قالت الكاتبة كارولين جليك أنه بالرغم من أن الثورة المصرية لم تكن ضد إسرائيل إلا أنها تعتبر ضحيتها الأولي بعد نظام مبارك.
فالعملية الشبه عسكرية التي قامت بها مجموعة فلسطينية مسلحة داخل إسرائيل أسفرت عنها مقتل 8 إسرائيليين وإصابة 26 آخرين جاءت من خلال شبه جزيرة سيناء حيث عبر المنفذون من خلال الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة.
وتري الكاتبة أن المجموعة المنفذة للعملية قد تلقت تدريباً عسكرياً موسعاً لتنفيذ مثل هذه العملية المتقنة .
كما أنهم تلقوا مساعدة كبيرة من أحد الجهات حيث أنهم استخدموا أنواعاً جديدة من الأسلحة التى لم يعتاد علي حملها منفذي العمليات الاستشهادية.
فبعد الثورة التي حدثت فى مصر لم تعد إسرائيل على دراية بما يحدث داخل الأراضي المصرية وخاصة فى سيناء التى تهتم بها إسرائيل كثيراً والآن أصبحت إسرائيل تواجه منظومة عدائية كبيرة.
وهى تضم حركة "حماس" وجماعة "الإخوان المسلمين" وخلايا تنظيم "القاعدة" كما زاد عليهم الآن القوات المسلحة وقوات الأمن المصرية التي أصبحت تكن العداء لإسرائيل مؤخراً.
فى حين أن المشاكل الأمنية كانت منعدمة فى شبه جزيرة سيناء لمدة عقد من الزمن وكانت إسرائيل تشعر بأمان كبير طوال هذه المدة.
ولكنها الآن لم تعد أمنة من جهة سيناء التي يدخل منها المسلحون يومياً إلى قطاع غزة عبر الأنفاق التي تملكها حركة "حماس".
وأوضحت الكاتبة فى مقالتها بجريدة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن أولى مؤشرات هذه المسألة جاءت فى عام 2004 عندما حدثت هجمات طابا .
وتم تفجير فندق هيلتون هناك وعام 2005 و2006 عندما قامت خلايا تنظيم "القاعدة" بتفجيرات مروعة فى شرم الشيخ ودهب.
كما أن الرئيس المصري السابق حسنى مبارك لم يفعل أي شىء من أجل وقف هذه الأعمال الإرهابية خاصة عمليات تهريب الأسلحة التى كانت تتم على قدماً وساق لصالح كافة الجماعات الإسلامية الموجودة فى المنطقة.
ومنها حركة "حماس" وحركة "فتح" وحركة "الجهاد" الإسلامي بالتعاون مع بدو سيناء لصالح "الإخوان المسلمين" و"حزب الله".
وهو ما عاد على مصر بالخراب الآن بعد سقوط نظام مبارك حيث تعرضت كافة مراكز الشرطة للهجوم من مجموعات مسلحة أسفرت عن مقتل عدد كبير من رجال الشرطة والجيش بسيناء.
كما تم تعرض خطوط إمداد الغاز الطبيعي لإسرائيل للتفجير عدة مرات وهو ما أدي إلى قطع تصدير الغاز إلى إسرائيل نهائياً الآن.
كما هو الحال أثناء حكم مبارك لمصر جاء ليكون أسوأ بعد سقوطه في فبراير الماضي حيث كان الجميع منشغلاً في متابعة المظاهرات فى ميدان التحرير كان هناك الكثير ممن يفعل ما يشاء فى سيناء.
فأرسلت "حماس" مسلحيها لضرب مراكز الشرطة فى العريش ورفح كما قاموا بتفجير خط الغاز أكثر من أربع مرات.
وعندما قام المجلس العسكري الحاكم بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين أصبح للجميع فى قطاع غزة الحرية فى الدخول والخروج من وإلى سيناء كيفما يشاءون.
وأصبح من الواضح الآن أن إسرائيل لا يمكنها توقع مدى استعداد الجيش المصري للتعاون مع إسرائيل من أجل وقف العمليات القادمة من سيناء.
وقال عدد من الركاب فى أحد الأوتوبيسات التى تعرضت للهجوم الأمس أن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس الجيش المصري.
ولكن القوات المسلحة المصرية نفت تماماً أن يكون المهاجمون قد عبروا إلى إسرائيل قادمين من سيناء ويأتي هذا النفي دليلاً على أن الجيش المصري غير مستعد للتعاون مع إسرائيل.
وتري الكاتبة أن هذا الأمر ليس مفاجئاً حيث أن السلطات العسكرية الحاكمة الآن فى مصر وطدت علاقاتها كثيراً مع جماعة "الإخوان المسلمين" والتيارات الإسلامية داخل مصر وهى الجماعات التي أقصاها مبارك لفترة طويلة أثناء حكمه لمصر.
وبالرغم من أن موقف مصر غير واضح حول كيفية التعاون مع إسرائيل خلال الأعوام المقبلة ولكن إسرائيل لا تحتاج إلى معرفة دقيقة لما سيتكون عليه مصر خلال الفترة القادمة ولكن إسرائيل لا تحتاج إلا إلى تأمين الـ240 كيلومترات وهي طول مسافة الحدود الإسرائيلية المصرية.
وتحتاج إسرائيل أيضاً إلى رفع درجة استعداد قوات الحدود على الحدود المصرية وأن تحصل هذه القوات على دبابات وأليات مصممة خصيصاً للتعامل داخل المناطق الصحراوية.
وعلى هذه القوات أن تتدرب على الدخول فى اشتباكات عسكرية فى المناطق الصحراوية وهي المناطق التي تجاهلت إسرائيل تلقى التدريبات عليها منذ حرب أكتوبر مع مصر.