واصل المتظاهرون توافدهم على مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة للمطالبة بـ "طرد السفير، وإنزال العلم الإسرائيلي من أعلى البناية الموجودة بها السفارة"، وسط تهديدات من بعض المتظاهرين باقتحام السفارة بعد الإفطار وإنزال العلم وإحراقه، بما ينذر بوقوع مصادمات بين الأمن المتظاهرين.
ويحاول بعض النشطاء تهدئة الأمور أمام السفارة ومنع أية احتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي تتضمن أفراد من الشرطة العسكرية والأمن المركزي وقوات الصاعقة، التي نظمت انفسها ثلاثة صفوف أولها من الشرطة العسكرية، بزيهم المموه، والصفين الآخرين من الأمن المركزي بلباسهم الأسود .
ويردد المتظاهرون هتافات مناهضة لإسرائيل متوعدة إياها بالرد على استشهاد الجنود المصريين على الحدود الشرقية، ومطالبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة باتخاذ موقف صارم تجاه إسرائيل.
وكان بعض المتظاهرين قد قفزوا من أعلى كوبري الجامعة وجلسوا يرددوا هتافاتهم خلف الدبابات المرابطة في بداية الشارع المتواجدة به السفارة، وقام بعض قيادات الجيش بالتحدث إليهم وحثهم على الانضمام لنظرائهم في المنطقة المسموح بها، حتى لا يحدث ما يحمد عقباه، وأعقب ذلك محاولات لاقتحام السفارة إلا أن بعض الشباب شكلوا دروعا بشرية أمام تشكيلات الجيش لمنع المتظاهرين من التقدم صوب باب السفارة .
وقال أحد لواءات الجيش إن قوات الجيش والشرطة تستعمل أقصى درجات ضبط النفس مع ابناءنا من المتظاهرين، مطالبا المتظاهرين بألا يتم التصعيد حتى لا تقع مصادمات بين الجانبين.
وكان أحد أفراد الشرطة العسكرية قد أمسك بالميكروفون وشارك المتظاهرين في هتافاتهم "تسقط تسقط إسرائيل" لثواني معدودة، ما اضطر قائده إلى استدعائه وطلب من المتظاهرين عدم التحدث مع أيا من افراد الجيش أو الشرطة حتى لاينالهم العقاب .
على صعيد متصل أعلن د.عادل العدوى، مساعد وزير الصحة لشئون الطب العلاجى، أن الاعتصام الذى بدأ منذ الأمس أمام السفارة الإسرائيلية للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلى شهد إصابة 19 من المعتصمين بكدمات واختناق نتيجة الازدحام الشديد وارتفاع درجات الحرارة، لافتا إلى أنه تم إسعاف 15 مصاباً داخل سيارات الإسعاف المتواجدة فى موقع الاعتصام، فى حين تم نقل 4 مصابين إلى مستشفى بولاق الدكرور .
وبالنسبة للاستعدادات التى أقامتها الصحة بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية أوضح العدوى أنه تم رفع حالة الطوارئ فى مستشفيات محافظة شمال سيناء، خاصة القريبة من موقع الاشتباكات، على رأسها مستشفيات العريش والشيخ زايد، كما تم تدعيم المستشفيات بفرق "الانتشار السريع" الطبية، والتى شكلتها الوزارة مؤخرا بهدف العمل فى حالات الطوارئ، فى حين أنه لم يتم إرسال مستشفى ميدانى إلى موقع الاشتباكات نفسه .
وأضاف أن حصيلة الاشتباكات التى جرت يومى الخميس والجمعة أسفرت عن وفاة 4 أشخاص بطلقات نارية منهم ضابط و3 مجندين، بالإضافة إلى إصابة 3 مجندين تم نقل 2 منهم إلى مستشفى السويس العام، فى حين أن المصاب الثالث غادر المستشفى بعد إسعافه، لافتا إلى أنه لم يرد للمستشفيات أى إصابات أخرى .
ومن جانبه أكد د.عبد الحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للشئون الفنية والسياسية، أنه تم توفير كافة المستلزمات الطبية وأدوية الطوارئ، بمستشفيات شمال سيناء، واللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة على مدى 24 ساعة، مشيرا إلى تعزيز مرفق إسعاف شمال سيناء بكافة الأجهزة والسيارات اللازمة لسرعة الوصول والتعامل مع الضحايا.
فى حين أشار د.عاطف عافية، مدير مديرية الصحة بشمال سيناء، أن كافة المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وعددها 7 مستشفيات رفعت فعليا حالة الاستعداد القصوى لتلقى جميع الحالات،كما تم توفير 47 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات تجوب أرجاء شمال سيناء لتلقى ما يقع من إصابات .