض، وضياء رشوان، واللواء عبدالله صقر مدير منطقة سجون طره .

وطرح أعضاء الوفد مطالبهم حول الزيارة، والتى تبلورت أهمها فى رؤية رموز النظام السابق للتأكد من وجودهم داخل الأسوار، وهو ما رد عليه العميد خالد فوزى مدير الشئون القانونية بقطاع مصلحة السجون بأن موافقة النائب العام على زيارة اليوم مشروطة بتطبيق اللوائح والقوانين خلال الزيارة، وأن هذه اللوائح والقوانين تقضى بحق السجين فى الموافقة أو رفض أى زيارة له، وهو ما تم عرضه بالفعل على كافة رموز النظام السابق، الذين رفضوا أى مقابلات أو لقاءات أو فتح الزنازين عليهم والتزموا زنازينهم لحين انتهاء الزيارة .

وقام العميد فوزى بإلقاء الضوء على أهم مكونات منطقة سجون طرة، مشيرا إلى أنها تضم 5 سجون، هى سجن المزرعة العمومى، وعنبر الزراعة، وسجن الاستقبال، والسجن شديد الحراسة "العقرب" بالإضافة الى ليمان طره، مشددا على أن منطقة سجون طره تتميز بأنها مؤمنة تماما؛ حيث أنها ذات قوة تأمين ثلاثية يشرف عليها القوات المسلحة وقطاع العمليات الخاصة بالأمن المركزى، مما يتيح إحكام السيطرة على جميع مداخل مخارج السجن .

وقامت إدارة السجن باصطحاب المجلس القومى لحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدنى الى سجن المزرعة العومى حيث يقيم رموز النظام السابق، وكان فى استقبالهم العقيد محمد طلحة مأمور السجن الجديد، والعميد كمال الموجى رئيس مباحث السجن، وبدأت الجولة بتفقد مقر زيارة السجناء والذى يحتوى على نحو 15 منضدة بلاستيكية وخشبية وأكثر من 40 مقعدا بلاستيكيا، ثم قام الوفد بتفقد مطبخ السجن والذى يحتوى على أدوات الطبخ وقوائم الطعام الخاصة ببعض المرضى من المساجين، ثم قام الوفد بزيارة مخبز السجن الذى يحتوى على فرنين نصف آلى وكافيتيريا السجن .

وقام أعضاء الوفد بعد ذلك بالتوجه صوب مستشفى السجن والتى أثيرت حولها العديد من الأقاويل ومدى استعدادها لاستقبال الرئيس السابق حسنى مبارك من عدمه، واللافت للنظر وجود لافتة أعلى باب المستشفى مكتوبا عليها "مستشفى ليمان طره 1941" وهو ما يدل على عتاقتها، وتحتوى المستشفى على وحدة الفم والأسنان وبها مقعدين للأسنان، وعنبرين للمرضى يحتويان على 18 سريرا، ووحدة الموجات فوق الصوتية وبها سريرين، ووحدة العناية المركزة والتى حرص أعضاء الوفد على الوقوف أمامها طويلا للتأكد من استعداداها لاستضافة الرئيس السابق حسنى مبارك من عدمه .

ثم جاءت اللحظة المنتظرة لأعضاء الوفد، وهى لحظة الدخول الى عنبرى المشاهير من رموز النظام السابق؛ حيث بدأت الزيارة بعنبر "1" للمحكوم عليهم ويضم كل من اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، والمهندس أحمد المغربى وزير الإسكان الأسبق، ومحمد زهير جرانة وزير السياحة الأسبق فى زنزانة واحدة، ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، والسيد محمد عوض، وأيمن عبدالمنعم محمود، وعبدالحميد عبدالخالق، وسامح محمد إبراهيم حجازى، ومحمد أحمد رجب فى زنزانة واحدة، وخارج العنبر كشف بأسماء كل زنزانة من الزنزانتين بسجنائها .

ثم توجه الوفد بعد ذلك إلى عنبر "2" الخاص بالتحقيق والحبس الاحتياطى والذى يتكون من 5 زنازين، الزنزانة الأولى بها اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق، واللواء أحمد رمزى مدير قطاع الأمن المركزى الأسبق، واللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، واللواء عدلى فايد رئيس قطاع مصلحة الأمن العام الأسبق، والزنزانة الثانية بها عزت عبدالرؤوف، وإيهاب ناصف، وهانى أحمد كمال، ومحمود عبدالبر، ومحمود عامر، وحسن محمد عقل، وإبراهيم صالح، ومحمد طويله وإسماعيل كراره .

والزنزانة الثالثة بها رئيس مجلس الشعب السابق أحمد فتحى سرور، ورجل الأعمال طلعت القواس، وإيهاب أحمد بدوى، ووزير الزراعة الأسبق أمين أباظة، ورئيس اتحاد العمال السابق حسين مجاور، ووزير البترول الأسبق سامح فهمى، وعضو مجلس الشعب السابق سعيد عبدالخالق، ووزير الزراعة الأسبق يوسف والى، والزنزانة الرابعة بها نجلى الرئيس السابق علاء وجمال مبارك فقط، وهى زنزانة مثل بقية الزنازين ذات باب حديدى بنى اللون تتوسطه نافذة صغيرة لاتسمح برؤية ما بداخل الزنزانة .

أما الزنزانة الخامسة يوجد بها أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الأسبق، ورجل الأعمال علاء أبوالخير، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمى، ورئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد، ورئيس هيئة التنمية الصناعية السابق عمرو عسل، ووزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان، ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف، وأخيرا الزنزانة السادسة وبها وائل على أحمد، وعضو مجلس الشعب السابق رجب هلال حميده ومحمد عايد .

وطلب ضياء رشوان بشكل فجائى زيارة أحد الزنازين، وباسئتذان نزلاء زنزانة رجب هلال حميدة وافقوا على الزيارة؛ حيث تفقد أعضاء الوفد كافة سبل الإعاشة بداخلها من أسرة ومرواح وثلاجات والتأكد من ملاءمتها للوائح وقواعد مصلحة السجون وحقوق الإنسان وعدم احتوائها على أى إضافات تفضيلية عن بقية زنازين سجون طره .

وأثناء خروج الوفد الحقوقى من العنبر قابلوا بشكل فجائى عضو مجلس الشعب السابق رجب هلال حميده أثناء عودته من مستشفى السجن، وبسؤاله عن مدى قبول أو رفض رموز النظام السابق لمقابلة أعضاء الوفد، أكد حميده رفضهم التام للزيارة، وهو ما يعطى مصداقية شديدة لما يدور داخل السجن وشفافية فى تعاملها مع مختلف مؤسسات المجتمع المدنى والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، كما أعرب عن شكواه من قلة ساعات التريض، مشيرا إلى أنهم يقضون معظم ساعات اليوم داخل الزنازين .

كما تفقد الوفد الحقوقى عنبر "2" الخاص بالسجن الانفرادى "عنبر الملاحظة"، والذى يضم كل من أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، ورجل الأعمال وأمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل أحمد عز، ووزير الإعلام السابق أنس الفقى ورئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق محمد عهدى فضلى كل فى زنزانة انفرادية .

وعقب انتهاء الزيارة توجه أعضاء الوفد الى مكتب مأمور السجن لتسجيل كلمة بسجل زيارات السجن، أعربوا خلالها عن شكرهم العميق لتعاون إدارة السجن معهم خلال الزيارة ومعاملتهم الجيدة للسجناء بشهادة السجناء أنفسهم .

ومن جانبه، أكد اللواء عبدالله صقر مدير منطقة سجون طره أن زنازين الكبار عادية تماما، وكل زنزانة مساحتها طبقا لعدد الأفراد المحبوسين بها، مشيرا الى أن كل زنزانة بها ثلاجة وشفاط ومروحة وتلفاز أرضى ولا يوجد بها أى أجهزة تكييف أو هواتف محمولة أو لابتوب كما أشيع، وأن كل ما يثار عن أى شىء غير ذلك هى مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، مشيرا الى أن وفد النيابة العامة زار السجن مرتين وقام بالدخول الى كافة الزنازين وتفتيشها وكتب تقريرا عن كل زيارة رفعه الى النائب العام أكد فيه عدم وجود أى مميزات إضافية داخل زنازين رموز النظام السابق .