عمرو موسى: شباب ميدان التحرير طالبوني بالترشح للرئاسة 722822

القاهرة : أكد أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أن الشباب المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة طالبوه بالترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في مصر.

وأشار موسى ، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم الخميس إلى أنه التقى مع بعض شباب ميدان التحرير وأن هولاء الشباب طالبوه بالترشح لرئاسة الجمهورية.

وصرح موسى ان اعلان الرئيس حسني مبارك عزمه عدم ترشيح نفسه يفتح الباب لتطورات سياسية مصرية كبيرة ومن بينها المجتمع السياسي المصري، مؤكدا ان عدم ترشح الرئيس مبارك للرئاسة ليس كافيا في حد ذاته وان فتح الباب يتطلب تعديل الدستور.

واضاف موسى: "كما قال الرئيس مبارك ان التعديل سيكون للمادتين 76 و77 والمادة الأخيرة مهمة وأساسية ليس في الانتخابات فقط وإنما للنظام المصري في تحديد ولاية رئيس الجمهورية في فترتين فقط لكل رئيس ينتهي حقه في الرئاسة ويكون هذا النظام محميا بالدستور وبقوانين مختلفة تجعل الخروج عليه مسألة غير ممكنة وغير مقبولة والمادة 76 من الضروري معرفة مدى تعديلها وأنا أتصور أن هذا التعديل يجب ألا يأتي من جهة واحدة فقط وإنما يتطلب تشاورا مع أساتذة القانون في مصر".

واستبعد موسى إمكانية اجراء تعديل كامل للدستور في الوقت الراهن لضيق الوقت، مشيرا الى انه لابد من تعديل كامل للدستور في مرحلة قادمة.

وقال: "نحن نحتاج الى تعديل دستوري يُمكن الحياة السياسية من العبور إلى شاطئ آمن للازمة السياسية التي نمر بها الآن وأهم شيء فيها هما المادتان 77 و76 واشراف القضاء على الانتخابات".

واعرب موسى عن مَخاوفه من أن تنزلق مصر الى حالة التباس وغموض وعدم اليقين وبالتالي فإن ما حدث سوف يتجدد في ظرف شهور وبأشد مما حدث اضافة الى التأثير السلبي الكبير على سمعة مصر، مشيرا الى انه يجب ان نحدد المحطات والرئيس سوف يغادر في موعد محدد هو أكتوبر أو نوفمبر القادم، ولهذا يجب أن نمهد الساحة لهذه التعديلات للترشيح ولساحة سياسية تفرز ما لديها ممن يصلح لرئاسة الجمهورية.

ودعا موسى الى ضرورة ألا تُدفع بالمواقف إلى الاحتقان لأن رسالة الشباب كانت قوية للغاية وثبت بالدليل الواضح أنها وصلت في حجم ما قدمه مبارك للشعب وحتى الحياة الحزبية ربنا تسير في اتجاه أفضل.

وابدى قلقه ان تتعرض مصر لاضطراب شديد جدا إذا حدث التباس وذلك يتمثل في عدم ثقة في الإصلاحات والمصداقية بين الأطراف، متسائلاً عن قدرة مجلس الشعب المصري في مناقشة كل التعديلات وإقرارها.

واوضح موسى انه يستطيع المساهمة في المفاوضات بين النظام والمحتجين لاقناع الطرفين بتقديم تنازلات وضرورة وجود فترة انتقالية، مضيفا: "انما لا استطيع فرض نفسي على احد ولم أُدعَ أو يدعوني احد للحوار مع احد والأمر الثاني أن مدتي سوف تنتهي كأمين عام للجامعة العربية خلال الشهور والأسابيع ومنطق الأمور أصبح يدعو لهذا أن أغادر هذا المنصب كي أتمتع بحرية اكبر وللتصرف كمواطن مصري عادي".

وحول الموقف العربي من ما يحدث في مصر قال موسى: "الجميع منزعج وأعرب عن رغبته في أهمية استقرار مصر وخشية البعض على الاستقرار إزاء ما يحدث والاستعداد للمساعدة إذا طلبت مصر".

واكد موسى على ثقته فيما أعلنه الرئيس مبارك بشان التعديلات ونيته الرحيل، مشيرا الى ان هذه الفترة تحتاج الى حوار ووجود حكماء للتوفيق.

ولفت الى ان هناك أسماء كثيرة تصلح للقيام بهذا الحوار واعرف أن هناك اجتماعات كثيرة بين السياسيين وأساتذة الجامعات.

وحول الموقف الامريكي، اشار موسى الى ان الولايات المتحدة مهتمة بما يجري في مصر، منوها الى ان ما يحدث في مصر سيؤثر سلبا أو إيجابا في العالم العربي كله من أقصاه إلى أقصاه كما ان ذلك سيؤدي إلى تغيير كبير جدا في مستقبل الاستقرار العربي والعمل العربي.

ونفى موسى ان يكون قد دار حوار بينه وبين المؤسسة العسكرية، قائلاً: "لا جرت تحيات وقد سعدت للطريقة الحضارية والمشرفة التي يتصرفون بها"، خاصة بعد ما قاله الناطق باسم الجيش من أنه يحترم مطالب المتظاهرين إنما إذا كنت تتكلم عن اتصالات مباشرة مع الجيش فلم تحدث ،كما نفى موسى الدخول في حوار مع نائب الرئيس عمر سليمان.

وحول عدم وجود هذه الاتصالات او الاستشارات، قال موسى: "يجوز أن يكون اللواء عمر سليمان يتصل الآن بقوى المعارضة الرسمية وأنا تابعت إعلاميا اتصالاته وأتابع ردود فعلهم ودعنا أولا نرجو ونعمل على أن يكون هناك مسار حوار رسمي ووطني لكل القوى السياسية، حوار له معناه ومضمونه للاتفاق على المرحلة المقبلة".

واستبعد موسى ان يكون وراء ما يحدث في مصر مؤامرة، متابعا،: "هذه النظرية لا تصلح الآن هذه المظاهرات لها أسبابها ومبرراتها كما تعلم وأعلم ويعلم الجميع".

وكانت اشتباكات عنيفة بدأت أمس الأربعاء حين حاول أنصار الرئيس مبارك دخول ميدان التحرير في وسط العاصمة بالقوة في محاولة منهم لإخراج الآلاف من المحتجين الذين يعتصمون هناك منذ أيام داعين إلى تنحي الرئيس. وقد تراشق الطرفان بالحجارة في معارك كر وفر استمرت ساعات.

وبحسب روايات شهود العيان رمى مؤيدو مبارك في وقت لاحق بقنابل حارقة وقطع من الاسمنت على المعتصمين في ميدان التحرير من أسطح البنايات المجاورة.

وقال متظاهرون إنهم احتجزوا بعض مثيري الشغب الذين يوصفون في مصر بـ"البلطجية" وتسليمهم إلى قوات الجيش.

وكانت قوات الجيش قد رفضت التدخل، ولكنها أطلقت النار في الهواء في محاولة منها لتفريق المتظاهرين.

واتهم المتظاهرون رجال شرطة بلباس مدني باقتحام الميدان والاعتداء على المتحجين على حكم مبارك، وعرض بعض المتظاهرين هويات شرطة سقطت من المقتحمين.