قد لا تسمع اصوات قوات الامن المركزي الا خلال المظاهرات وعادة ما تكون "همهمات " منزوعة الملامح .
لكن هذه المرة اعطي "اليوتيوب" مجالاً كبيراً لعسكري الامن المركزي للتعبيرعن نفسه فقد نشر عليه يوم 13 يونيو الحالي شعر بعنوان (( يوميات عسكري امن مركزي .. لقطة مصرية مستوحاه من قصة فيلم " البريء" )).
والذي قام بتأليفه الشاعر"وليد فؤاد " وكتبه في صيف 2007 ونشرت ضمن ديوان " بلكونات بريطانيا العظمي" لكنها تتناسب كثيراً مع ما حدث في احداث ثورة 25 يناير.
والتي تحدث فيها عن التزام العسكري وطاعته العمياء للأوامر دون اي حديث او جدال مع قائده الذي يصور له كل التظاهرات بالمعادية للوطن .
وقد اثار هذا الفيديو اعجاب الكثير من مستخدمي الشبكات الاجتماعية فهو يعيد للأذهان قطعة من فيلم"البرئ" الذي قام ببطولته الراحل احمد زكي ، حيث يقول :
" واقف مزنهر في الزحام قايم بوجبي تمام تمام .. جت الاوامر صمت تام قلنا تمام من غير كلام . ولاقينا كاميرات جت تصور ناس من الصحافة والاعلام .. والمطرة نزلت في المكان ولطشني برد ودور زكام .. ملايين كتير معرفش كام ,, والوف بتهتف في الامام وقماش كتير مكتوب عليه ملناش نصير غير الاسلام .. ويافتة تانية تقول كفاية وناس بتهتف بالاعلام .. وناس تطالب بالدستور .. عايزين وطن عالي المقام .. وسألنا قائدنا الهمام .. ليه المظاهرة يا همام . قالولنا اعداء البلد عايزين يخلوها حطام . وجت الاشارة بالهجوم .. وهجمنا برده بصمت تام .. واقفين بنضر والسلام ده بالعصايا وده بحزام .. ولمحت صحبي هناك هشام وهناك فقدت الاتزان .. والعصر بدأ الجو يهدي وكل الناس مشيوا في سلام ومشينا احنا كما وقلنا خلاص خلاص خلص الكلام ".
ويأتي نشر هذا الفيديو وقد مر علي أحداث الأمن المركزي 25 عاماً حيث انتفض الأمن المركزي في 25 فبراير 1986 وتظاهر أكثر من 20 ألف جندي أمن مركزي في معسكر الجيزة.
احتجاجاً علي سوء أوضاعهم وتسرب شائعات عن وجود قرار سري بمد سنوات الخدمة من ثلاث إلي خمس سنوات وخرج الجنود للشوارع وقاموا بإحراق بعض المحال التجارية والفنادق في شارع الهرم وهو ما تسبب في خسائر قدرت بعشرات الملايين من الجنيهات.
واستمرت حالة الانفلات الأمني لمدة اسبوع أعلن فيها حظر التجوال وإنتشرت قوات الجيش في شوارع القاهرة وأعتقل العديد من قوات الأمن المركزي .
وقامت طائرات الهليكوبتر بضرب معسكراتهم بالصواريخ وحلقت الطائرات فوق رؤوس الجنود تنتظر الأمر بالضرب في المليان إذا حاول الجنود التوجه إلي مصر الجديدة.
وبعد انتهاء هذه الأحداث واستتباب الأمن تم رفع حظر التجوال وأعلن عن إقالة اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية آنذاك.
وعزل العديد من القيادات الأمنية واتخذت العديد من القرارات لتحسين أحوال الجنود والحد من اعدادهم ونقل معسكراتهم خارج الكتلة السكنية كما أتخذت قرارات بتحديد نوعية الجنود الذين يلتحقون بالأمن المركزي مستقبلاً !!
شاهد واستمع للفيديو هنا ..