القذافي في ورطة جديدة بعد مفاجأة "المبروك" 724315


رغم نفي القذافي للشائعات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام في الساعات الأخيرة حول احتمال مغادرته ليبيا ، إلا أن التطورات على الأرض تؤكد أن وضعه بات أكثر سوءا وأن الوقت ليس في صالحه تماما وخاصة بعد "ضربة المبروك" .

ففي 15 أغسطس ، فوجيء الجميع بوصول وزيرالداخلية الليبي نصر المبروك عبد الله إلى القاهرة على متن طائرة خاصة قادمة من مدينة جربا التونسية ومعه تسعة من أفراد أسرته.

ورغم أن المبروك صرح بأنه جاء إلى مصر مع أفراد أسرته بغرض السياحة ، إلا أن موقع "ثورة ليبيا" القريب من المجلس الوطني الانتقالي رجح أن المبروك انشق على نظام العقيد القذافى وينوى الإقامة الدائمة فى مصر.

وأشار الموقع إلى أن المبروك كان وزيرا للداخلية حتى عام 2006 ثم أقيل من منصبه ، إلا أنه بعد تفجر ثورة الشعب الليبي ضد نظام القذافي عين مجددا وزيرا للداخلية في يونيو/ حزيران الماضي خلفا للواء عبد الفتاح يونس الذي انشق عن النظام بالمراحل الأولى من الثورة وقتل لاحقا بظروف غامضة.

وبجانب ما ذكره الموقع ، فإن هناك أيضا عددا من الأمور ترجح أن المبروك انشق عن نظام القذافي من أبرزها أنه لا يمكن أن يأتي للقاهرة بغرض السياحة في وقت تتأزم فيه الأوضاع في بلاده ، هذا بالإضافة إلى أن قناة "الجزيرة" نقلت عن مصادر في مطار القاهرة الدولي القول إنه لم يكن هناك أيا من موظفي السفارة الليبية في انتظار الوزير الذي دخل من الصالة رقم أربعة المخصصة لرجال الأعمال وركاب الطائرات الخاصة.

كما نقلت "أسوشيتد برس" عن موظف بالسفارة الليبية قوله إن البعثة الدبلوماسية بالقاهرة لم تكن على علم بزيارة الوزير إلى مصر .

أيضا ، فإن زيارة المبروك للقاهرة تعيد للأذهان الطريقة التي انشق بها عدد من المسئولين الحكوميين الليبين حيث أنهم غادروا البلاد وأعلنوا لاحقا أنهم لم يعودوا جزءا من نظام القذافي .

ويبقى الأمر الأهم وهو أن وصول المبروك للقاهرة يأتي متزامنا مع تحقيق الثوار تقدما ميدانيا على عدة جبهات بالجزء من الغربي من البلاد حيث باتوا قريبين جدا من العاصمة طرابلس .

ففي الأيام الأخيرة ، سيطر الثوار الليبيون على مناطق بالزاوية وغريان وترهونة المحيطة بطرابلس في مسعى منهم لتطويقها وقطع طريق الإمدادات العسكرية المتجهة منها إلى كتائب القذافي .

محادثات سرية



ولعل الأنباء حول إجراء محادثات سرية بين الثوار وممثلين عن الحكومة الليبية وتصريحات القذافي المتخطبة في 15 أغسطس تدعم أيضا فرضية انشقاق المبروك عن نظامه .

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر لم تسمها قولها إن محادثات سرية عقدت في تونس في 14 أغسطس بين ممثلين للثوار والحكومة الليبية في فندق بجزيرة جربة في جنوب تونس .

ورغم أنه لم يصدر تعليق فوري بشأن عقد أية محادثات سرية من الحكومة في طرابلس أو من قبل المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي ، إلا أنه زادت التكهنات في الأيام الأخيرة بأن القذافي ربما يسعى لإجراء محادثات بعد دخول الثوار وسط بلدة الزاوية الواقعة غربي طرابلس .

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد سرت شائعات أيضا عن مغادرته الوشيكة للبلاد في غمرة التقدم الذي يحرزه الثوار في مدن عدة خصوصا في الغرب الليبي.

ورغم أن القذافي نفى في رسالة صوتية بثها التليفزيون الليبي صباح الإثنين الموافق 15 أغسطس صحة الشائعات السابقة ، إلا أن مضمون تصريحاته عكس ارتباكه الشديد من تقدم الثوار وخاصة عندما دعا أنصاره للإبقاء على روح معنوية مرتفعة .

وكان القذافي حث في كلمته الشعب الليبي على السير إلى الأمام والتحدي وحمل السلاح والذهاب للقتال من أجل تحرير ليبيا "شبر شبر" ممن أسماهم "الخونة وحلف الأطلسي".

وأضاف القذافي " نهاية الاستعمار قريبة ونهاية الجرذان قريبة ، يفرون (الثوار) من دار إلى دار أمام الجماهير التي تطاردهم ، ليس أمام الاستعمار وأعوانه إلا اللجوء للكذب وللحرب النفسية بعد أن فشلت كل أنواع الحروب بكل الأسلحة".

ودعا في هذا الصدد أنصاره إلى الإبقاء على روح معنوية مرتفعة والاستعداد للقتال "لتطهير" المدن التي يسيطر عليها الثوار ، قائلا :" سنهزمهم أينما كانوا، ومن كانوا ، وسينتصر الشعب الليبي، ويحتفل في ساعة من الساعات بدون القصف".

وبالنظر إلى أن التصريحات السابقة تأتي بعد أن قام الثوار في 14 أغسطس بدخول الزاوية وقطع الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة الليبية بالعالم الخارجي "الطريق الساحلي السريع إلى تونس" والذي يمد طرابلس بالغذاء والوقود ، فإنه يتوقع أن تأتي الأيام المقبلة بأنباء غير سارة تماما للقذافي .