كلمة "سجن" في قاموس الفكر العربي تعني إهانة وإذلال مع إضافات لا بأس منها من التعذيب والعنف والمساواة بين الجنسين في إهدار الكرامة والذل.
ولعل صورة الأفلام العربية في سجن القناطر تكشف قدر لا بأس به من الصور غير الآدمية التى تعاني منها المسجونات في سجن القناطر أو مساجين سجن "طرة" من الرجال الذي أضحي من أشهر السجون بعد أن استقبل أشهر نماذج النظام السابق ، ربما يكون ذلك خطوة لتحسين أوضاع المساجين هناك ومعاملتهم معاملة إنسانية لإعادة تأهيلهم من جديد ليخرج المسجون مواطن صالح وليس مجرم أشد إجراماً كما هو المعتاد.
وتشير الإحصاءات أن عدد السجناء في العالم العربي 300.000 سجين تقريباً ، ومتوسط عدد السجناء 113 سجين لكل 100.000 مواطن ، ومن كل 100 سجين يخرج من السجن ويعود إلى المجتمع 60 منهم يرتكب جرائم جديدة ليعود من جديد
وفي دولة مثل السويد تأتي النسبة أقل 82 سجين لكل 100.000 مواطن ،الدنمارك 77 سجين ، وفينلاندا 75 سجين ، والنرويج 66 سجين لكل 100.000 مواطن ويعود 20% فقط من السجناء إلى السجن لارتكابهم جرائم أخرى .
وتحرص الحكومة النرويجية على أن تتأكد من أن سجنائها يتعاملون بطريقة آدمية ، كما أن للسجين الحق في التصويت من داخل السجن كما يخضع للتدريب المهني في أي مهنة يختارها وبالتالي تنخفض نسبة عودته إلى الجريمة مرة أخرى بعد التأهيل.
وخلال زيارة الداعية الشهير "أحمد الشقيري" لأحد السجون العريقة فى كوبنهاجن ببريطانيا خلال برنامج "خواطر 7" أكد أن هذه الدول الأوروبية وخاصة الاسكندنافية نجحت في مهمتها الأساسية في هذا الشأن ، وهي إعادة تأهيل المسجونين ليخرجوا إلى المجتمع بشكل سليم ولم يعودوا للجريمة مرة أخرى.
وخلال زيارة الشقيري لسجن "كوبنهاجن" التقي بسجين من أصل عربي اسمه "آدم" اصطحبه في جولة لا تصدق لاستكشاف السجن وانشطته ، وكيف تكون المعاملة التي يتلقاه المساجين هناك ، الأمر الذي يبدي الدهشة لما يلاقيه المسجون من تدليل إذا جاز لنا التعبير.
لآدم غرفة خاصة "زنزانة "نظيفة ومرتبة ، يحمل مفاتيحها لغلقها إذا أراد ذلك ، تحتوي على ثلاجة وتليفزيون يمكنه من متابعة بعض القنوات العربية ومكتبة صغيرة وله مطلق الحق في أداء شعائره الدينية ، وفى الخارج توجد صالة ألعاب للترفيه عن السجناء ، بالإضافة إلى مكتبة تحتوي على الكتب بكل الغات ، وسوبر ماركت يحتوي على اطعمة "حلال" ، ومطبخ نظيف لإعداد الطعام للسجناء ، وصالة "جيم" لممارسة الرياضة ، والعمل مقابل عائد مادي ثابت ، وعيادة خاصة ، ساونا .. وغيرها ، ويحق للمسجون رفع قضية إذا تعرض لأى عنف أو أي شكل من أشكال العنصرية داخل السجن وينظر فيها خلال أسبوعين ، وغيرها من الأمور التى يمارسها أي مواطن بريطاني طليق.
يصف الإمام بن حنبل السجن "إن السجن الشرعي ليس هو السجن في مكان ضيق ، وإنما هو تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه فى المجتمع ، وبالتالي يسجن "يحبس" سواء كان في بيت أو مسجد".
وبذلك يتضح لنا أن السجن الشرعي لا يعني تعذيب أو إهانة ولكنه إعاقة حركة فقط لا غير لإعادة تأهيل الشخص ليخرج للمجتمع مواطن صالح يقول الله تعالي : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران.
بعض الدول الغربية تطبق حقوق الإنسان وما تهدف إليه الشريعة الإسلامية دون معرفة نصوص الإسلام التى تهدف إلى مساعدة الشخص بعدم الإصرار على الخطأ وتوفر له الدولة مصدر رزق ومكان للعيش بعد قضاء العقوبة وإعادة التأهيل .
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان عندما يسجن بعض الناس كان يقول "اسجنه حتى أعلم له توبة" والهدف من حد حركة المخطئ هي التأكد اصلاحه.. وإليكم جولة مصورة داخل سجون بعض البلاد التى تطبق حقوق الإنسان على البشر وقد يصل الأمر إلى الاعتقال في سجون تشبه فنادق 5 نجوم.
جولة الداعية أحمد الشقيري داخل سجن كوبنهاجن
فى غرفة الزيارات المليئة بالألعاب لتسلية أطفال السجناء
سجن النساء
بألمانيا
سجن النساء
بألمانيا
سجن آخر للنساء
بألمانيا
سجن فخم في
النمسا